بعد وفاة طفل والقبض على 8 فتيات.. أستاذ علم اجتماع تحلل ظاهرة "تيك توك"
كتب.. سيد متولي
"تعددت التطبيقات والأزمة واحدة".. عبارة تنطبق على المشكلات التي تسببت بها التكنولوجيا والألعاب الالكترونية الأخرى، في الفترة الأخيرة، وخاصة تطبيق "تيك توك"، الذي بعض أن عرفه المصريون، أصبحت فئة ليست بالقليلة تدمن الإقبال عليه باختلاف مراحل أعمارهم.
وأثار التطبيق أزمات عدّة في الفترة الأخيرة، لعل آخرها كان حادث وفاة طفل لديه من العمر 10 سنوات فقط، بسبب إدمانه التطبيق وتجربة لعبة تسمى "المشنقة"، لتجده الأم مفارقا للحياة، والحبل ملفوفا حول رقبته.
إلى جانب ذلك، شهد التطبيق أيضا استغلال بعض الفتيات له، بصنع فيديوهات مخلة، لتتحرك أجهزة الأمن وتلقي القبض على بعضهن بتهم نشر الفسق والفجور.
وفاة محمد بـ"المشنقة"
يقول حسين عبدالمجيد والد الضحية "محمد"، في تصريحات لبرنامج "القاهرة الآن" على فضائية العربية الحدث، إن ابنه استخدم لعبة عبر "تيك توك" تدعو لمسابقة لمن يمكث مدة أطول على المشنقة ومارس اللعبة في تحد لكنه توفي.
أضاف الوالد أن نجله وقع ضحية هذه الألعاب الغريبة المخيفة، رغم أنه نابغة وعاقل، مطالبا الدولة بالحفاظ على الجيل القادم من مخاطر التكنولوجيا.
أفعال مخلة من
تسبب "تيك توك" في القبض على "حنين ح"، بعد نشر مقطع فيديو طالبت فيه الفتيات بالانضمام الى أحد البرامج الشهيرة للعمل مقابل الحصول على المال، لينتشر الموضوع كالنار في الهشيم، ويتحرك الأمن لضبطها.
بعدها، تم القبض على فتاة جديدة في تطبيق "تيك توك"، تدعى "مودة ا"، بعدما نشرت فيديو وقت حظر التجوال، إضافة إلى تهم بنشر الفسق على مواقع التواصل الاجتماعي.
ثالث المقبوضين عليهن، كانت "منة ع"، التي أثارت الجدل بنشر فيديو تؤكد فيه تعرضها للاغتصاب من قبل مجموعة من الشباب، قبل أن تعود وتنفي الأمر عبر فيديو آخر.
ولم تكن الفنانة الاستعراضية المعروفة سما المصري، بعيدة عن الأمر، بعد أن ألقى الأمن القبض عليها، بسبب ما تنشره من فيديوهات مخلة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها "تيك توك".
واصلت أجهزة الأمن تعقبها "تيك توك"، لتلقي القبض على امرأة وبنتها تدعيان "مدام شيري وزمردة"، بسبب الدعوة للفسق وممارسة الدعارة على مواقع التواصل الاجتماعي.
فتاة جديدة ألقى الأمن القبض عليها، وهي "منار س" بسبب نشر الفجور في المجتمع عبر "تيك توك"، وأخيرا لحقتها فتاة تسمى "رودينا ع"، بسبب الأعمال المشينة في فيديوهاتها عبر التطبيق الذي بات خطرا على المجتمع.
تحليل الظاهرة
تقول الدكتورة أسماء نبيل أستاذ علم الاجتماع، إن "تيك توك" أحد أكثر التطبيقات استخداما في العالم بعد أن تجاوز عدد مستخدميه المليار، وقد حظى باهتمام كثير من المشاهير والمؤسسات والشركات التي شجعت بدورها فئات عمرية عدة على تجربته.
وعن سبب انتشار التطبيق وتأثيره على المجتمع تضيف لـ"مصراوي": "نجح التطبيق في جذب المراهقين في جميع أنحاء العالم لا سيما أنهم يجرون تحديات من خلال ما يبثونه من مقاطع، ولأن جمهوره الأول هو الشباب الصغير فهم أكثر المتأثرين بأي شيء خاطئ قد يحدث عبره".
وتابع: "رغم أن التطبيق يدور حول التواصل الاجتماعي مع الجمهور، إلا أنه في الواقع يميل مستخدموه إلى العزلة الاجتماعية لدرجة أنهم لا يستطيعون الاهتمام بالعلاقات التي يحيطون بها ويفضلون الشاشة على ذلك، ويستنزفون الكثير من الوقت وأحيانا المال".
وواصلت أستاذ علم الاجتماع: "غير أننا نشاهد بعض الفتيات الصغيرات يظهرن أجسادهن أثناء الرقص لإرضاء الجمهور في بعض الأحيان ويقدمن هذا تحت ضغط "متابعة المعجبين"، ولا يريدن أن يخسرن أو يخيبن ظن معجبيهن لزيادة نسب المشاهدة".
وتضيف: الاستخدام السلبي من قبل الأطفال والمراهقين يؤدى إلى انتشار الكثير من المقاطع والفيديوهات المسيئة والمخالفة للعادات والتقاليد والقيم الإنسانية، ومن بين أهم التداعيات الاجتماعية لهذا التطبيق الحسابات الوهمية التي يتستر كثيرون خلفها للتنمر والتحرش بالمستخدمين عبر الرسائل والتعليقات".
واستطردت المتخصصة في علم الاجتماع: "ما أكثر المرضى المنتشرين خلف الشاشات الذين يشتركون بحسابات وهمية ويقومون بالتحرش بأولئك الأطفال عبر الرسائل والتعليقات التي تعرضهم للتنمر، أضف إلى ذلك الفيديوهات التي يصورها البعض وتحتوى على مشاهد غير لائقة والأغاني والمقاطع التي تتحدث عن البلطجة والمخدرات والسلاح، ويتراقص الملهم على أنغامها لتتحول إلى شيء عادي "لزوم الروشنة".
اختتمت تصريحاتها: "ففي خضم الصراع الوحشي بين الشركات العملاقة والذي يتحكم فيه رأس المال بدون اعتبارات أخرى نفسية أو اجتماعية، علينا الانتباه لما ينحدر إليه الجيل الجديد ومحاولة إرشادهم وتوعيتهم قبل فوات الأوان، فلابد من تكاتف الجهود المجتمعية في نشر التوعية بهذا التطبيق وبيان فائدته من عدمه".
فيديو قد يعجبك: