بعد حظرها بألمانيا.. ما خطورة رؤية الجنين بالأشعة "ثلاثية الأبعاد"؟
كتبت- هند خليفة
تحرص غالبية السيدات الحوامل أثناء متابعتهن مع طبيبهن الخاص، على إجراء الأشعة فوق الصوتية، لاعتقادات مختلفة لديهن ما بين ضرورة الاطمئنان على الجنين وحالته الكاملة، أو نزعة الأمومة والأبوة التي تجعل الأبوين لديهما شغف التمتع بمشاهدة جزء منهم وهو داخل الرحم، فنادرًا ما تجد سيدة لم تجري تلك الأشعة أثناء فترة حملها.
ويثار جدلًا كبيرًا حول هذا النوع من الأشعة وتأثيرها على صحة الجنين، وهو ما دفع ألمانيا مؤخرًا لتحظر استخدام الأمواج فوق الصوتية ذات الأبعاد الثلاثة للحوامل، اعتبارًا من العام المقبل، إلا في حال وجود داع طبي، ذلك للحد من استخدامها ولحماية الطفل من أي تأثيرات محتملة، ففي مرحلة تكون العظام يمتص العظم طاقة صوتية كبيرة، ما قد يحمل معه تأثيرات على صحته في المستقبل.
تسعيرة متفاوتة
وبحسب بعض السيدات تواصل معهم "مصراوي" يتراوح سعر الأشعة فوق الصوتية للجنين ما بين 250 حتى 800 جنيه، لافتين إلى أن هذا التفاوت بالسعر يرجع إلى مكان إجرائها ما إذا كان في معامل تحاليل خاصة أو معامل المستشفيات الحكومية، وكذلك حسب تسعيرة الطبيب الذي تتابع معه ويتوفر بعيادته جهاز الفحص، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض السيدات تحرصن على إجرائها.
تواصل "مصراوي" مع بعض النماذج ممن حرصن على إجراء الأشعة فوق الصوتية للجنين، وكذلك بعض الأطباء المتخصصين بالنساء والتوليد لتوضيح مدى خطورتها على الأجنة.
عدم وعي هبة كاد أن يضر بجنينها
هبه محمد ربة منزل، بسبب عدم وعيها وإدراكها لمخاطر هذا النوع من الأشعة، كادت أن تضر بجنينها وهي حامل فيه بالشهر الثالث، بعد أن أعادت إجراء الأشعة رباعية الأبعاد دون استشارة طبيبها للمرة الثانية بعد أسبوع واحد من إجرائها.
وأوضحت لـ"مصراوي" أن الطبيب الذي تتابع معه حالتها طلب منها إجراء الأشعة في الشهر السادس من الحمل للاطمئنان على استكمال رئة الجنين، وحينما أجرتها أظهرت أن الرئة لم تكتمل، ما أثار داخلها حالة من الرعب على جنينها.
وبسبب رفض الطبيب إجراء الأشعة مرة أخرى لها، لعدم الإضرار بالجنين، وفق ما قالت، توجهت من نفسها إلى إحدى مراكز الأشعة لتجري الأشعة مرة أخرى بعد أسبوع واحد من الأولى، وأخفت قيامها بتلك الخطوة عن طبيبها الذي حذرها من ذلك، لتجد أن الأشعة الجديدة أظهرت اكتمال الرئة، وحينها أخبرت الطبيب قام بتوبيخها لأنها قد تسبب ضررًا على الجنين.
وأشارت إلى أن الطبيب بعد أن عنفها ووبخها أوضح لها أنه لا يجوز إجراء تلك الأشعة على فترات متقاربة، فقد تلحق ضررًا بالجنين كالتشوه الجسدي، ليحذرها من تكرار ذلك، ليؤكد لها أن الطبيب هو من يحدد موعدها عند الحاجة لها فقط.
شغف رؤية الجنين يدفع رحاب لطلب إجرائها من الطبيب
لشغفها لرؤية جنينها بحملها الأول، طلبت رحاب جمعة ربة منزل، بشهرها الخامس للحمل، من الطبيب المتابع لها إجراء الأشعة فوق الصوتية لها، لتتمكن من معرفة نوع الجنين ورؤية شكله كاملًا، قائلة ببهجة: "لما الدكتور وافق كنت مبسوطة إني هشوف بنتي وهي بتلعب جوه بطني".
وأضافت رحاب لـ"مصراوي"، أنه حينما لا تستطيع أشعة السونار العادية التوصل لشكل الجنين، يلجأ الأطباء للأشعة فوق الصوتية، خاصة لمعرفة نوع الجنين ووزنه، وعند الشك في إصابته بشيء غير عادي.
طبيب: ليس لها خطورة.. ولا بد من ترشيد استخدامها
ويؤكد دكتور ماهر شمس أستاذ مساعد طب أمراض النساء والتوليد بجامعة المنصورة، أن الأشعة فوق الصوتية بأنواعها "تو دي- ثري دي- فور دي" ليس لها أي خطورة على الجنين ما دامت دون سوء استخدام، لافتا إلى أن معظم الدراسات والأبحاث أثبتت ذلك.
وأضاف شمس لـ"مصراوي" أن متابعة النساء الحوامل تكون بطريقة يحددها الطبيب المعالج، فبحسب كل حالة يحدد ما إذا كانت بحاجة إلى تلك الأشعة أم لا، مشيرًا إلى أن بعض النساء حملهن من النوع الخطر فتكون فترة متابعتهن متقاربة، وتجرى لهم تلك الأشعة مع كل متابعة لكن بحرص شديد.
أما عن وجود فترة معينة يسمح خلالها لإجراء تلك الأشعة للحوامل، فيوضح أنها تجرى مرتين الأولى في بداية الحمل والثانية في الأسبوع العشرين، مشيرًا إلى أن المتابعة الشهرية تغني عن تلك الطريقة، ومنوه: "مفيش داعي تتعمل كل شوية بأوقات متقاربة خاصة وأنها لا تعطي معلومات كثيرة ".
وأكد أن إجراء تلك الأشعة ضروري للغاية خاصة حينما تجرى بالأسبوع العشرين من الحمل، للتأكد من وجود تشوهات أو عدمه، لافتًا إلى أن الفكرة فقط في ترشيد استخدامها.
أساسية في بداية الحمل
وتقول الدكتورة عفاف حلمي استشاري النساء والتوليد، إن هناك إقبال بين السيدات على إجراء الأشعة فوق الصوتية، وأن بعضهن تطلبها مع كل زيارة للطبيب، مشددة على أنها أساسية خاصة في أول ثلاث أشهر من الحمل لاطمئنان على نبضات الجنين.
وأضافت استشاري النساء والتوليد لـ"مصراوي" أن تلك الأشعة مهمة أيضًا بالنسبة لتحديد عمر الجنين وبالتالي تحديد موعد الولادة، مشيرة إلى أنها لم تمثل أي خطورة على الجنين ما دام الطبيب يستخدم أقل مستوى للترددات الصوتية، يستطيع من خلالها تحديد المعلومة المطلوبة.
وحول وجود عدد محدد مسموح به لإجراء تلك الأشعة، فنوهت إلى أن إجرائها في كل مرة تزور فيها المرأة الحامل الطبيب ليس له أي داعي، مشيرة إلى أن غالبية الحوامل لا يحتجن لأكثر من فحصين، إلا في حالات معينة فقط وهي على سبيل المثال، الشك بأن الحمل خارج الرحم، أو في زيادة أو نقص كمية السائل المحيط بالجنين، أو نزول دم دون سبب.
فيديو قد يعجبك: