لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بـ"البط والوز".. كيف احتفل المصريون القدماء برأس السنة؟

02:33 م الجمعة 27 ديسمبر 2019

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

د ب أ-

يتنظر كثيرون مناسبة رأس السنة 2020، لما يرافقها من فعاليات واحتفالات مبهجة ومميزة، فعند منتصف الليل بحسب التوقيت المحلي لكل منطقة يبدأ العد التنازلي إيذانا ببدء سنة جديدة في أجواء احتفالية يتخللها العروض والألعاب النارية، لكن كيف كان يحتفل المصري القديم برأس السنة؟

عيد رأس السنة ارتبط بالطعام منذ قديم الأزل عند قدماء المصريين، إذ كانوا يحرصون خلال احتفالاتهم برأس السنة على تناول "بط الصيد " و" الأوز " الذى كان يشوى في المزارع بجانب الأسماك المجففة التي يعدون أنواعا خاصة منها خلال الأعياد، وفق ما أوضح عالم المصريات الدكتور منصور النوبي.

كما أن قدماء المصريين حرصوا على تسجيل مظاهر احتفالاتهم بعيد رأس السنة على جدران مقابر النبلاء بجبانة طيبة في البر الغربي لمدينة الأقصر، إذ إن هناك قرابة 19 مقبرة تُعدُ بمثابة سجل تاريخي يصور لنا كيف كان يستقبل قدماء المصريين عامهم الجديد، وكيف كانوا يحتفلون بليلة رأس السنة.

"النوبي" يوضح أيضًا أن قدماء المصريين وخاصة كبار الموظفين منهم، كانوا يفخرون بمشاركتهم في احتفالات الأعياد ورأس السنة، ويسجلونها في صورة لوحات ونقوش على جدران قبورهم الخاصة.

ولفت النوبي إلى أن مظاهر احتفالات رأس السنة، وصورة الأعياد في مصر القديمة شغلت الكثيرين من علماء المصريات والمؤرخين، من أمثال الألماني شوت سيجفريد، والفرنسية كريستيان دي روش نوبلكور، والمؤرخ اليوناني هيرودوت.

وأوضح أن عالم المصريات الألماني شوت سيجفريد رصد وجود تفاصيل لاحتفالات قدماء المصريين بعشرات الأعياد، على جدران معابد مدينة هابو.

وحول مظاهر احتفالات رأس السنة في مصر القديمة، قال النوبي إن احتفال قدماء المصريين برأس السنة، وقدوم عام جديد، كان مناسبة عظيمة يجتمع فيها كل المصريين وكان يخرج تمثال المعبودة حتحور في ذلك اليوم للنور لتراه الجموع وكأنه يمنح الحياة لعام آخر جديد.

وكان للمعبودة حتحور حضور كبير في تلك الاحتفالات فهي ربة السعادة والمرح والسرور لدى قدماء المصريين.

ووصفت عالمة المصريات الفرنسية، كريستيان دي روش نوبلكور، مشهد احتفال قدماء المصريين برأس السنة، في دندرة حيث معبد حتحور الجميل، بأنه كان موكبا مهيبا يرأسه الكهنة، ويسير نحو قدس أقداس المعبد ويعود حاملا تمثالاً على هيئة طائر برأس امرأة مصنوع من الذهب اسمه " باي " وكان يتم وضع هذا التمثال داخل ناووس زجاجي صغير، ويسير به الكهنة في الموكب الذي كان يتوقف في أماكن محددة بالمعبد، لوضع تيجان مختلفة رمزا للقوى المتعددة التي تتمتع بها المعبودة حتحور.

وأضافت أنه عند وصول الموكب إلى سطح المعبد يتجه لإحدى الغرف لوضع الناووس والتمثال الموجود به، وعندما تشرق الشمس في موعدها فإن أول شعاع لها يسقط على وجه " باي " داخل الناووس الذي أزيلت عنه الستائر، وكأن الحياة تدب فيه مع الموسيقى التي كانت تعلو أصواتها في كل البلاد وبعد هذا تعم الاحتفالات ومظاهر الفرح والسرور طوال اليوم.

وحول المدة التي كانت تستغرقها احتفالات قدماء المصريين برأس السنة وقدوم العام الجديد، أشار عالم المصريات الدكتور منصور النوبي إلى أن تلك الاحتفالات كانت تستمر لليالي وأيام، وكانت موسما للإجازات وحفلات الخطبة والزواج وإقامة المناسبات الاجتماعية السعيدة.

وأشار إلى أنه مناسبة لإحياء تقاليد إنسانية عظيمة تفرد بها قماء المصريين في الاحتفال برأس السنة ، فخلال تلك الاحتفالات بحلول العام كان على الجميع أن ينسون خلافاتهم ويتجاوزون منازعاتهم، وكان من تعاليم عقيدتهم آنذاك أن يستقبل الناس رأس السنة الجديدة وهم في صفاء وإخاء ومودة.

ويضيف النوبي أن أعياد قدماء المصريين وعلى رأسها احتفالات رأس السنة وقدوم العام الجديد، كانت تجرى بمشاركة مئات الآلاف من الناس وارتبط الكثير من الأعياد المصرية القديمة، بالحج إلى المعابد والأماكن المقدسة.

وبحسب المؤرخ اليوناني هيرودوت، فإن أعياد مدينة بوباسطة كانت تستقبل 700 ألف من الزوار والحجاج، وأما أعياد الكرنك حيث مقر المعبود آمون رع فكانت تشهد تدفقات تجاوزت مئات الآلاف من الزوار، وكانت الاحتفالات تجرى وسط أجواء من البهجة والمرح والصخب.

كما وجدت أوستراكا محفوظة الآن بالمتحف المصري، مكتوبة بالهيراطيقية، واكتشفت بمقبرة رمسيس الرابع، وتتضمن نصفا يصف لنا كيف أن جماعة من عمال وادي الملوك وعددهم 120 رجلاً، أمضوا الأربعة أيام لعيد أمنحتب رب المدينة، يلهون أمام الآلهة مع نسائهم وأطفالهم.

يذكر أن الدكتور منصور النوبي، هو عالم مصريات وأكاديمي مصري، متخصص في دراسة الأعياد المصرية القديمة، وحملت رسالته لنيل درجة الدكتوراه عنوان "مناظر الأعياد في مقابر أفراد الدولة الحديثة بجبانة طيبة"، وقد عمل أستاذا للآثار المصرية القديمة في الجامعات المصرية، وشغل منصب عميد كلية الآثار بجامعة جنوب الوادي في صعيد مصر، وشارك في تأسيس كلية الآثار بجامعة الأقصر وشغل منصب أول عميد للكلية، وله العديد من البحوث والدراسات والمشاركات في مؤتمرات أثرية داخل مصر وخارجها.

فيديو قد يعجبك: