ما حكم بيع الدقيق المدعم من المخابز في السوق السوداء؟
كتب - محمد قادوس:
ورد سؤال الي دار الإفتاء يقول: "ما حكم بيع الدقيق المدعم من قبل الدولة والمخصص للمخابز الحكوميه في السوق السوداء؟"، وبعد العرض على لجنة الفتوي بالدار جاءت الإجابة على النحو التالي..
الدقيق المدعم إنما قامت الدولة بتدعيمه من أجل أن يصل مخبوزًا إلى شرائح من المجتمع تعاني من ضيق الرزق وقلة موارد الرزق، وهو مع ما فيه من ترفق بأصحاب الحوائج وتلطف بحالهم الضيقة؛ هو واجب الدولة تجاههم، وطريقة من طرق رفع مستواهم المادي بإيصال المال إليهم بصورة غير مباشرة وهي، صورة الخبز المدعم، وبيع أصحاب المخابز لهذا الدقيق المدعم معناه الحيلولة بين مستحقي الدعم وبينه، فيئول الحال أن يكون فعلهم هذا اعتداءً على أموال الناس كافة الداخلين في هذه الشرائح، وفي ذلك ظلم بين، وعدوان على حقوق الناس، وأكل لها بالباطل، وفي ذلك يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ}.. [النساء : 29].
وقال صلى الله عليه وآلة وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا».. رواه الشيخان عن أبي بَكرةَ رضي الله عنه.
وأن بيع الدقيق المدعم في السوق السوداء على هذا حرام شرعًا من حيث كونه استيلاء على مال الغير بغير حق، ويزيد في كِبر هذا الذنب كون المال المعتدى عليه مالًا للفقراء والمحاويج الذين يحتاجون إلى مَن يرحمهم ويحافظ لهم على مالهم وينميه ويزيده، لا إلى مَن ينتهبه ويعتدي عليه بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وبيع الدقيق المدعم في السوق السوداء محرم من جهة أخرى، ألا وهي مخالفة ولي الأمر الذي جعل الله تعالى طاعتَه في غير المعصية مقارِنةً لطاعته تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وآلة وسلم، قال تعالي: {يأيها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}.. [النساء : 59].
فيديو قد يعجبك: