حوار مع نفس !
كتبت - سارة عبد الخالق :
تمر أيام شهر رمضان سريعاً، وفجأة نجد العشرة الآواخر منه تطل علينا، وسرعان ماتنتهي، فماذا أنت فعالة ؟.. انا فعلاً مقصرة جداً، ولكن (ماذا أفعل؟) لقد مر الوقت.
ألم تجددين نيتك وتعوديين من جديد إلى الله؟.. كيف ومرت عدة أيام، فمن اجتهد، اجتهد من أول يوم، أما أنا، فالوقت داهمني ، ولم استطع أن أعوض مافاتني!.
أيتها النفس اليائسة لا تقنطي من رحمة ربك، يقول الله – عز وجل – في كتابه العزيز: {قُلْ لِمَن مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.. [الأنعام : 12].
وفي الآية (54) من نفس السورة السابق ذكرها: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
ويذكرنا المولى – جل وعلا- برحمته التي وسعت كل شىء في الآية الكريمة (156) من سورة الأعراف: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}.
عزيزتي النفس، هذه بعض من آيات القرأن الكريم التي تحدثنا عن رحمة الله الواسعة، وما أكثر آيات الرحمة والمغفرة في كتابه العزيز.
ولكن.. ماذا أفعل؟
عليكي بحسن الظن بالله، واعلمي أن الله يحب التوابين، فتوبي من كل ذنب أو إثم قمتي به، واعقدي العزم والنية على أن تعودي إلى الله من جديد، ولا تحزني.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : (أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) - رواه البخاري ومسلم .
ألم يشعرك هذا الحديث ببارقة أمل تجعلكي تسعين للتقرب من الله والبعد عن المعصية والذنوب، والبدء من جديد، كل يوم يمر عليك، هو فرصة جديدة، فالله – سبحانه وتعالى – يقول لنا "أنا عند ظن عبدي بي".
فلنظن بالله خيراً.. ونحاول أن نجتهد ونعمل ونسعى في هذا الشهر الكريم لنرضي الله - عز وجل- ، ولا تقولي لقد مرت عدة أيام ولم أفعل شىء، فباب التوبة مفتوح والرحمن موجود يقبل توبة عباده ويحب التوابين منهم.
ولنردد معاً: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، "استغفر الله وأتوب إليه".
فيديو قد يعجبك: