لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تكون النصيحة بلا فضيحة ؟

06:02 م الخميس 07 سبتمبر 2017

كيف تكون النصيحة بلا فضيحة ؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

وصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأنهم: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم النصيحة من الدين فقال: "الدين النصيحة .. الدين النصيحة .. الدين النصيحة". 

ولكن كيف نقدم النصيحة لإنسان دون فضيحة أو إحراج؟! ..

تعالوا لنتعلم من الحبيب، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد أن ينصح أحد الحاضرين يقول: "ما بال أقوام يفعلون كذا"، "ما بال أحدكم يفعل كذا"، ولا يصرح باسمه ولا يحدثه مباشرة حتى لا يسبب له حرجًا بين الناس.

وفي هذه الطريقة التي أرساها النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في نصح الناس حكمة بالغة، فهي تصحيح للخطأ ونصيحة بطريقة غير مباشرة لا تؤدي إلى التشهير بالمخطئ ولا إحراجه وجرحه.

ولنتأمل سويَا موقف صغير من سيدا شباب أهل الجنة، وإبنا بضعة الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، ربيبا بيت النبوة اللذان شربا من معين النبوة، إنهما الإمامان الحسن والحسين رضوان الله عليهما وعلى ذريتهما عندما مرا على رجل كبير يتوضأ وكان لا يحسن الوضوء، فاتفقا على أن ينصحا الرجل ويعلماه كيف يتوضأ ولكن بطريقة لا تجرحه أو تهينه، فووقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا أحسن وضوءًا واحكم بيننا، ثم توضأ كل منهما على أحسن ما يكون الوضوء، فإذا بالرجل يرى أنهما يحسنان الوضوء على أكمل وجه، فعلم أنه هو الذي لا يحسنه، فشكرهما على ما قدماه له من نُصح دون تجريح.

قال أحد الصالحين: "إن من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما فضحه".

وقال الإمام عبدالله بن المبارك: "كان الرجل إذا رأى من أخيه ما يكره أمره في ستر، ونهاه في ستر، فيُؤجر في ستره ويُؤجر في نهيه، فأما اليوم فإذا رأى أحد من أحد ما يكره استغضب أخاه، وهتك ستره".

ولا يوجد شخص معصوم من الوقوع في الذنب إلا الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فجميعنا معرض للوقوع في الخطأ، لذا فإنه على من يقوم بالنصح أن يقدم النصيحة دون احتقار لمرتكب الخطأ أو اتهامه في دينه أو أخلاقه، عملًا بنصيحة الحبيب عليه الصلاة والسلام وعلى آله: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".

قال رجل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمام الناس: "يا أمير المؤمنين: إنك أخطأت في كذا وكذا، وأنصحك بكذا وبكذا، فقال له الإمام علي كرم الله وجهه: "إذا نصحتني فانصحني بيني وبينك، فإني لا آمن عليكم ولا على نفسي حين تنصحني علناً بين الناس".

وقال إمامنا الشافعي رضي الله عنه: "من وعظ أخاه سرّاً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه"، وما أجمل شعره في ديوانه حينما قال:

تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي ** وجنِّني النصيحةَ في الجماعهْ

فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ ** من التوبيخِ لا أرضى استماعه

وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي ** فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان