أوقفت شيئًا ما على مسجد فهل لي من سلطة عليه بعد الوقف؟.. أستاذ بالأزهر يجيب

كـتب- علي شبل:

تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، سؤالًا يقول صاحبه: أوقفت شيئا ما على مسجد من المساجد فهل لي من سلطات عليه بعد الوقف؟

في رده أوضح لاشين أن ديننا الإسلامي فتح للخير أبوابا كثيرة وأوجد له منافذ عديدة لمن أراد التقرب إلى الله عز وجل ورجا ثواب الله وعطائه وكان همه منصرفا إلى رجاء الله عز وجل وراجيا الفوز بالنعيم المقيم المتمثل في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر

وهذه الأبواب التي فتحها الشرع الحكيم أمام قاصدي الخير والثواب ونيل الأجر من الله عز وجل منها ما يلي :

١- الهبة وهي تمليك الآخر من غير عوض شيئا من المال حال حياة الواهب قال بشأن ذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم :(تهادوا تحابوا )٠

٢- ومنها الوصية وهي أن يوصي الشخص بجزء من ماله على ألا يتجاوز ثلث التركة لجهة خيرية عامة أو لأشخاص طبيعيين يقول في ذلك المعصوم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:( إن الله تصدق لكم عند وفاتكم بثلث أموالكم ليجعلها لكم زيادة في حسناتكم )٠

على أن ملك الموصي لا ينتقل إلى الموصى له إلا بعد وفاة الموصى٠

٣ ومنها أن يوقف شيئا من ماله ليصرف ريعه على طلبة العلم مثلا أو على الفقراء والمساكين أو على بيت من بيوت الله عز وجل أو على مستشفى من المستشفيات العامة أو يوقف شيئا ينتفع به وليس له عائد وهكذا تتعدد أبواب الخير ومنافذ البر في الإسلام.

وبخصوص واقعة السؤال يقول لاشين عبر صفحته الرسمية على فيسبوك :

يا أخانا السائل الذي أوقفت شيئا من مالك على أحد بيوت الله عز وجل لينتفع به رواده لقد انقطعت سلطتك كمالك على الشيء الذي أوقفته وصار أمر تنظيم الانتفاع به إلى اختصاص أمير المكان كإمام المسج أولمن يفوضه إمام المسجد أو لمجلس إدارة المسجد إن كان ثمة مجلس وليس لأي رائد من رواد المسجد أن يستولي عليه أو أن يتحكم فيه بحيث يبيحه من يشاء أو يمنعه عمن يشاء من باب نحن هنا، أو من باب إشباع رغبات نفسه المجبولة على التحكم والسيطرة٠

ولفت أستاذ الفقه والشريعة إلى أن الفقهاء صاغوا عبارة ذهبية تعتبر خارطة طريق لأمر تنظيم الوقف بعد وقفه وعلاقة الواقف بهذا الشيء الذي أوقفه فقالوا (الموقوف لا يباع ولا يملك ولا يوهب ولا يورث )٠

أي أنه بالوقف انقطعت سلطة المالك عن المال الذي أوقفه فلا يجوز بعد الوقف أن يبيعه غيره أو أن يهبه غيره أو أن يكون محلا للإرث بعد وفاته إلى ورثة الواقف لأن الموقوف بالوقف خرج عن ملك الواقف وانتقل إلى ملك الله عز وجل فإذا كان المالك الواقف ممنوعا من التصرف فيما أوقفه فما بالنا بالأشخاص العاديين الذين يتحكمون في المال الذي أوقفه غيرهم والله ليس هذا لهم.

والله أعلم

اقرأ أيضًا:
بالفيديو| أزهري يوضح حكم كتابة الأب أملاكه لنجلته الوحيدة ومنع بقية الوارثين