الصوفي الشهير بـ "آزوفي".. أشهر الفلكيين المسلمين الذي أثر في علماء أوروبا
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت – سارة عبد الخالق:
كان لكثير من العلماء المسلمين في القرون السابقة إسهامات وإنجازات مميزة، ساهمت وأثرت الحياة العلمية في مختلف فروعها سواء الطب أو الفلك أو الرياضيات وغيرها..
ومن ضمن هؤلاء العلماء عالم فارسي شهير من القرن العاشر الميلادي، اشتهر في الغرب باسم " آزوفي"، وكان له تأثير ضخم على تطور العلم في أوروبا، وكان يقال إن كتبه أصح من كتب عالم الفلك الشهير "بطليموس"، ولازالت بعض الأسماء العربية التي أطلقها على النجوم تستخدم حتى الآن، إنه: عالم الفلك (عبد الرحمن بن عمر الصوفي).. ويستعرض مصراوي نبذة تاريخية عن أحد أشهر علماء الفلك المسلمين في ذكرى ميلاده في مثل هذا اليوم 7 ديسمبر عام 903م.
وصفه "جورج سارتون" – مؤلف موسوعة تاريخ العلوم الشهيرة: "بأنه أحسن فلكي وصاحب إحدى أهم ثلاث مخطوطات إسلامية لمراقبة النجوم".
هو أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن سهل الصوفي الرازي، من أهل الري، ولد في 7 ديسمبر من عام 903 م، في بلاد فارس (إيران الحالية) وعمل في أصفهان وبغداد، واتصل بعضد الدولة البويهي وكان منجمه، وقد اهتم بدراسة صور السماء وملاحظة مجاميع النجوم، وأهتم بتوضيح كتبه الخاصة بالفلك بالرسوم والصور التوضيحية لرموز البروج والنجوم والكواكب، و مازال يوجد حتى الآن عدد من المخطوطات الفلكية لأشهر مؤلفات أبي الحسين الصوفي، وفقا لما ذكر في العدد رقم (102) من مجلة الفيصل الثقافية، وموقع المكتبة الرقمية العالمية، منها: مكتبات الأسكوريال بمدريد، وباريس، وأكسفورد.
• كتاب (صور الكواكب الثابتة) أو (صور الكواكب الثمانية والأربعين).. من أهم إنجازته:
وللصوفي إسهامات فلكية عدة، يأتي على رأسها كتاب يعرف بأنه من أحسن الكتب التي وضعت في مجال الفلك، هو كتاب (الكواكب الثابتة) أو (صور الكواكب الثابتة) أو (صور الكواكب الثمانية والأربعين)، وقد ضمن الصوفي كتابه هذا صورا ورسوما لنحو ألف وأربعمائة وعشرين نجما وكوكبا، رسمها على صور الأناسي والحيوان وشرح أشكالها وخصائصها، ووصف فيه الكوكبات الثمان وأربعين التي حددها بطليموس، واستدرك عددا منها مثل ما ورد في كتب عالم الفلك "بطليموس"، ولم ينس أن يجمع أسماءها العربية، وما زال أسماء بعضها مستعملا حتى الوقت الحاضر مثل: الدب الأكبر والدب الأصغر، والحوت والعقرب والعذراء وغيرها، ، وفقا لما جاء في كتاب (تراث الإسلام – في جزئه الثاني) تأليف: "حسن نافعة" والمستشرق الإنجليزي المتخصص في الدراسات العربية "كليفورد بوزورث".
وقد بيَّن الصوفي كذلك الأسماء العربية الأصلية لنجوم كل كوكبة، إضافة إلى رسم لتلك الكوكبة وجدول بالنجوم يظهر مواقعها وحجمها، وفقا لما جاء على موقع المكتبة الرقمية العالمية.
ويعتبر هذا الكتاب من أهم إنجازات الصوفي، فبجمعه صور النجوم وقرنها مع ما ورد في كتاب بطليموس، مع إضافة تراث العرب عن النجوم وأسمائها، أصبحت رسوم الصوفي للمجاميع النجمية قانونا سرى في أوروبا – آنذاك -، وفقا لما جاء في العدد رقم (260) من مجلة الفيصل والتي جاء تحت عنوان "المذنبات في كتابات بعض المؤرخين المسلمين".
وقد حفَّز كتاب الصوفي المزيد من الأعمال الفلكية في العالمين العربي والإسلامي، وكان له تأثيرٌ ضخم على تطور العلوم في أوروبا. وقد نُسخ العمل وتُرجم مررا.
كما نشرت في المجلات العلمية الإنجليزية أبحاث عن كتابه هذا "في الكواكب الثابتة" ، وقال باحثون إن كتابه أصح من كتاب "بطليموس" – عالم الفلك الشهير-، ويقال أن زيجه أصح زيج وصل إلينا من كتب القدماء – وتعريف الزيج وفقا لمعجم المعاني الجامع؛ هو كتاب يتضمن جداول فلكية يعرف منه سير النجوم، ويستخرج بواسطتها التقويم سنة سنة - ، وفقا لما جاء في (أخبار الحكماء) و (تاريخ الأدب الجغرافي) وغيرهما.
وله أيضا مؤلفات أخرى منها : (مطارحات الشعاع) و (أرجوزة في الفلك) و(رسالة في العمل بالأسطرلاب) و (كتاب التذكرة) وغيرها.
• إسهامات أخرى:
- كما عُرف الصوفي بترجمته من اليونانية للعربية لكتاب "المجسطي" – أي الأطروحة الرياضية – وهو كتاب في الفلك والرياضيات ألفه عالم الفلك القديم "بطليموس".
- وفي سنة 1874 م، نشر الفلكي الدنماركي "شيلر" ترجمة فرنسية لكتابين عربيين من كتب الصوفي.
- ويعتبر الصوفي هو أول من اكتشف مجرة "أندروميدا" والتي وصفها بـ "اللطخة السحابية"، وفقا لما جاء في كتاب (قصة الخلق من التكوين إلى التكوير) لطلال غزال، وهي أقرب المجرات إلى مجرتنا المعروفة باسم "درب التبانة"، والتي تبعد عنا نحو 2.5 مليون سنة ضوئية، والتي يمكن رؤيتها بالعين المجردة
فيديو قد يعجبك: