لهذا السبب.. بلدة هندية بلا أبواب
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
مصراوي-
يحافظ سكان بلدة "شاني شينجنابور" الهندية على تقليد قديم يتمثل في عدم تركيب أبواب لمنازلهم، وجعلها مفتوحة على مصرعيها أمام الجيران وزوار المنطقة من الحجاج الهندوس.
وتستقبل هذه القرية الصغيرة، التي لا يتجاوز عدد منازل سكانها نحو المئتين، حشودًا من الحجاج الهندوس الذين يتدفقون عليها لأداء صلواتهم للإله الهندوسي شاني.
هناك ستجد أحد أكثر المعابد في الهند تبجيلًا لهذا الإله، الذي يضع سكان البلدة ثقتهم الكاملة فيه باعتباره حاميًا لهم، لذا قرر هؤلاء، بسبب أسطورةٍ تعود إلى 300 عامٍ، عدم تركيب أبواب لأيٍ من منازلهم.
ولا يقتصر ذلك على البيوت فحسب، وإنما يمتد إلى كل المباني الخدمية في "شاني شينجنابور"، من الفنادق إلى مركز الشرطة، وحتى المصرف. ولذا لن تجد هناك متجرًا واحدًا يبيعك أقفالًا أو مفاتيح.
وبمرور الوقت، ذاعت شهرة هذه البلدة، وترسخ إيمان سكانها بعقيدتهم. ويعيش هؤلاء في مساكن بسيطة وعملية، تترك أبوابها مفتوحة خلال فصول السنة، دون أن تجد فيها سوى إطارات الأبواب فحسب عند المداخل.
وبينما توفر الستائر نوعا من الخصوصية، يُستخدم نوع من الخشب الرقيق في بعض الأحيان لحماية النصف السفلي من المدخل، للحيلولة دون دخول الحيوانات الضالة إلى المنازل.
اللافت أن السكان يمارسون أعمالهم اليومية دون شعور بالقلق إزاء مسألة تأمين منازلهم أو ممتلكاتهم. ويبلغ إيمانهم الراسخ بالإله الهندوسي حد إقدامهم على السفر خارج القرية لأيام.
بمرور السنوات، أصبحت هذه البلدة مقصدًا ذا شعبية للحجاج الهندوس، الذين يفوق عددهم الآن 40 ألف شخص يوميًا، ويزداد هذا العدد في يوم ظهور الهلال الجديد في مطلع الشهر القمري.
ظلت بلدة "شاني شينجنابور" لسنوات طويلة دون مركز للشرطة، بالنظر إلى أنه لم تكن هناك حاجة لذلك. ولم يُقم مثل هذا المركز سوى في عام 2015، عندما نُقِل مركز الشرطة الخاص بقرية سوناي المجاورة إلى هذه البلدة، بهدف الحفاظ على النظام والسيطرة على الزيادة الكبيرة التي يشهدها عدد الحجاج الهندوس في أيام السبت، وخلال فترات ذروة زيارة المنطقة.
يشكل المزارعون غالبية سكان هذه البلدة الهندية البالغ تعدادها نحو 4000 نسمة، إذ يمتلكون أراضي زراعية داخل القرية وخارجها، ويمثل القمح والبصل وقصب السكر المحاصيل الرئيسية لتلك البلدة. وبينما يعمل بعض السكان في المعبد، يمتلك بعضهم الآخر متاجر قريبة منه، وذلك لبيع مستلزمات التعبد والأطعمة والسلع المنزلية.
هل تتغير القرية؟
من الواضح أن هناك عددًا محدودًا من السكان قد بدأ في استخدام أبواب خشبية جرارة، وألواح من الخشب الرقيق أو حتى مزاليج لتوفير الحماية لمنازلهم، وهو أمر لا يرغب أحد في الحديث عنه علنًا.
وقد يعود ذلك إلى ما شهدته بعض القرى المجاورة من الكثير من حوادث السرقة. لذا يبدو أن بعض سكان "شاني شينجنابور" يفضلون اتخاذ إجراءات عملية لتأمين ممتلكاتهم، بدلاً من الشعور بالندم بعد فوات الأوان.
بالإضافة إلى ذلك، تطرأ تغيرات يمكن رؤيتها بالعين على الطابع الإنشائي للمنازل. فلم يعد هناك في البلدة بأكملها سوى ثلاثة منازل مبنية على الطراز التقليدي.
في المقابل تظهر بشكل مفاجئ ومتفرق بيوت أحادية اللون ذات طراز حديث يفتقر إلى الطابع المعماري المميز للبناء في ولاية ماهاراشترا، والذي يعنى بتصميم المبنى بشكلٍ يحقق أغراضه الوظيفية، ويعتمد على استخدام قطع من الجرانيت تكون مكشوفة للعيان. وبينما تتألف غالبية المباني من طابق واحد، هناك بضعة منها مؤلفة من طابقين أو ثلاثة.
فيديو قد يعجبك: