ما هي الأشهر المناسبة لاتخاذ قراراتك؟
مصراوي-
يتخذ كثيرون منّا قرارات مهمةً وحاسمةً مع بداية العام الجديد، لكن هناك أسبابًا مقنعةً تحدو بك للانتظار إلى شهورٍ معينة لتكون أكثر دفئًا، وذلك بناء على طبيعة الخيارات التي يتعين عليك الانتقاء من بينها، بحسب ما جاء في موقع BBc هيئة الإذاعة البريطانية.
فشهر يناير يبدو دائماً الوقت المثالي بالنسبة للمرء إما لإعادة ترتيب أمور حياته جذريًا واتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بتغيير مساره المهني أو شرائه منزلًا جديدًا أو على الأقل لاتخاذ قرارٍ بشأن عملية إعادة الترتيب هذه نفسها.
ففي هذه الفترة من كل عام يكون البعض عائدين من عطلاتهم التي حظوا فيها بوقتٍ خالٍ من الانشغالات والهموم، وأجروا خلالها نقاشات مع أحبائهم، وهما عاملان ربما يدفعانهم إلى التفكير في الخيارات الموجودة أمامهم على صعيد مساراتهم الحياتية.
لكن هل شهر يناير هو الأفضل بالفعل لاتخاذ قرارٍ مهمٍ أو حاسمٍ؟ الإجابة هنا تعتمد على الحالة المزاجية لكل شخص.
هناك الكثير منّا يشعرون بأن حالتهم المزاجية تسوء قليلاً خلال فصل الشتاء، وربما يكون هذا التغير في المزاج أكثر شدة لدى البعض، وهنا يمكننا التطرق إلى ما يُعرف بـ"الاضطراب العاطفي الموسمي"، الذي يتسم بأن من يعانون منه يُصابون بنوبات اكتئابٍ خلال أشهر الشتاء، وهو أمرٌ شائعٌ بشكلٍ خاصٍ في المناطق الشمالية من العالم.
ووفقا لنتائج دراساتٍ أُجريت في المختبرات، فمن المرجح أن يكون الأشخاص المصابون بـ"الاضطراب العاطفي الموسمي" أكثر تحفظاً في قراراتهم المالية خلال الشتاء، أكثر ممن لا يعانون من ذلك.
المفارقة أن كون المرء أكثر ميلاً للابتعاد عن المجازفات، ليس دائما بالأمر السيء على صعيد عملية اتخاذ القرار. ويَصْدُقْ ذلك بشكلٍ خاصٍ بالنظر إلى أن لدى غالبية الأشخاص الأصحاء المشكلة المُناقضة لذلك تمامًا، والتي يُطلق عليها اسم "الانحياز للتفاؤل أو التفاؤل غير الواقعي".
والعلاقة بين الحالة المزاجية وعملية اتخاذ القرار ليست بالبسيطة، وهو ما يعني أنك إذا وضعت مسألة التوقيت في اعتبارك عند اتخاذك لقرارٍ مصيريٍ، فربما يتوجب عليك أولاً أن تحدد طبيعة هذا القرار المصيري نفسه. هل هو من قبيل ذلك الذي قد يؤدي اتخاذه إلى خسائر كارثيةٍ ما يتطلب توخي الحذر وتبني نظرةٍ واقعية؟
إذا كان الحال كذلك فقد يكون الشتاء هو الوقت الأنسب لكي تتخذ فيه قراراً مثل هذا. أما إذا كان القرار من نوعية ذاك الذي تكون فيه كل الاحتمالات مطروحةً، وتكون أنت مستعدٌ بصدده لتقبل قدرٍ معينٍ من الغموض فيما يتعلق بنتيجته، فيمكن لك هنا اغتنام فرصة تمتعك بحالةٍ مزاجيةٍ أفضل قليلاً خلال فصل الصيف.
وهكذا فإذا شعرت بأنك في وضعٍ يجعلك غير قادر تماماً على اتخاذ القرار بأي شكلٍ من الأشكال، فربما سترغب حينها في الانتظار قليلاً إلى أن تعود الشمس الساطعة من جديد. فمن يدري، فربما لن يؤدي ذلك إلى تحسين حالتك المزاجية فحسب، وإنما إلى تبديد حيرتك أيضاً.
فيديو قد يعجبك: