من هو الشيخ عيد أبو جرير الذي استهدف الإرهابيون مسجد مريديه بسيناء؟
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
إعداد - هاني ضوه:
"الجمعة السوداء" .. أقل ما يقال في وصف يوم أمس بعد تعرض أحد بيوت الله لعملية إرهابية خسيسة قام بها خوارج هذا الزمان من جماعات التطرف والإرهاب التي لا تراعي حرمة الدماء ولا حرمة بيوت الله، فاستحقوا اللعنة في الدنيا والآخرة.
ومسجد "الروضة" الذي تعرض لهذه العملية الإرهابية الغادرة التي أودت بحياة ما يزيد عن 230 من المصلين الأبرياء هو أحد أشهر المساجد التي يرتادها أهل التصوف السني في سيناء، وخاصة أتباع الطريقة الجريرية الأحمدية الشهيرة، التي تنسب إلى الإمام الشيخ سيدي عيد أبو جرير، وهو أحد العلماء الصالحين، ويعتبر الأب الروحي للصوفية في سيناء.
وقد استهدف الإرهابيون هذا المسجد لأن أتباع الشيخ رحمه الله اعتادوا أن يقيموا فيه مجالس الذكر والاحتفالات بالمناسبات الدينية ومنها المولد النبوي الشريف فهددوهم بتفجيره، ونفذوا تهديدهم.
من الشيخ:
لم يكن الشيخ عيد أبو جرير شيخًا عاديًا، بل كان له الكثير من الكرامات التي شهدها المحيطين به من أهل سيناء، وكان له ولتلامذته ومريديه دورًا وطنيًا في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي وكثير من مريديه استشهدوا في مواجهة الاحتلال.
ولد الشيخ أبو جرير عام 1910 بحي آل جرير، لأبوين من عشيرة الجريرات إحدى عشائر قبيلة السواركة المعروفة بسيناء, وعشيرة الجريرات على وجه الخصوص معروفون بين عموم قبائل سيناء بميلهم للتدين وظهور الكثير من الصالحين فيهم, فنسبهم يعودإلى الصحابي الجليل عكاشة بن محصن الأسدي المدفون بالسودان.
بدايته في طريق التصوف:
وقد عرف الشيخ عيد أبو جرير التصوف على يد العالم الصالح الشيخ أبو أحمد السعافين المعروف بالشيخ أبو أحمد الفالوجي، وهو شيخ من فلسطين التقاه الشيخ عيد عام 1957، وهو أحد مشايخ الطريقة العلوية الشاذلية بفلسطين, وخلال أربع سنوات ( من 1957 - حتى 1961 ) وضع الرجلان البذرة الأولي للصوفية في سيناء.
كان الشيخ عيد أبو جرير دائمًا ما يحذر مريديه من ترك الصلاة ويحثهم على التمسك بالشريعة الإسلامية والسنة النبوية ومجالسة العلماء، ويدعوهم إلى سلوك طريق الزهد وحب الخلق أجمعين.
دوره الوطني والجهادي:
وكان للشيخ دور وطني وجهادي كبير تجاه العدو الإسرائيلي المحتل، فكان يحث أتباعه ومريديه على الجهاد ومواجهة المحتل ومعاونة الجيش المصري خاصة في حرب 1967 وما بعدها، حتى أن ١٠٠ من أتباعه حصلوا على "نوط الامتياز" من الطبقة الأولى لدورهم البطولي في حرب أكتوبر، و٢٠ من مريديه قد أسروا وتعرضوا للتعذيب على يد المخابرات الإسرائيلية، وذهب إليه الفريق أول محمد صادق متخفيًا لشكره وتبادل الآراء حول مقاومة المحتل.
تنبأ بالنكسة واغتيال ناصر وغرق إيلات
من الكرامات التي اشتهرت عن الشيخ وشهدها أهل سيناء ويتداولونها حتى يومنا هذا أنه تنبأ بهزيمة 1967، ففي مطلع يونيو عام1967 م خرج من مسجده بحي آل جرير بالعريش وتوجه إلي منزله لتناول طعام الغداء وجلس حوله بعض الشباب فقال لهم: "يا شباب احفروا لكم خنادق تحميكم من اليهود"، فقالوا له لماذا يا شيخ عيد؟ فرد عليهم قائلًا: "ويلكم فان إسرائيل سوف تحتل سيناء لمدة قد تتعدي 6 سنوات"، وقد حدث بالفعل.
كما أنه رأى رؤية بأن هناك من سيحاول قتل الرئيس عبدالناصر بالسم في القهوة، وبالفعل أخبر المخابرات التي أخبرت بدورها الرئيس عبدالناصر فأمر من يجهز له فنجان القهوة بأن يشربها فشربها ومات الفور.
ليس ذلك فحسب بل تنبأ كذلك في رؤية بغرق المدمرة الإسرائيلية إيلات، حيث رأى في منامه قبل عملية إيلات أن هناك سفينة حربية علي شكل مدمرة تسمي ايلات سوف تغرق علي ايدي الجيش المصري الباسل في أحد السواحل.
وفاته:
وتوفي الشيخ عيد أبو جرير رحمه الله يوم 1971/9/10م عن عمر يناهز61 سنة في محافظة الشرقية بجزيرة سعود، ودفن بجوار المسجد الذي أنشأه هناك وسمي بمسجد "آل جرير".
والشيخ عيد أبو جرير له من الأبناء ستة هم: محمد، وأحمد، ويوسف، وسيف الدين، وعدلي، وأحمد الأمين، الذي كان يشبه والده إلى حد كبير جدًا، وله مؤلفات عديدة تحكي تاريخ رحلة كفاح والده، ويسير على نهج أبيه ويقيم الولائم لمحبي والده الشيخ عيد أبو جرير طيب الله ثراه وأقام عدة مساجد للعبادة وتحفيظ القرآن الكريم منها مسجد آل جرير بجزيرة سعود الذي دفن فيه وجثمانه الطاهرة موجود بجوار المسجد، وله مسجد أخر يحمل اسمه بمدينة السويس، ومسجد يحمل اسم العارف بالله سيدي الشيخ عيد أبو جرير بالعريش، وتوجد زاوية بشارع العشرين بحي السلام بالإسماعيلية.
ما ذكرته عن الشيخ عيد أبو جرير رضي الله عنه في هذا المقال المتواضع هو غيض من فيض، وهناك الكثير من الكلام عن هذا العالم الصالح، ولكن يضيق المقال هنا عن ذكره.
فيديو قد يعجبك: