كتابات فى الفكر الاسلامي المعاصر..الحلقة الثالثة - البحث عن الله
بقلم - أحمد حمدي:
لا يحدثك ملحد الا و يبدا بسؤال عن دليل وجود الله،... ولا ادرى احقا هو يبحث عن دليل ام مجرد سؤال جدلى لا ينتظر منه رد.
اذكر مرة سألنى احدهم عن دليل وجود الله؟، فكان جوابى و اى نوع من الادلة تريد؟... اتريد ان تمطر السماء نقود؟ ام تريد ان تصبح لك قوى خارقة؟ ام تريد صوت فى اذنك يخبرك انه هو الله؟...ماذا تريد.
وهل حقا ستقتنع بعد كل هذا ؟ هل حقا ستقتنع ام ستظنها خدعة و بعض المؤثرات البصرية. وان كانت هذه العلامة لك، فما بال مئات الملايين من الملحدين فى العالم الذين ينتظرون بعض الالعاب و القوى الخارقة ليؤمنوا بالله... اورد لنا القرآن قصص اقوام طلبوا ما طلبت و منهم بنى اسرائيل الذين رأوا البحر يشق باعينهم ثم كفروا.
ثم كيف سيكون عالمنا ان طلب كل ملحد ظاهرة كونية للايمان...اذا اى نوع من الادلة تريد؟....سؤال على بساطتة لا يخلو من الصعوبة.
يسأل الملحدين عن الله و فى اذهانهم صورة مسبقة لالهه على هيئة شيخ كبير يجلس على عرش فى السماء يراقبنا من بعيد فى انتظار ان يكتشفه الباحثين او ان يراه احدهم تحت المجهر.
يالها من صورة مادية، تبتعد عن الواقع بكثير...فاكثر الناس ايمانا لم يرى الله ولكنه عرف الله؛ نحن لا نبحث عن الاله لنجده بل لنعرفه.
لا تكون المعرفة الا عقلية ، ففى ديننا الله ليس كمثله شىء، فان كان الباحث يريد شيئا ملموسا كالذى سأل سابقا فلن يجد.ولان المعرفة عقلية خاطب ربنا العاقلون فى القرآن عشرات المرات و جعل العقل هو القائد و السبيل للوصول اليه؛ فاقوى براهين وجود الله براهين عقلية بالاساس.
يقول علماء الاسلام بان لله كتاب مسطور و هو القرآن و كتاب منظور و هو الخلق من حولنا.فان ادرت الله عليك البحث فى كليهما.فكما ان القرآن هو كتاب الله الذي اوحي به لنتعبد به فكتبت لنا فيه الشرائع والقوانين.
كذلك الكون سطرت فيه قوانين الطبيعة المسيرة لها و النظم الحاكمة لها و من هنا يفهم بان قوانين الطبيعة المنظمة لحركة الكون و اتساعه و قوة الجاذبية و سرعة الضوء و غيرها ما هي الا وسيلة كما ان القرآن وسيلة.نعم، فدقة هذه القوانين المتناهية لاستقبال حياة الانسان تستحق اعادة التفكير فلو كانت الجاذبية اكثر قليلا لفسدت الحياة، و لو كان الضغط الجوى اشد لما استطعنا الحياة، الى غير ذلك من الامثال الكثيرة.
و لنضرب هنا مثل بغرفة مليئة بالاحرف "أـ ب ـ ج ـ د" المرتبة ترتيب عشوائى وفى وسط هذه الاحرف وجدت بيتا شعريا، فبجانب سؤالك و ذهولك حول كيفية تكوين هذا البيت، فان نسبة حدوثة التى تقارب الصفر ليست المشكلة و لكن المشكلة فى ان كتابته تتضمن معرفة و دراية باللغة و النحو و البلاغة و سائر علوم اللغة.
تخيل لو ان هذا البيت قادك لفك سائر الشيفرات التى ظننتها عشوائية ليتضح لك فيما بعد انها شيفرات و اكواد لا نظير لها.افتحتاج بعد هذا ان تشك فى ان هناك من نظم هذه الكلمات، مع العلم بانك لم تحتاج لتراه بل رأيت صنعته.
الحديث عن وجود الله و تناول بعض هذه الادلة يطول كثيرا ليستمر فى اللقاءات القادمة ان شاء الله.
أقرأ أيضاً :
كتابات فى الفكر الاسلامى المعاصر.. الحلقة الأولى - الإلحاد
كتابات فى الفكر الإسلامى المعاصر ...الحلقة الثانية - أسباب الإلحاد
فيديو قد يعجبك: