إعلان

مدن وبحيرات.. ماذا يختبئ تحت الصحراء ومما تتكون رمالها؟

07:00 م الأربعاء 01 يونيو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- أميرة حلمي:

في 8 إبريل 2021 أعلنت وزارة الآثار والسياحة اكتشاف مدينة كاملة تحت رمال الصحراء الغربية بالقرب من مدينة الأقصر تسمى "صعود آتون"، وتحتوي المدينة على تقسيمات لعدة شوارع وقصور ملكية، وتم تصنيفها كأهم كشف أثري بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.

لم يكن تلك أول الاكتشافات تحت رمال الصحراء نتيجة الحفر والتنقيب المستمر بالصحاري بالإضافة للاكتشافات المستمرة للبترول والغاز الطبيعي ومناجم الذهب.

والصحاري الرملية ليست رمال فقط إنما تتكون من صخور وجبال وكتل صخرية ضخمة، بالإضافة لعدد كبير من النباتات والزهور البرية والكائنات الحية، وتحتوي على كميات مهولة من الماء تقدر بمليارات الأمتار المكعبة وتتواجد في خزانات المياه الجوفية بعضها سطحي ويُستفاد منه في الواحات والغابات.

مع تقدم العلم ومساهمات الأقمار الصناعية وجد عدد ضخم من الحفريات بأعماق رمال الصحراء ومن أبرزها وادي الحيتان بالصحراء المصرية بالقرب من محافظة الفيوم.

وتعد منطقة وادي الحيتان محمية طبيعية تحت إشراف اليونسكو بحسب موقع الهيئة المصرية العامة للاستعلامات، وتحتوي على أجزاء من عشرات هياكل أسماك القرش والأصداف والكائنات البحرية بالإضافة لـ 406 هيكل عظمي للحيتان وهو ما يثبت أن الصحراء أغلبها كان بحار ومحيطات.

اكتشف العلماء تحت رمال الصحراء الكبرى دليلاً على وجود ضخم يعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

تشكلت منذ حوالي 250 ألف عام عندما دفع نهر النيل عبر قناة منخفضة بالقرب من وادي توشكي، وأغرق الصحراء الشرقية، ما أدى إلى إنشاء بحيرة غطت في أعلى مستوى لها أكثر من 42 ألف ميل مربع وذلك وفقاً لموقع "إنسايدر".

اكتشف عالم الجيولوجيا بالمتحف الوطني للطيران والفضاء تيد ماكسويل وزملاؤه مؤخرًا دليلاً على البحيرة أثناء دراسة بيانات الرادار الخاصة بمصر التي التقطتها بعثة طبوغرافيا الرادار للمكوك الفضائي.

باستخدام صور الرواسب التي تهب عليها الرياح والرواسب الناتجة عن المياه الجارية، والصخور القاعدية التي يشاهدها الرادار تحت رمال الصحراء قام الجيولوجيون بتجميع ملف تعريف الضخم القديم.

يعزز الجفاف الشديد في مصر قدرة الرادار على رؤية سمات مميزة تحت السطح. يمكن الكشف عن القنوات المدفونة حتى عمق 50 قدمًا تحت سطح الصحراء.

باستخدام الأسماك والحفريات الموجودة في الرواسب على بعد حوالي 250 ميلاً إلى الغرب من النيل وعلى ارتفاع 810 قدم فوق مستوى سطح البحر كعلامة لأعلى خط ساحلي للبحيرة، يقدر العلماء أن النيل غمر مرة واحدة كامل منخفض كيسيبا-توشكا في مصر، ما خلق البحيرة العملاقة المسماه بـ وادي توشكى.

قرر العلماء أن موقع المستوطنات البشرية في العصر الحجري القديم بالقرب من منطقتي سليمة وطرفاوي في مصر يتوافق مع بحيرة تغطي حوالي 42000 ميل مربع، ووضع هذه المستوطنات في المناطق القريبة من المياه المرغوبة.

جيولوجي يقف في الصحراء ومعه جهاز GPS

يستخدم عالم الجيولوجيا في متحف الهواء والفضاء أندرو جونستون في منطقة واحة كيسيبا معدات GPS لمسح ارتفاعات أسطح الألواح الرملية والتي ربطها الجيولوجيون لاحقًا بالبيانات المدارية لتفسير موقع البحيرات القديمة والممرات المائية.

يشير موقع وارتفاع مجموعة مختلفة من المواقع الأثرية بالقرب من بير كسيبة ، 93 ميلاً غرب النيل، إلى مستوى ثانٍ أدنى من البحيرة على ارتفاع 623 قدمًا فوق مستوى سطح البحر، يغطي هذا الموقع مساحة تبلغ حوالي 18600 ميل مربع. استخدم الجيولوجيون أيضًا ارتفاع قناة توشكا التي كانت مياه النيل تتدفق من خلالها إلى الصحراء كمستوى أساسي لحساب حجم البحيرة الثانية.

يقول الباحثون إن هذه البحيرات المكتشفة حديثًا تضيف إلى الأدلة المتزايدة على العديد من بحيرات العصر الجليدي المبكر والمتوسط عبر شمال إفريقيا والتي كان من الممكن أن تدعم أنماط الهجرة البشرية.

نُشر بحثهم في مقال بعنوان "أدلة على بحيرات العصر الجليدي في منطقة توشكا ، جنوب مصر" في عدد ديسمبر 2010 من مجلة "الجيولوجيا".

من أين جاءت رمال الصحراء التي غطت البحار والبحيرات قديماً؟

خضع العلماء فكرة كيفية تكوين رمال الصحراء عبر ملايين السنيين من خلال عدة فرضيات نستعرضها كالآتي:

افترض عالم الجيولوجيا ديفيد رايت أن سبب تكون رمال الصحراء هو الرعي الجائر، ترك الحيوانات تتغذى على الأشجار الصغيرة والعشب بشكل كامل مما أدى لانحصار الغطاء النباتي وانعدام الأشجار العالية، وازدياد امتصاص الأرض لكميات أكبر من أشعة الشمس ومعدلات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي وبناء عليه ترتب ارتفاع درجات الحرارة وموجات الجفاف والتصحر.

والبعض أكد فرضية ذلك نتيجة ميل محور دوران الأرض والذي يتسبب عبر لألاف السنين في زيادة الإشعاع الشمسي بين الفصول مما أثر على توزيع ضوء الشمس على المناطق المختلفة.

عند فحص ذرات الرمال تحت الميكروسكوب نجده يتكون من أجزاء متفتتة من مجموعة من الصخور والمعادن التي تم تكسيرها على مدار السنين أبرزها السيلكا وكربونات الكالسيوم.

لمتابعه كل ما يخص علاقات الرجل والمرأة والمنوعات.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان