إعلان

عشق آخر لم يكتمل..

06:00 ص الإثنين 07 مايو 2012

عشق آخر لم يكتمل..

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

Image: Thinkstock

بقلم: عمر أبو الخطابالظلام في كل مكان.. فتحت نافذتها قليلاً فدخل بهدوء وخجل ليقسم غرفتها إلى ظلامين.. وقفت بينهما تنظر من نافذتها وترقب رفيق السهر.. فجأة تتعانق عقارب الساعة وينطلق العصفور الأحمر الصغير معلناً منتصف الليل..تكمل فتح نافذتها لتمتلء الغرفة بضوء القمر.. تجلس إلى جانب قهوتها الساخنة وترقب من نافذتها رؤية وجهه خلسة بين الوجوه الأخرى.. تحاول أن تحتمي خلف ستارة نافذتها كي لا يراها الآخرون تنظر معهم إلى وجوه أحبتهم، ويعلموا أنها أصيبت أيضاً بعشق الهوى مثلهم..اليوم كعادته أيضاً لم يأتي.. هو هكذا مذ رحليه قبل بضعٍ وسبعمئة ألف دقيقة.. تنتظر دون جدوى، اعتادت اليأس ولبس الحزن عينيها وبدأت آلاف إشارات الاستفهام تحوم فوق مخيلتها.. دائماً ما تعود بذكرياتها إلى شرارة الحب الأولى.. وتحلق في خيالها وترسم في كل مرة صورة أجمل مما سبق..المكان يعج بالضجيج بين صراخ أطفال وآنين آخرين.. لم تكن تحلق بعينيها في فضاء المكان لتكتشف الآخرين وتكتفي بالحياء ستراً لها.. ذلك اليوم سار على نحو آخر حينما دخلت عينيها وعينيه في حوار صامت طويل .. خيل لها أنه انتهى في وقتها.. عادت إلى غرفتها مسرعة تبحث عن ورقة لتكتب ما جال في خاطرها قبل أن يتبخر.. فكتبت:في زحمة المكان / توقف الزمان / تعطلت الأقلام / وبدأت لغة اللاكلام / وأبحرت سفينة الحب / من شاطئ الأمان / من غير قبطان / لتتوه في بحر الأجشان.توقفت قليلاً عن الكتابة ووضعت جبينها على الورقة لتذهب في رحلة أخرى من رحلات أحلامها اليومية.. عند الصباح وضعت الورقة في دفترها المخملي وعزمت على إكمالها عند المساء..مر يوم واثنان.. شهر ومثله اثنان.. وعادت العيون لتلتقي من جديد على حين غرة .. ولكن نهايتها لم تكن كسابقتها .. طلب منها الحنان والأمان.. فبادرت بالقبول والإذعان.. مرت أيام بلحظاتها الجميلة التي تمشي سريعاً.. عاشوا فيها أحلى الأحلام الوردية.. جلسوا سوياً على العشب الأخضر وكتبو على قطرات الندى كل ما جاء في سير العاشقين وأهل الهوى..ذات صباح فتحت عينيها والدموع تغرقهما في سيل جارف.. سابقت الريح لتسأل عن السبب.. بحثت في كل مكان ولكن القطار كان قد أطلق صافرته قبل أن تعلن العصافير بدء يوم جديد.. وجدت على طاولته ظرفاً أبيضاً .. اقتربت منه رويداً رويداً مدت يدها بتثاقل لتلقط ما خطته يديه قبل الرحيل .. فتحت الظرف وبدأت تقرأ:سلام أخير بعبق الياسمين البري.. إلى من جعلتك يوماً ما كل عمري.. حان وقت الرحيل إلى غربتي.. عذراً لوقاحتي لكني لا أحتاج شخصاً أخاصم فيه قريتي.. سأسافر إلى حيث مستقبلي.. وفرحة أمي.. لا تنتظريني فقد اعتزلت السهر ونسيت لغة المطرِ.. فأنا شخص أخاف من الحمى ولفحة البردِ.أغلقت الورقة .. ووضعتها في جيب معطفها وتاهت في زحام أفكارها.بدأت أصوات العصافير تعلن ميلاد يوم جديد .. نظرت إلى كوب قهوتها الذي توقف تصاعد بخاره .. أخرجت من جيب معطفها ورقة وفتحتها استجمعت شجاعتها وأخذت عود ثقاب من الأعواد المخصصة لمدفأتها.. وقالت بصوت متقطع توقفت معه أصوات العصافير لتستمع إلى النبأ العاجل:كنت يوماً ما شخصاً مهماً في حياتي.. والآن سأحرقك لأشعل مدفأتي.. فهذه الورقة الوحيدة التي لم أعد بحاجة إليها.. ساد بعدها صمت رهيب لبرهة وعادت العصافير لتطلق ألحان الفرح بصباح يوم آخر جميل..

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان