محمد فؤاد شاكر .. رحلة من العطاء ونشر السماحة ومواجهة التشدد
بقلم – هاني ضوه :
مرت علينا بالأمس ذكرى وفاه العالم الجليل الدكتور محمد فؤاد شاكر الذي كان يعد واحدًا من علماء الأزهر الشريف العاملين الذين جمعوا بين فصاحة اللسان وحسن البيان، والقبول بين الناس.
ولد الدكتور محمد فؤاد شاكر في 5 أكتوبر عام 1948 بقرية الحسينات بمحافظة قنا، وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية وعمره عشر سنوات، واعتلى منبر المسجد في قريته لخطبة الجمعة وهو في سن 12 عامًا.
كان الدكتور شاكر، قد تدرج بمراحل التعليم المختلفة حتى حصل على درجة الماجستير في التصوف الإسلامى والدكتوراة في الحديث النبوي من جامعة الأزهر الشريف في أواخر الثمانينات، واشتغل بعدها في مجال الدعوة حتى ذاع صيته بين الناس وتم تكريمه في عدد من الدول العربية والإسلامية منها المغرب والجزائر وقطر، وله العديد من المؤلفات القيمة التي تزخر بها المكتبات الإسلامية.
وكان الدكتور محمد فؤاد شاكر صاحب اهتمام كبير بالتراث الإسلامي والاختيار منه ما يوافق واقعنا المعاصر، كما أنه كان محبًا للتصوف الشرعي الصحيح ومحبة آل بيت النبي الأطهار صلى الله عليه وآله وسلم وبالتالي الحفاظ على سنته الشريفة وأحاديثه العطرة.
وعمل الدكتور شاكر رحمه الله طوال حياته على توضيح صحيح الدين، وبيان الآراء المخالفة بأدب ورفق وموعظة هادفة، كما تناول الكثير من قضايا الأمة المعاصرة بالعرض والتحليل والتوضيح.
ومن يتابع إنتاج الشيخ رحمه الله سؤاء المؤلفات أو ما تركه من تراث مرئي ومسموع يعرف أنه رحمه الله جمع بين أصالة السلف ومعاصرة الواقع، والبعد عن التشدد والغلو، وكان له أثرًا ملموسًا في التصدي لموجات التشدد والغلو والتطرف التي ظهرت في فترة التسعينات في مصر عبر جماعات نسبت أنفسهم للإسلام.
فكان الدكتور محمد فؤاد شاكر أحد المتصدين لتلك الأفكار الدخيلة، وتنقل في كل ربوع مصر خاصة محافظات الصعيد، ليكشف زيف هذه الأفكار، وينشر الإسلام الوسطي، فضلًا عن مقالاته وكتاباته التي نشرت في مختلف الصحف، بالإضافة إلى الندوات والمحاضرات والأمسيات الدينية التي قام بها من أجل بيان صحيح الدين والرد على أهل التطرف.
وتوفى الدكتور محمد فؤاد شاكر بعد رحلة عطاء كبيرة وذلك في 26 من أكتوبر عام 2011، عن عمر يناهز 60 عامًا، ودفن رحمه الله في مسقط رأسه بقرية الحسينات بمركز أبو تشت بمحافظة قنا.
فيديو قد يعجبك: