كيف يصل الرضا والتسليم بحكم الله إلى القلب؟
كتب - محمد قادوس:
يقول الدكتور علي جمعة - عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق -، إن الرضا والتسليم لله له أسباب، والعبد يرضى بإرادة الله لأنه مسلم، ولأنه سلم أمره لمولاه وخالقه، فيفعل الله به ما يريد، ولأن الله عز وجل محب للعبد فلن يختار له إلا الخير، والعبد ملك لمولاه، والمالك يتصرف فيما يملك.
كما ان للرضا والتسليم بحكم الله تعالى له عدة مراحل وهى:
ان المرحلة الأولى: هي مرحلة يسلم فيها بأمر الله، ويقاوم نفسه من الاعتراض، ومن الحزن؛ فهو يحزن لكنه يمنع نفسه من أن يعترض على أمر الله، وهو أيضا يبكي ليل نهار على فقدان الولد مثلا، لكنه ساكن القلب إلى حكمة الله تعالى.
والمرحلة الثانية: لا يحزن، فلو مات له ابنٌ أو أصابته مصيبة فإنه يضحك، والسبب اليقين في لطف الله وحكمته.
المرحلة الثالثة: يبكي، لأنه يستحضر في نفسه أن الله قد أفقده هذا العزيز لديه الآن من أجل أن يبكي، فهو لا يبكي حزناً إنما هو يبكي لله، وهذا هو الذي كان عليه مقام النبوة وأكابر الأولياء؛ فلما فقد النبيُّ ﷺ ابنَه إبراهيمَ بكى ، وفي حديث آخر أنه قد أرسلت ابنة النبي ﷺ إليه أن ابنا لي قبض، فأتنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: "إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب"، فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه جماعة من أصحابه، فرفع إلى رسول الله ﷺ الصبي وهو في النزع ففاضت عيناه ﷺ ، فقال سعد: يا رسول الله!! ما هذا؟! فقال: (هذه رحمة، جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).النبي ﷺ يبكي على إبراهيم، ولكنه يبكي لأن الله قد قدر لمن أصيب بمصيبة أن يبكي .
فالأول يبكي حزناً، والثاني يضحك رضاً، والثالث يبكي مرة ثانية قهراً تحت سلطان الله سبحانه وتعالى، واستجابة لمقتضى ما أجراه الحق في هذا الوقت المخصوص من أحوال، وكأن الله أرادني الآن أن أحزن فأنا أحزن لذلك.
فيديو قد يعجبك: