شرق هولندا.. رحلة بديعة إلى ثلاثة كنوز تاريخية
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
(د ب أ)
غالبا ما يتوجه السياح في هولندا إلى الساحل ويفوتهم فرصة التعرف على ثلاث درر تاريخية في شرق هولندا؛ ألا وهي مدن زوتفن، زفوله، ديفينتر، وتعد كل مدينة منها بمثابة بلدة تاريخية قديمة مغلقة وتمتاز بأجواء ساحرة، وتنتمي هذه المدن إلى مجموعة المدن الهانزية خلال العصور الوسطى، وكانت ترتبط بالمدن التجارية الألمانية مثل لوبيك وهامبورج وكولن بدرجة أكبر من ارتباطها بالمدن الهولندية الأخرى.
ديفينتر
وتعتبر مدينة ديفينتر من الوجهات السياحية المثالية للتنزه والخروج مساءً؛ حيث تسودها الأجواء الإيطالية خلال الأمسيات الصيفية الجميلة، وفي مركز المدينة تصطف طاولات المطاعم بالخارج بجانب بعضها البعض، وتمثل ساحة السوق، التي تحمل اسم برينك، مركز المدينة النابض بالحياة، حيث يمكن للسياح من هنا الانطلاق في جولات التنزه في جميع الاتجاهات، وكثيرا ما تصادفهم عروض تذوق الطعام في كل مكان يذهبون إليه، مثل مصنع الجعة DAVO.
ويظهر أحد المباني الحديثة المثيرة للإعجاب وسط منازل المدينة القديمة. وأوضحت المرشدة السياحية "تروس شيرير" أن التصميم المبدئي لتوسعة مقر البلدية التاريخي كان مرفوضا من قبل السكان، ومن أجل زيادة درجة القبول لديهم تم معالجة بصمات 2264 شخص من السكان كأعمال فنية كبيرة على الواجهة".
وتكثر الاحتفالات أيضا في مدينة ديفينتر، حيث يشعر السياح عند السير على السلالم الضيقة في البلدة القديمة خلال فترة أعياد الميلاد أنهم انتقلوا إلى أجواء العاصمة البريطانية لندن خلال القرن التاسع عشر؛ نظرا لأنه يقام هنا مهرجان ديكنز، الذي يشارك فيه مئات الأشخاص، الذين يرتدون أزياء تنكرية، كما تشهد المدينة أيضا خلال فصل الصيف مهرجان "ديفينتر أوب شتيلتن"، والذي تشارك فيه 150 فرقة مسرحية من جميع أنحاء العالم.
وتقع مدينة ديفينتر على نهر آيسل مباشرة، والذي يعتبر الفرع الشمالي لمصب نهر الراين، ولا ينساب النهر هنا في مجرى ضيق، ولكنه يتعرج في هذه المنطقة في الكثير من الفروع الجانية الصغيرة، وهو ما يحيل المنطقة المحيطة بمدينة ديفينتر إلى جنة طبيعة غناء.
وينعم السياح بإطلالة رائعة على مدينة ديفينتر من جسر " فيلهلمينابروك"، وهو عبارة عن جسر أبيض مقوس على نهر آيسل، وقد شهد هذا الجسر تصوير فيلم الحرب الملحمي "جسر بعيد جدا" A Bridge Too Far من إخراج ريتشارد أتينبورو.
زوتفن
وتقع مدينة زوتفن إلى الجنوب قليلا وتمتاز بوجود الكثير من المتاجر، وأضاف مارك شويتماكر، من شركة السياحة المحلية VVV، قائلا: "يوجد بمدينة زوتفن أيضا الكثير من أتباع عالم الأنثروبولوجيا رودولف شتاينر"، ولذلك يكثر بالمدينة وجود مدارس رودولف شتاينر، بالإضافة إلى العديد من المتاجرن التي تبيع الألعاب الخشبية والجبن العضوي والملابس المصنوعة من القنب والخيزران وفول الصويا.
وتفوح في مدينة زوتفن بالكثير من الروائح العطرة، وخاصة عندما يقام السوق الأسبوعي يوم الخميس، والذي يرجع إلى أكثر من 800 عام، كما تشهد الأيام الأخرى ظهور مزيج من الروائح الرائعة في متجر المكسرات "نوتن آند زو"، كما تنبعث روائح الشموع والصابون الفاخر من متجر "بي نورد"، وتفوح رائحة القهوة الغنية من مقهى "فان روسومس كافيه"، ورائحة الشوكولاتة من متجر الحلوى القديم "يانسون".
ولابد أن يضم البرنامج السياحي في مدينة زوتفن زيارة دير الأخوة "بروديرين كلوستر"، والذي يعتبر من أقدم المباني في المدينة، ويشتمل هذا المبنى على فندق به 15 غرفة في مكان النوم السابق للرهبان، بالإضافة إلى بار ومطعم في غرفة الطعام السابقة.
زفوله
وتعد مدينة زفوله أكبر المدن الثلاث ويعيش بها حوالي 130 ألف نسمة، وتعتبر عاصمة مقاطعة أوفريسيل، وتشتهر هذه المدينة بكثرة الكنائس بها، ويمكن للسياح تناول السوشي في كنيسة بيت لحم، التي تم تأسيسها عام 1309، وتشهد كنيسة سانت ميشيل إقامة الكثير من المعارض الفنية، كما تضم كنيسة الأخوة القوطية مكتبة ومقهى.
وتزخر مدينة زفوله بالكثير من الكنوز التاريخية، حيث يشاهد السياح هيكلا عظميا عبر لوح زجاج مقام على أرجل، وقد تم اكتشاف الهيكل العظمي "أوتزي فون زفوله" بالصدفة خلال 2010 أثناء أعمال التشييد البناء. وأوضح المرشد السياحي بيرت ديكينك قائلا: "لقد كنت موجودا عندما تم اكتشافه بعد ظهيرة يوم الجمعة، وقد كان معنا المصور الصحفي الشهير هاري، ولذلك أطلقنا على الهيكل العظمي اسم هاري لأول مرة".
وأضاف المرشد السياحي أن هاري عاش في الفترة بين 1316 و1440، وكان يبلغ طوله 69ر1 متر وكان في أوائل العشرينات عندما تعرضت جمجمته للضرب بوحشية، وقد تم تقييده بواسطة حزام جلدي، وقد تم إعادة تصميم وجهه مرة أخرى، وتشكيل جسمه من الشمع، وفي الطابق العلوي من المكتبة يمكن للسياح مشاهدة هاري في صندوق أسود كبير وهو يرقد في سلام مرتديا ملابس العصور الوسطى، ولكنه يحمل اسم هيرمن، لكي يتناسب أكثر مع العصور الوسطى.
ويلاحظ السياح أن الأسعار في شرق هولندا أقل بكثير من الأسعار في أمستردام أو لاهاي أو أوتريخت، بالإضافة إلى الأجواء الودودة والمضيافة من السكان وسهولة التواصل والتعامل معهم.
فيديو قد يعجبك: