مفتي الجمهورية يكتب: رمضان شهر المصالحة مع الله والخلق
كثيرة هي الخلافات التي تقع بيننا وبين الناس وقد يؤدي بعضها إلى القطيعة، وفي شهر رمضان فرصة للمصالحة ليس مع الناس فقط، ولكن قبلهم مع رب الناس سبحانه وتعالى، فيراجع الإنسان نفسه ويبدأ هذا الشهر الكريم بالتوبة إلى الله، وبدء صفحة جديدة يصلح بها العلاقة بينه وبين الخالق.
وإصلاح ذات البين في هذا الشهر فضله عظيم، والسنة دالة أيضّا على فضل إصلاح ذات البين، وأنه أفضل درجة من الصيام والصلاة والصدقة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى قال: صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة.
ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء ألا وهي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، وهو ما يعني أن المخاصمة تبطل أجور الطاعات والحسنات وهذا من السيئات التي تبطل الحسنات.
وفي هذا الشهر الكريم علينا أن نسعى كذلك إلى الإصلاح بين الناس، وحثنا الله سبحانه وتعالى إصلاح ذات البين فقال في كتابه الكريم: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ)، وفي هذه الآية العظيمة فيها الحث على الإصلاح بين الناس وفيها من باب أولى تحريم فساد ذات البين، فعلى المسلم أن يتقي الله في نفسه فلا يقع في الهجرة أو القطيعة أو التدابر مع الناس.
وفي الصلح خير، يقول تعالى: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)، وهي قاعدة قرآنية ينبغي أن نضعها بين أعيننا خاصة في شهر رمضان، فسنة الله في خلقه أن كل إنسان هو عالم بذاته في نظراته وتصوراته وحكمه على الأشياء من حوله، في مزاجه ورغباته وما يحب وما يكره، لا تكاد تجد في الدنيا شخصين يتفقان في هذه الأمور ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك.
ويجب ألا ننسى أن التشاحن والخلاف كان سببًا في ضياع خير كثير، فقد أخفيت ليلة القدر بسببه، حيث خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد أري ليلة القدر أي في أي ليلة هي، وإذا بقوم يتخاصمون فأُنسِيَّ عليه الصلاة والسلام وعلى آله موعدها، ثم رفع علمها منه بسبب هذا النزاع والخلاف الذي وقع بين الناس.
فيديو قد يعجبك: