كيف تؤثر "جريمة الإسماعيلية" على من يشاهدها؟.. نفسيون يحذرون
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- هند خليفة
جريمة بشعة هزت الرأي العام وقعت بالأمس الاثنين، بعدما أقدم شخص بوضح النهار في أحد شوارع محافظة الإسماعيلية المكتظة بالمارة، على قتل رجل تخطى عمره الخمسين، بوحشية وسط مسمع ونظر المارة.
وزادت الجريمة وحشية بعد أن فعل الجاني فعلته ولم يكتف بالقتل، بل مثل بالجثة، وفصل الرأس عن الجسم، ليتجول بها بالشارع، ممسكها بيد وباليد الأخرى الساطور الذي استعمله في الذبح، ما جعل المارة وسكان المنطقة في حالة من الذهول.
هذا المشهد الهستيري الدموي لم يعتاد عليه المواطنين، ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداول فيديوهات تم تصويرها أثناء ارتكاب الجريمة، وقيام الجاني بقتل الضحية والتمثيل بجثته، ما أصاب كثيرون ممن شاهدوها بحالة من الصدمة.
ما بين مارة مذعورين عاشوا لحظات مُرعبة، ومشاهدين للفيديو مصدومين، إضافة إلى جاني هناك شكوك حول صحته العقلية، تجسد المشهد الذي صدم الرأي العام منذ الأمس.
-اكتئاب وفقدان المصداقية
وحول التأثير النفسي لهذه المشاهد على من رأوها، فيؤكد الدكتور محمد هاني، استشاري الطب النفسي، أن تأثيرها سلبي خاصة وأن المجتمع غير معتاد على مشاهدة مثل هذه الجرائم البشعة
وأضاف لـ"مصراوي" أن هناك حالة من الاحباط واليأس والاكتئاب سادت المجتمع منذ الأمس، فأغلب من رأوا الفيديو فقدوا المصداقية في الحياة وفي من حولهم، خاصة مع مشاهدة جرائم كانت من التخيلات أو الأوهام أن يقتنع أحد بوقوعها أو تصديقها.
وتابع هاني: "هناك حالة عامة من الاستياء بسبب الواقعة التي صدّرت طاقة سلبية، فالجميع يتحدثون منذ الأمس عن الواقعة وكيفية التمثيل بجثة المجني عليه"، لافتًا إلى أن تلك الطاقة السلبية تعد عاملًا مساعدًا على الاكتئاب وفقدان المصداقية في من حولهم.
ولم يستبعد أن يصاب البعض بحالة من الرهاب الاجتماعي بسبب الفيديو، والامتناع عن النزول إلى الشارع كنوع من توابع الصدمة، وقد يصاب آخرين بحالة من التبلد، وكلها اضطرابات نفسية تؤدي لأزمات وأمراض نفسية.
ولتخطي هذا الموقف، نصح هاني بضرورة التوقف عن مشاهدة الفيديو وعدم متابعة أخبار الواقعة.
-تحذير من انتشار ثقافة الذبح والمشاهد الدموية
أما الدكتورة إيمان عبدالله، طبيبة علم النفس والعلاج الأسري، تؤكد أن تأثير مشاهدة الواقعة خطير، محذرة من تكرار مشاهدته لأنه يعد مؤثرًا على الكبار والصغار، ويعطي انطباع بأنه عنف مقبول بالمجتمع.
وأشارت لـ "مصراوي" أن بعض المدمنين يتعاطون نوع معين من المواد المخدرة بكثافة، ما يؤثر على منطقة المنطق لديه ويفقد الجزء الإدراكي، فيعيش بدون منطق وغير مدرك للمصائب التي يقوم بها، منوهة إلى أنه رغم ذلك فهو تحت طائلة القانون ويعاقب سواء كان مدمن أو مصاب بمرض نفسي.
وأفادت بأن ثقافة الذبح باتت منتشرة عبر مواقع السوشيال ميديا، بسبب تكرار الحوادث الشنيعة، ومنوهة إلى أن متعاطي المخدرات الذي يعاني اضطراب نفسي من الممكن أن يمثل الجريمة بهذه الوحشية ويفقد ضميره وقلبه، فهو يكون جسد بدون عقل.
وقالت: "المدمن يسيء علاج ذاته بالتالي يكون عدواني داخليًا، وحينما يفرط في تعاطي المخدرات يكون هذا العدوان خارجيًا، مفيش حد طبيعي يرتكب مثل هذه الجرائم إلا إذا كان مدمن أو مختل عقليا".
-اضطراب نفسي ناتج عن تناول المخدرات
وكانت كشفت التحقيقات الأولية أن مرتكب الواقعة مهتز نفسيًا بالإسماعيلية "سبق حجزه بإحدى المصحات للعلاج من الإدمان.
وفي هذا الصدد يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن القاتل يعاني من اضطراب نفسي ناتج عن تعاطي المخدرات، مشيرًا إلى أن هذا الاضطراب ينتج عنه هلاوس سمعية وضلالات، تؤدي إلى أفكار خاطئة.
وأوضح لـ"مصراوي" أن الهلاوس السمعية الناتجة عن الاضطراب النفسي أعطته إشارات عبارة عن "أوامر" تأمره بارتكاب جريمة مثل التث وقعت، ولفت إلى أن الجاني دخل في حالة اضطراب ذهاني ناتج عن تعاطي المخدرات.
وأضاف أن الضلالات صورت للجاني أنها جريمة شرف، وأنه تعرض إلى أذى شديد من هذا الشخص، وهو ما أدى أن يرتكب هذه الجريمة.
فيديو قد يعجبك: