هل يجوز مقاطعة الجيران عملاً بمقولة "الاقتصار عبادة"؟.. أستاذ شريعة يوضح

كتبت - سماح محمد:

ورد سؤال إلى الدكتور عبد المنعم سلطان - أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة المنوفية - من أحد متابعي برنامجه الإذاعي "بريد الإسلام" يقول: "هل يجوز مقاطعة الجيران عملاً بمقولة إن "الاقتصار عبادة"؟.

فأجاب سلطان قائلاً: إن الإسلام اعتبر رعاية حقوق الجار دلالة على الإيمان، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"، ومن حديث معاذ بن جبل مرفوعا: "قالوا يا رسول الله ما حق الجار على الجار؟ قال: إن استقرضك أقرضته، وإن استعانك أعنته، وإن مرض عدته، وإن احتاج أعطيته، وإن افتقر عدت عليه، وإن أصابه خير هنيته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن تغرف له، وإن اشتريت فاكهة فأهد له، وإن لم تفعل فأدخلها سرًا ولا تخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده"، موضحًا أن إيذاء الجار مما يحبط العمل.

وأكد سلطان خلال برنامج "بريد الإسلام" المذاع عبر إذاعة القرآن الكريم أنه لا يجوز مقاطعة الجيران إلا إذا ترتب ضرر على معاملتهم ولم يمكن دفعه، لافتًا إلى ضرورة تقديم حُسن الظن ومحاولة الإصلاح، فقد يكون الجار أفضل وأقرب إلى جاره من ذوى القربى في بعض الأحيان.

وشدد الأستاذ الجامعي على وجوب طيب علاقة الجيران بعضهم البعض، ناصحًا بأنه لا يلزم الاختلاط الشديد، ويكفي المعاملة بالمعروف، وكف الأذى، وتقديم الخير لهم، وتقديم العون في حالات الضرورة.