داعية بالأوقاف: الانشغال بالرزق قد يبعدنا عن ما طلبه الله منا
كتب- محمد قادوس
روى الشيخ شهاب الأزهري، الداعية بالأوقاف، قصة مؤثرة عن سيدنا ذو النون المصري، الذي مر بتجربة تعكس كيف يمكن للإنسان أن يعيد تقييم أولوياته في الحياة، حيث تبرز هذه القصة كيف أن الانشغال بالرزق قد يبعدنا عن ما طلبه الله منا، وكيف أن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق الكافي لعباده.
وقال الداعية أن سيدنا ذو النون المصري له قصة مع قضية الانشغال بالرزق، نحن جميعًا نعرف أن الرزق مضمون وبيد الله سبحانه وتعالى، فقد قال ربنا في القرآن: وفي السماء رزقكم وما تعدون، ثم أقسم بعد ذلك بقوله: فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنتم تنطقون، وأيضًا في آية أخرى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها.
وأضاف الأزهري، خلال حلقة برنامج "حياة الصالحين"، المذاع على قناة "الناس" أن سيدنا ذو النون أراد الخروج من مصر، بمعنى أنه كان يريد أن يترك بلده، لكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يربيه ويؤدبه، فتابَ وحصلت له الفتوح بعد ذلك.
وأوضح: ما هي القصة التي حدثت؟ هو بنفسه رواها، فقد قال يوسف بن الحسين: 'حضرت مجلس ذو النون في يوم من الأيام، فجاء رجل اسمه سالم المغربي، فقال له: يا أبا الفيض، ما سبب توبتك؟ ما الذي جعلك تتوب؟' فقال ذو النون: 'عجب لا تطيقه.' فقال سالم: 'بالله عليك، أخبرني.'. فقال سيدنا ذو النون: 'كنت أريد الخروج من مصر إلى بعض القرى، وفي الطريق نمت.. ثم استيقظت في الصحراء، فإذا بي أجد شيئًا يُسمى قنبرة عامية، وهو طائر صغير كان أعمى، وقع من وكره على الأرض.. وفجأة خرج من الأرض سُكرّجتان، يعني طبق صغير من فضة وآخر من ذهب، واحد فيه سمسم والآخر فيه ماء..
وأشار إلى أنه كان ينظر إلى الموقف أمامه، حيث كان الطائر الأعمى قد أخرج له ذلك، ويشرب من الماء ويأكل من ذلك، بينما هو عبد من عباد الله يريد أن يترك بلده.. فقال: 'حسبي قد تبت ولزمت الباب حتى قبلني الله عز وجل.'
وخلص شهاب إلى القول: 'هذه قصة عادية جدًا تحدث كل يوم، والناس تمر بها بشكل عادي، لكن مع سيدنا ذو النون، أثارت في نفسه أشياء كثيرة جدًا.. الحياة مليئة بالعبر، وربنا هيأ نفس سيدنا ذو النون في تلك الساعة، فاستفاد من العبرة في هذه القصة.. وأصبح ذو النون بعد ذلك مضرب المثل في الطاعة والعبادة والحب والزهد وفي كل شيء.
فيديو قد يعجبك: