الشيخة "نبوية النحاس".. آخر مقرئة مصرية ترتل القرآن في الاحتفالات العامة والإذاعة
كتب – هاني ضوه :
كعادة أهل مصر خاصة في الأرياف حتى الربع الأول من القرن العشرين، كانوا يحيون ليالي المآتم على مدار ثلاثة أيام ويقسم جزء خاص بالرجال يحيه القراء من الرجال، وكذلك جزء مخصص للنساء تحييه القارئات من النساء اللاتي بلغ بعضهن من الشهرة حتى نافسن كبار القراء من الرجال، بل وقرأن في الإذاعة المصرية كذلك.
من هؤلاء النساء القارئات اللاتي ذاع صيتهن في الآفاق وقرأن في الإذاعة المصرية كانت الشيخة "نبوية النحاس" التي تعد آخر امرأة مصرية ترتل القرآن الكريم في الاحتفالات العامة والإذاعة حيث توفيت عام 1973م.
كانت الشيخة نبوية النحاس ذات صوت قوي رنان، وكانت تحيي المآتم والأفراح والمناسبات الدينية، خاصة في مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، حيث يوجد مكان مخصص للسيدات في المسجد يدخلن إليه من باب مخصوص.
وظهرت الشيخة نبوية في فترة زمنية عاشت فيها اثنتان من كبار القارئات تنافسن سويًا في قرآن القرآن، فقد عاصرت نفس الفترة التي اشتهر فيها الشيخة كريمة العدلية والشيخة منيرة عبده.
وتحدث الكاتب الراحل الكبير محمود السعدني عن الشيخة "نبوية النحاس" في كتابه "ألحان السماء" التي تناول فيه رواد قراءة القرآن وفن المديح والإنشاد خاصة من السيدات، فقال عنها في فصل بعنوان «من الشيخة أم محمد إلى الشيخة كريمة العدلية»: "أن السيدة نبوية كانت واحدة من 3 سيدات اشتهرن بتلاوة القرآن الكريم ومعها السيدة كريمة العدلية والسيدة منيرة عبده".
كما أشار إلى أن الشيخة نبوية النحاس كانت تعد آخر سيدة مصرية ترتل القرآن الكريم في الاحتفالات العامة وفي المناسبات الدينية وفى المآتم والأفراح، وكان الاستماع إليها مقصورًا على السيدات.
واختمم الفصل بقول: "بموت السيدة نبوية النحاس، انطوت صفحة رائعة من كتاب فن التلاوة والإنشاد الدينى فى العصر الحديث".
فيديو قد يعجبك: