بلد شعارات: لماذا انتقدنا سعيد طرابيك؟
كتبت-علا محب:
" انت مش شجرة..غير مكانك" على ما يبدو أن سعيد طرابيك اقتنع بهذه "الشعارات" التى رددنها كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن بمجرد تغييره لواقعه الذى ظل فيه سنوات، انهالت عليه الاتهامات والتعليقات الساخرة من قبيل: "عيب كده" و "ازاى تعمل كده فى أيامك الأخيرة". فهل نحن أمام مجتمع يعاني من الشيزوفرينيا أم أننا فعلاً نحاول التغيير رغم وقوعنا في متاهة الأعراف والتقاليد والخطأ والصحيح؟
لم يحدث ضجة فى الوسط الفنى ولم نعرفه إلا من خلال "شمس الزناتي" و "ريش نعام" و"صايع بحر" وعادة ما كنا نربطه بأدوار الخير، فربما طريقة تمثيله ورعشة صوته هى التى ربطت هذه العلاقة فى أذهاننا. ولم نعرف كثيراً عن زواجه من أولى أو ثانية أو ثالثه...بل كان من الممثلين الذين يمضون فى حياتهم الفنية "دون شوشرة" كما يقال. بل ولم نعهد إلا جانب واحد فقط من شخصية سعيد طرابيك الفنان.
وعلى الرغم من ذلك فقد قرر سعيد طرابيك أن يمحي هذه الصورة التى رسمناها له وأن يفعل ما يريد، وبالفعل تزوج من سارة طارق والتي تصغره بأكثر من 40 عاماً. وانهالت عليه السخرية ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كان حديث الكثيرين على مواقع التواصل الإجتماعى وحتى قامت العديد من المواقع بإبراز فارق السن بينهما. ولم نتوقف عند هذا الحد، بل ظلت أخباره هي الأكثر شيوعاً على مواقع التواصل الإجتماعى بل وتنبأ البعض بتعرضه لوعكه صحية قريباً. وبالفعل بمجرد تعرضه للوعكه الصحية، قام الكثيرون من المتنبئين كانوا أو الشامتين باتهام زوجته "أنها سبب موته" بل ووصل الأمر إلى أنهم قالوا "أكيد أخد منشطات"!
نحن لا نحاول هنا أن نروي قصة حياته أو نسلط الضوء على آخر ثلاث شهور أو نعرف لماذا تزوج أو إن كان حتى يأخذ المنشطات أم لا، فهذا كله لا يهمنا ولكن كل ما يلفت الإنتباه حقاً أننا "سننا السكاكين وحاسبناه على ما فعله". لماذا تحولنا جميعاً إلى قضاة؟ لدرجة أنه قبل زفافه بأيام كان يحاول الدفاع عن نفسه وكانه فعل خطيئة ما فى حق مجتمعنا الخالي من المشاكل والعيوب. فالثابت بمفاهيم العقل والمنطق وحتى الأعراف "التي عادة ما نعلق عليها مشاكلنا" أنه لم ينتهك أي منها، بل أحب فتاة وأحبته وتزوجها ..وتفاصيل حياته وحياتها لا تهمنا ولن تنقص منا شئ.
ازدواج فى الشخصية:
بالطبع التعميم مرفوض، ولكن يومياً وبدون أي مبالغة نرى العديد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي يتحدثون عن عبارات مشجعة وملهمة مثل: "انت مش شجرة ..غير مكانك" أو "الناس مش هتفيدك بشئ" أو "اعمل اللى يعجبك..وكل والبس اللى يعجبك" وغيرها من "الشعارات". ولكن السؤال هل فعلاً نحن مقتنعون بها أم هي مجرد شعارات فى حالة تنفيذها يظهر علينا حالة من السخرية والاستنكار لكل من يحاول أن يكسر الحاجز وينفذ هذه الشعارات. فسعيد طرابيك وغيره من هؤلاء الذين قرروا ألا "يظلون شجرة" وأن يعمل كل منهم على التغيير الذى يرضي شخصه وقلبه ..فهل هذا دليل على ازدواج شخصيتنا أم ماذا؟
البالونة الخانقة:
نعم كل واحد منا يعيش فى بالونة كبيرة وضع نفسه فيها وأجبر نفسه على الالتزام ببعض الشروط والأحكام والأعراف التى ستخنقه فى يوم من الأيام، بل وقررنا أيضاً أن نملي هذه الشروط على غيرنا دون معرفة مبرراتهم أو شخصيتهم أو حتى الخوض فى حياتهم فمثلاً تلك العبارات التي مرت على كثير منُا: "لماذا لم تتزوجى؟ أنت عانس؟ مش هتخلفى؟ هتتجوز عيلة أصغر منك!! وغيرها.
فعلى الرغم من حزننا على سعيد طرابيك، فربما كانت آخر ثلاثة شهور هى أسعد ثلاثة شهور في حياته.
فيديو قد يعجبك: