التحليل النفسي للأب الذي جرد طفلته الرضيعة من ملابسها بالشارع: "عديم المشاعر"
كتبت- نور جمال
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، بمقطع فيديو لأب يجرد طفلته الرضيعة من ملابسها بأحد شوارع الدقهلية في عز البرد القارس، محاولًا إشعال النيران بها، ما أثار رد فعل واسع وغضبا عارما.
سرعان من تحركت قوات الأمن وألقت القبض على الأب "رمضان أ"، ووجهت إليه النيابة العامة بالدقهلية تهمة الشروع في القتل، واستدعت نيابة طلخا الأم لسماع أقوالها والتحقيق في الفيديو.
الواقعة التي أثارت تعاطف كبير مع الرضيعة، وغضب كبير تجاه الأب، جعل كثيرون يتساءلون عن الأسباب التي دفعته لهذا الأمر، وما إذا كان يعاني من مرض نفسي.
وهنا يُفسر الدكتور محمد هاني استشاري علم النفس وتعديل السلوك، لـ"مصرواي"، الحادث بأنه "يرجع إلى السلوكيات المنحرفة المنتشرة بالمجتمع، التي تتزايد بشكل كبير؛ بسب التكنولوجيا وكثرة مواقع التواصل الاجتماعي، وتدوال الجرائم يوميا".
يجب أن يكون عِبرة
ويرى استشاري علم النفس أن والد الرضيعة شخص غير مؤهل للرعاية الأسرية فضلا عن أنه غير سوي نفسيا، ويجب أن يُعاقبه بالقانون، متابعًا: "فعلته قد لا ترجع إلى مرض نفسي، إنما ربما يكون متعاطيا للمخدرات، وغير صالح لتكوين أسرة، ولا يملك أي مشاعر أبوة؛ لذلك يجب أن يأخذ جزائه، حتى يُصبح عِبرة، وحتى لا يتجرأ أي شخص بعد ذلك على إيذاء أولاده"، مطالبا الزوجة بالطلاق لأن وجودها معه وطفلتها يعرضا حياتهما للخطر.
انتقام وفقر
أما الدكتورة إيمان عبدالله استشاري علم النفس والعلاج الأسري، فترى أن الدافع وراء فعل الأب هو الانتقام من الأم والرغبة في إيذاء مشاعرها؛ بسب كثرة الخلافات بينهما، وأيضا بسب الفقر، حيث يرى الأب أن الطفلة هي العائق أمام تحقيق رغباته وملاذاته؛ لأنه يتعاطى المخدرات.
تربية غير سلمية وفقر
وتوضح استشار علم النفس أن الأشخاص الذين لا يشعرون بقيمة الأبوة، بسبب عدم تربيتهم غير السوية منذ الصغر، فضلا عن العنف الذى كانوا يتعرضون له، وبالتالي تُصبح نشأتهم على هذة الطريقة.
وتري "عبدالله" أن هناك نوع غير مقصود من القتل، وهو تعذيب الأطفال وضربهم بشدة، وقد يرجع ذلك إلى مرض نفسي مثل اكتئاب شديد أو نرجسية أو أنانية، يدفعه إلى تعذيب طفلته، وعلى الرغم من ذلك فإن المرض النفسي من أقل النسب التي تدفع الأب إلى قتل الأبناء، و الأسباب الأكثر هي تعرضه لتربية غير سليمة وضغوطات نفسية كثيرة في حياته وأيضا الفقر.
الحلول:
وتضع "عبدالله" حلولا تحد من هذه المشكلة، وذلك باتباع أسس التربية الصحيحة وتفريغ الطاقة السلبية داخل الطفل، وتفريعها في الشكل السليم سواء في الحدائق أو الاشتراك في الأندية الرياضية، وأيضا تنمية المهارات لديه وتوجيهه وتقويمه بحيث لا يظل جالسا طول الوقت أمام الإنترنت، ويبقى عُرضة لكل ما يُعرض أمامه دون فتلرة، وكذلك نشأته منذ الصغر على الترابط الأسري، وخلق حوار راقِ بين الأب والأم والأولاد، وتعليمه الرياضة والقراءة، حتى يصبح رجلا سويا عند الكِبر.
فيديو قد يعجبك: