رئيسي في العمل لا ينصر مظلومًا ولا يعدل بيننا.. وعالم أزهري يعلق
كتبت – آمال سامي:
"رئيسي في المصلحة الحكومية يمنع الناس عن مقابلته ولا ينصر مظلوما ولا يعدل بيننا ، بل له مجموعة من المنتفعين هم من حوله ويمدحونه بما ليس فيه ..ماذا نقول له؟" تلقى الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، هذا السؤال من أحد متابعيه، ليجيب قائلًا إن رئيس المصلحة الحكومية الذي هو على ذلك الطريقة الظالمة على خطر عظيم ، لعدة أسباب بينها عبر منشور كتبه على صفحته الرسمية على الفيسبوك.
أولا:
روى أبو داود في سننه ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻣﺮﻳﻢ اﻷﺯﺩﻱ، ﺃﺧﺒﺮﻩ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻧﻌﻤﻨﺎ ﺑﻚ ﺃﺑﺎ ﻓﻼﻥ - ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻘﻮﻟﻬﺎ اﻟﻌﺮﺏ - ﻓﻘﻠﺖ: ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺑﻪ، ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﻣﻦ ﻭﻻﻩ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺎﺣﺘﺠﺐ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ، ﻭﺧﻠﺘﻬﻢ ﻭﻓﻘﺮﻫﻢ، اﺣﺘﺠﺐ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﺧﻠﺘﻪ، ﻭﻓﻘﺮﻩ»
ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﻌﻞ ﺭﺟﻼ ﻋﻠﻰ ﺣﻮاﺋﺞ اﻟﻨﺎﺱ
انظر سنن أبي داوود حديث رقم ٢٩٤٨ وهو حديث صحيح
وفي معنى ذلك ورد هذا الحديث: "اﻟﻠﻬﻢ، ﻣﻦ ﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺃﻣﺘﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﺎﺷﻘﻖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﻦ ﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺃﻣﺘﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺮﻓﻖ ﺑﻬﻢ، ﻓﺎﺭﻓﻖ ﺑﻪ".رواه مسلم في صحيحه
ثانيا:
من تولى منصبا على غيره فهو في أمر جلل وعليه أن يتقي ربه ويتحرى العدل وأكل الحلال ويبتعد عن الحرام بل الشبهات لما في ذلك من هلاكه والعياذ بالله ، ونقل مرزوق ما ذكره السفارييني في ذلك ما يلي :
ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﺃﻭ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: "ﻛﻠﻜﻢ ﺭاﻉ ﻭﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ، ﻓﺎﻹﻣﺎﻡ اﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﺭاﻉ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭاﻟﻤﺮﺃﺓ ﺭاﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻨﻪ، ﻭاﻟﻌﺒﺪ ﺭاﻉ ﻓﻲ ﻣﺎﻝ ﺳﻴﺪﻩ ﻭﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻨﻪ".
ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ اﻟﻴﻤﺎﻥ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺵ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: "ﻣﺎ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻳﻠﻲ ﺃﻣﺮ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺃﺗﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺪﻩ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﻘﻪ ﻓﻜﻪ ﺑﺮﻩ، ﺃﻭ ﺃﻭﺛﻘﻪ ﺇﺛﻤﻪ، ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻣﻼﻣﺔ، ﻭﺃﻭﺳﻄﻬﺎ ﻧﺪاﻣﺔ، ﻭﺁﺧﺮﻫﺎ ﺧﺰﻱ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ".
ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ: "ﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﻋﺸﺮﺓ ﺇﻻ ﺟﻲء ﺑﻪ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻳﺪﻩ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﻘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻠﻘﻪ اﻟﺤﻖ ﺃﻭ ﻳﻮﺑﻘﻪ"، ﻭﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ،ﺭﻭاﻫﻤﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﻫﻤﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﻟﻜﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻃﺮﻕ ﻳﻌﻀﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ."
وأكد مرزوق في ختام فتاواه أن كل ذلك وغيره يبين أن المناصب تكليف وليست تشريفا كما هو الحال عند كثير من الناس ،كما يبين أن الله تعالى يسأل أصحاب المناصب يوم القيامة ماذا فعلوا فيمن تحتهم من الناس وما تحت أيديهم من الأموال، "ساعتها ستكون فضيحة الظالمين والمرتشين أمام الخلق جميعا والعياذ بالله".
فيديو قد يعجبك: