لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ارمي عملة معدنية واطلب أمنية".. كل ما تريد معرفته عن بئر مسعود بالإسكندرية

07:00 م الأحد 28 مارس 2021

كتب – سيد متولي

العديد من الحكايات والروايات الأسطورية تم سردها عن بئر مسعود القابعة أعلى ربوة من الصخور الجيرية على شط البحر، ما جعلها أكثر معالم الإسكندرية شهرة وغموضا، ويقصدها كثيرون اعتقادا منهم ببركتها وجلبها للحظ.

ولكن ماذا نعرف عن بئر مسعود بالإسكندرية؟.. هذا ما يستعرضه مصراوي، وفقا لـ الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، ومدرس التاريخ الحديث والمعاصر، وعلي محمد أحد غواصي بئر مسعود.

المكان

يقول إسلام عاصم، إن موقع بئر مسعود كان عبارة عن يابسة وطغى عليها البحر بسبب الزلازل والنحر، وهي بئر مفرغة من الحجر الجيري، داخل تلة حجرية صغيرة، تربط هذه التلة بمياه البحر في مجرى مائي تحت صخورها، وارتفاعها حوالي ٥ أمتار وعرضها يزيد عن المتر المربع بقليل، وتتواجد على شاطئ سيدي بشر، شرقي مدينة الإسكندرية.

روعة في الصيف
في فصل الصيف تطوف نسائم البحر العليلة محلقة فوق هذه الربوة الصخرية الفريدة من نوعها والتي لا تضاهيها أخرى على شواطئ الإسكندرية.

فوهة بركان ثائر في الشتاء


لكن هذه البئر في الشتاء تشبه فوهة بركان ثائر، حيث تخرج منها المياه لتعلن تضامنها مع الأمواج العاتية خلال الموسم، إذ ترتبط البئر بقناة مائية مع البحر طولها 3 أمتار وهي تنخفض عن فوهة البئر بحوالي 5 أمتار تقريبا في أعلى ربوة صخرية.

كتل غاية في الجمال

"كتل من الأحجار الجيرية.. غاية في الروعة".. يصف الروائي البريطاني إدوارد مورجان فورستر، الربوة التي يعلوها بئر مسعود، بعمق 5 أمتار وعرض 3 أمتار، ويصل بينه وبين البحر مجرى مائي تحت الصخور بطول 5 أمتار.

وفقا لـ إسلام عاصم، ارتبطت البئر باعتقاد غريب حول تحقيق الأماني، فتجد فتيات وسيدات وأطفالا وشيوخا يمسكون بقطع النقود المعدنية ويلقون بها في جوف هذه البئر الصخرية المحفورة بأنامل البحر المتوسط، اعتقادا منهم أن أمانيهم وأحلامهم ستتحقق بمجرد أن يهمسوا بها للقطعة المعدنية وابتلاع البئر لها.

خرافات وأساطير

ولكن على ما يبدو فإن ذلك لا يمثل سوى ثقافة الغيبيات والخرافات والأساطير، التي تعود جذورها إلى الأساطير اليونانية التي كانت تمجد سطوة البحار وآلهتها.

سر شهرة البئر

استمدت البئر شهرتها كمزار سياحي من الأساطير والخرافات التي يتناقلها الأهالي والسياح عن بركات البئر وأنها تجلب الحظ، فما بين الدعوات "يا رب أتجوز.. يا رب أخلف.. يا رب ابني ينجح"، تجد الفتيات يبحثن عن فارس الأحلام، والسيدات يرغبن في الإنجاب، والأمهات يطمحن في نجاح أبنائهن في الدراسة، والرجال يرغبون في إنجاب الأبناء ليكونوا لهم سندا في الحياة، وآخرين يسعون في تمني الشفاء من أمراض عجز الطب عن علاجها.

6 آراء حول سبب التسمية

الغريب أنه لا يوجد أحد من أهالي الإسكندرية يعلم السبب الحقيقي وراء تسمية البئر بهذا الاسم، لكن يقال إن البئر استمدت بركتها حينما حلم أحد أهالي المنطقة بالعثور على ابنه المفقود "مسعود" في قاع البئر، وحينما خرج الأهالي يبحثون عنه ليلا، عثروا على الطفل غارقا في قاع البئر لم يمسسه سوء ولم تنتفخ جثته، فقاموا بدفنه في المنطقة وأطلقوا اسمه على البئر.

رواية أخرى تقول إن "مسعود" كان أحد الدجالين الذين يبيعون الناس أمور السحر والشعوذة، وحينما طاردته الشرطة في أوائل القرن الماضي هرب منهم في البئر ولم يعثروا عليه أبدا ولم يشاهده أحد بعدها.

بينما يقول البعض إن "مسعود" اسم أحد الرجال الصالحين الورعين الذين عاشوا بهذه المنطقة وكان راعيا لمسجد سيدي بشر، وعند وفاته دفن قرب الربوة العالية، أطلق الأهالي اسمه على البئر.

رواية أخرى ترجع إلى عصر الدولة الفاطمية، تقول إنه كان يوجد رجل ثري يمتلك عبدا حبشيا يسمى مسعود، وكان الثري يعذب العبد ما دفعه للهرب إلى الإسكندرية ونام بجانب البئر ثم توفي فاعتبر الناس أن هذا البئر بئر السعد لأنه أراح الحبشي من التعذيب.

بينما ذهب البعض إلى أن سر الاسم يرجع إلى أول صعيدي عمر المنطقة وشيد بها المنازل –كانت وقتها منطقة قاحلة- وأطلق اسمه على البئر، وآخرون يؤكدون أن مسعود هو تاجر مخدرات حاول الهروب من الشرطة وسقط في البئر ولقي حتفه.

مواقف طريفة محفوفة بالمخاطر

للبئر سيشاهد الأطفال الذين ينزلون إلى أعماق البئر ويغوصون داخله ويكتمون أنفاسهم ليخرجوا منه إلى البحر ثم يعودون إليه مرة أخرى مستعرضين مهاراتهم في السباحة، وهم أيضا يجمعون القطع المعدنية الملقاة في جوفه، إلا أن المأساة تكمن في أن الكثيرين منهم يتعرضون للغرق بسبب قوة اندفاع الأمواج وعدم تمكنهم من العودة إلى فتحة البئر.

البئر مقبرة تعود لهذا العصر

في الآونة الأخيرة، تحدثت دراسات أثرية عن أن منطقة بئر مسعود كانت مقبرة تعود للعصر اليوناني الروماني، حيث يشير إسلام عاصم إلى أنه يحتمل أن تكون بئر مسعود مقبرة تعود للعصر اليوناني الروماني، حيث كان اليونانيون يقيمون مقابرهم قرب البحر، الرومان اشتهروا بحفر مقابرهم وسط الصخور بالقرب من البحر، مثلما يوجد في مقابر القباري وكوم الشقافة.

تغييرات في عمق البئر

ويقول علي محمد أحد غواصي بئر مسعود: "البئر تم ردمها، فكان عمقها حوالي من 2 إلى 3 متر، بحيث نجد كل الأموال بالقاع، لكن الوضع تغير الآن".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان