بعد إثارته للجدل.. هل يجب إزالة "الوشم" عن جسد الميت؟ وما حكمه الشرعي؟
كتبت – آمال سامي:
بعد وفاة اليوتيوبر مصطفى حفناوي أثير الجدل حول قضية "الوشم" وهل يزال الوشم عن جسد المتوفى أم لا؟ وأعلنت الفنانة الشابة هنا الزاهد عن قرارها بإزالة وشم كانت قد رسمته سابقًا ودعت متابعيها إلى التأني قبل اتخاذ القرار برسم الوشم حتى لا يندموا فيما بعد مثلما ندمت هي، وانتشرت عدة منشورات على السوشيال ميديا حول حكم الوشم وإزالته عن المتوفى..
لا يُزال الوشم عن جسد الميت عند الغسل حسب فتوى دار الإفتاء المصرية، ففي لقاء سابق مع برنامج فتاوى الناس، ذكر الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الوشم لا يزال عن جسد الميت، بل يترك على حاله ويغسل على حاله وأمره متروك إلى الله عز وجل، وذلك على الرغم من تأكيده أن الوشم يمنع الطهارة سواء بالغسل أو الوضوء.
وأوضح فخر أن الوشم ليس منهيًا عنه لذاته وإنما منهي عنه لغيره، لكونه محبوسًا بين طبقات الجلد، وإذا كان بمادة تمنع وصول الماء للبشرة، وذكر أمين الفتوى أن الوشم يمنع الوضوء لذا فهو نجاسة لانه يحبس الدم، أما الرسم الظاهري فقط، فهو بين أمرين، إما أن يكون بمادة تمنع وصول الماء للبشرة فيشترط إزالته عند الغسل والوضوء، أو بمادة لا تمنع وصول الماء كالحناء الطبيعية فليست هناك ضرورة لإزالتها عن الوضوء أو الغسل.
ومع تطور التقنيات الحديثة أصبح من الممكن أن يرسم المرء على جسده رسما ثابتا بدون أن يكون ذلك بإبرة الوشم كما كان سائدا قديمًا، وهو ما سألت عنه دار الإفتاء من قبل حول حكم رسم الوشم بالليزر خاصة إذا كان ذلك لا يعني استخدام الإبر أو سيلان الدم، وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء الدكتور عويضة عثمان أن الوشم إذا كان ثابتًا بأي طريقة سواء بليزر أو بآلة فهو غير جائز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله واشمة والمستوشمة.
هل يختلف حكم الوشم للرجال عن النساء؟
يستند العلماء في تحريمهم للوشم إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ..." فيظن البعض أن تلك الأمور خاصة بالنساء فقط، وهو ما نفاه محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حيث أكد شلبي أن الوشم محرم على الجنسين معًا، والأمر في قوله: لعن الله الواشمة والمستوشمة ، للرجال والنساء على حد سواء، وذكر شلبي أن الوشم معناه غرس الجلد بالإبرة حتى يخرج الدم ويتم وضع مواد معينة في هذه الأماكن تحت الجلد فتختلط بالدم، فيكون هناك تغيير لخلق الله وتكون هناك نجاسة، وهذا حرام ولا يجوز.
ثم ذكر شلبي التقنيات الحديثة التي ظهرت في الفترة الأخيرة ومنها التاتو والميكروببيلدنج، مشيرًا إلى أن الكثير من المتخصصين اكد أنها لا تتسبب في خروج الدم، وبذلك يخرج عن دائرة الوشم ويكون جائزًا، لكن، يقول شلبي، في حالة خروج أي دم حتى لو قطرة يسيرة فهذا حرام لا يجوز، "فالرسومات فوق الجلد جائزة ولا مشكلة فيها".
فيديو قد يعجبك: