لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا نعاني من التوتر في المنزل عن العمل؟

لماذا-نعاني-من-التوتر-في-المنزل-عن-العمل؟

لماذا نعاني من التوتر في المنزل عن العمل؟

12:59 م الأربعاء 22 أكتوبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لماذا نعاني من التوتر في المنزل أكثر منه في العمل؟ وماذا يمكننا التصرف حيال ذلك؟

أصبح من المسلّم به أننا نعاني في الوقت الراهن من التوتر أثناء تواجدنا بالمنزل أكثر مما نعانيه أثناء أوقات العمل.

غالباً ما نعتقد أن المنزل هو المكان المناسب للاسترخاء والاستراحة من ضغوطات العمل التي نعاني منها. حيث لا يوجد مدير ليملي علينا المهام، ولا جداول زمنية لنتقيد بها، ويمكننا التمتع بالجلوس ومشاهدة برامجنا المفضلة على التلفاز، أو أن نلعب ألعاب الفيديو التي نحبها. لكن هذا ليس كل شيء عن الجلوس في المنزل.

كشفت دراسة جديدة أجريت في جامعة ولاية بنسلفانيا ونشرت في صحيفة سوشال ساينس آند ميديسن أن الأشخاص يتعرضون للتوتر في المنزل أكثر مما يتعرضون له أثناء العمل. حيث تناولت هذه الدراسة عينة مكونة من 122 شخص من الرجال والنساء ممن يبلغون 18 عاماً أو أكثر ويعملون خارج المنزل لخمسة أيام أسبوعياً بين الساعة 6 صباحاً و7 مساءً. وتم إجراء فحوصات لقياس مستويات هرمون الكورتيزول لديهم ستة مرات يومياً. حيث أن الكورتيزول هو الهرمون الذي يفرزه دماغنا عندما نتعرض للتوتر. وقام المتطوعون بإجراء هذه الفحوصات شخصياً عن طريق أخد عينة من لعابهم ستة مرات يومياً وفحصها من خلال جهاز شخصي. وطُلِب منهم تسجيل حالتهم النفسية ومكان تواجدهم عند كل مرة يقومون فيها بإجراء هذه الفحوصات.

وكانت النتائج متشابهة عند الرجال والنساء، سواءً كان لديهم أولاد أم لا، ولكن كانت النتائج أوضح عند من لديهم أولاد. وظهر أن الأشخاص الوحيدين الذين لم يعانوا من التوتر في المنزل أكثر من العمل هم الأشخاص الذين يكرهون الأعمال التي يزاولونها. ويمكننا الآن التسليم بأننا نعاني من التوتر بالعمل أقل مما نعاني منها في المنزل. ربما لا يبدو هذا الأمر منطقياً، لكن هناك الكثير من الأسباب التي تبرهن على صحة هذه الحقيقة.

على سبيل المثال: عندما تكون في العمل فإنك تتقاضى أجوراً عن الأعمال التي تقوم بها. وكلما زادت كفاءاتك بالعمل الذي تقوم به، يتم تقدير هذه الكفاءات وتحصل على المكافآت عن طريق زيادة راتبك، أو ترقيتك إلى منصب أعلى، أو شكرك على العمل وما إلى ذلك. ويمكنك أن تهمل كافة الأمور الأخرى عندما تقوم بالتركيز على العمل الذي يجب عليك القيام به، ولن يكون هناك الكثير من الأشخاص ليزعجوك إلا في حال وجود أمور ما تستدعي منك العمل عليها. والعمل هو مكان تضع تركيزك فيه فقط على المهام الموكلة لك وتهمل كافة الأمور الأخرى. بالإضافة إلى أنك تحصل على استراحات من العمل ويكون يومك منظماً على أساس الأعمال التي تقوم بها.

أما في المنزل فلا يتاح لك التمتع بهذه المزايا. وفي حال كان لديك أولاد فلا يمكنك أخذ استراحة عن رعايتهم، فهم يتطلبون اهتمامك بشكل دائم. وبالتأكيد لن يدفع أحد لك أي مبلغ مقابل كونك أب، ولا يمكنك التلذذ بأنك محترف بالأبوة أو بالزواج، ولن تكترث إلى طول المدة التي قضيتها بعمل هذا الشيء. وهناك بعض الأشخاص الذين لا يحصلون على التقدير تجاه ما يقدمونه للمنزل، سواءً كانت ذلك أعمالاً منزلية اعتيادية كالطبخ أو التنظيف أو أعمالاً يدوية كتغيير المصباح الكهربائي العاطل، أو جز الأعشاب من حديقة المنزل. ونادراً ما تلقى أي شكر من العائلة على الأعمال التي تقوم بها في المنزل والتي تكون أصلاً مطالباً بالقيام بها للحفاظ على حسن سير الأمور في المنزل.

وفي ضوء هذه الدراسة الجديدة، يمكنني الآن فهم قصد والدي عندما يطلب مني ومن أخوتي تقديم الشكر لوالدتي على إعدادها العشاء وقيامها بأمور التنظيف. فعادة ما يقصر الأطفال في تقدير الجهود التي يبذلها الأبوين في تربيتهم. حيث أن متطلبات المنزل لا تنتهي ولا يجد الأهل أي شكر على تنفيذهم لها.

لهذا فإن على العديد من الأشخاص الذهاب للعمل من أجل تخفيف التوتر الذي يتعرضون له في المنزل. حيث يكونون في العمل بعيدين عن هذه الطلبات المتواصلة ويكونون في مكان يعرفون فيه ما هو مطلوب وما هو متوقع منهم، ويتوقعون مكافئتهم على كافة الأعمال الصعبة التي توكل إليهم.

فكيف يمكننا أن نخفف من التوتر في حياتنا المنزلية؟ بدايةً يجب علينا أن نجعل حياتنا منظمة بشكل أكبر، وأن نخصص لأنفسنا وقتاً للراحة، أو أن نخطط لنشاطات نقوم فيها بأوقات فراغنا. فيمكننا مشاهدة فيلم في الليل، أو الخروج للمشي لوقت طويل، أو ممارسة بعض التمرينات الرياضية. حيث تعتبر كافة هذه النشاطات من الأشياء التي تعمل على تخفيف الضغط الذي نتعرض له. فإذا كنت قادراً على إدخال هذه النشاطات إلى حياتك اليومية فإنها ستؤدي إلى تخفيض مستويات هرمون الكورتيزول لديك. وكما نعلم فإن التوتر قاتل، ويجب على الجميع أن يهتم بالعمل على تخفيفه بشكل دائم.

 

يمكنك متابعة أهم وأحدث المقالات على الفيس بوك عبر صفحة مصراوى - هو وهي

إعلان