ما هي النفس المطمئنة وما النفس اللوامة وما حالهما يوم القيامة؟.. أستاذ شريعة يجيب
كتبت - سماح محمد:
ورد سؤال إلى الدكتور عبد المنعم أحمد سلطان - أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية وكيل كلية الحقوق جامعة المنوفية - يقول: "ما هى النفس المطمئنة وما سماتها وجزاؤها الجنة، والنفس اللوامة وسماتها وحالها يوم القيامة؟".
فأجاب سلطان قائلاً: إن النفس المطمئنة هي التي صدقت بالبعث والثواب والعقاب بعد أن اطمأنت بالتزامها أوامر الله عز وجل واجتنابها نواهيه سبحانه وتعالى.
وتابع سلطان من خلال إجابته على سؤال ورد إليه من متابعي برنامج "بريد الإسلام" المذاع عبر موجات إذاعة القرآن الكريم أن سمات النفس المطمئنة أنها اطمأنت إلى وعد الله الذي وعد أهل الإيمان به في الدنيا من الكرامة في الآخرة، فصدّقت بذلك، وأنها تنادى بالنداء الطيب حين تقبل على ربها عند الموت، وقد جاء ذكر النفس المطمئنة في قول الله عز وجل {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}.
وأوضح سلطان أن النفس اللوامة هي نفس المؤمن في الدنيا، حيث يلوم نفسه على الخير والشر، ويندم على ما فات، ويعاتب نفسه بعد تصرفه هل أراد بذلك وجه الله سبحانه وتعالى أم أراد التقرب إلى الناس، وقد جاء ذكرها في قوله سبحانه وتعالى {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}، مشيرا إلى قول الحسن البصري في النفس اللوامة: هي نفس المؤمن ما يُرى إلا يلوم نفسه بقول ماذا أردت بكلامي، وماذا أردت بأكلي، وماذا أردت بحديث نفسي.
وتابع فضيلته قائلاً: يقول آخرون إن النفس اللوامة هي نفس المؤمن توقعه في الذنب، ثم تلومه عليه، فهذا اللوم من الإيمان، بخلاف الشقي، فإنه لا يلوم نفسه على ذنب، بل يلومها وتلومه على فواته، وقالت طائفة: بل هذا اللوم للنوعين، فإن كل واحد يلوم نفسه، بَرًّا كان أو فاجرًا، فالسعيد يلومها على ارتكاب معصية الله وترك طاعته، والشقي لا يلومها إلا على فوات حظها وهواها، وقالت فرقة أخرى: هذا اللوم يوم القيامة، فإن كل واحد يلوم نفسه؛ إن كان مسيئًا على إساءته، وإن كان محسنًا على تقصيره. وهذه الأقوال كلها حق ولا تعارص بينها، فإن النفس موصوفة بهذا كله، وباعتبارها سميت لوامة، لكن النفس نوعان: لوامة ملومة وهي النفس الجاهلة الظالمة، التي يلومها الله وملائكته، ولوامة غير ملومة وهي التي لا تزال تلوم صاحبها على تقصيره في طاعة الله مع بذله جهده، فهذه غير ملومة.
وأكد فضيلته أن النفس المطمئنة يسبقها وصفها الطيب فتدرك ما أُعد لها من الخير وما أعده الله عز وجل فتزداد اطمئنانًا، أما النفس اللوامة فيلحقها اللوم يوم القيامة حين تعاين ما قدمت من خير أو شر حينئذ تأتي الحسرة على ما قدمت وما فاتها وما قصرت فيه من الخير.
واختتم استاذ الشريعة كلامه إلى وسائل إصلاح النفس ومنها؛ المحافظة على الفرائض، والإكثار من النوافل، وتلاوة القرآن العظيم وتدبره، ومداومة ذكر الله عز وجل، وشهود مجالس العلم، ومحاسبة النفس على ما تدعوه إليه من الشهوات والمعاصي، ومصاحبة الصالحين، والإكثار من دعاء الله أن يكفي العبد شر نفسه.
فيديو قد يعجبك: