دراسة تكشف.. ما العلاقة بين الشيخوخة وكوفيد شديد الخطورة؟
كتبت- نرمين ضيف الله
يُعد كبار السن أكثر الفئات عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة من عدوى فيروس كورونا (كوفيد-19)
ويرتبط هذا الخطر المتزايد بعدة عوامل مرتبطة بعملية الشيخوخة الطبيعية.
في هذه التقرير سنناقش العلاقة بين الشيخوخة وكوفيد-19 الشديد، ونلقي الضوء على العوامل البيولوجية التي تساهم في ازدياد قابلية كبار السن للإصابة بأعراض وخيمة من هذا الفيروس.
وقدم العلماء اللوم على خلل تنظيم الجهاز المناعي والميل "المرتبط بالعمر" نحو تخثر الدم المفرط والانخفاض العام في قوة جهاز المناعة التكيفي (الخلايا التائية والبائية)، لتفسير المخاطر المتزايدة للإصابة بـ"كوفيد-19" الشديد في الشيخوخة.
ووفق ميديكال إكسبريس، قام العلماء بفحص جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، وتطور العدوى من خلال دراسة سريرية طولية وكبيرة.
وأوضح الدكتور هوانغ فان فان، المعد الرئيسي للدراسة: "قيّمنا الشيخوخة فيما يتعلق بالاستجابة المناعية للمضيف في الدم والمجرى الهوائي العلوي، وكذلك في الميكروبيوم الأنفي".
وأشار إلى أن جميع الأشخاص في التجربة، بغض النظر عن أعمارهم، تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا.
ولاحظ أن العمر يرتبط بضعف القدرة على التخلص من الفيروس، كما كان المرضى الأكبر سنا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات متزايدة في استجابات الجسم الالتهابية والمناعية.
وعلى عكس المرضى الأصغر سنا، أظهر كبار السن أيضا مسارات مناعية فطرية أكثر نشاطا في الجينات والسيتوكينات المسببة للالتهابات (بروتينات صغيرة تعمل على نقل رسائل الخلية للمساعدة في توجيه الاستجابة المناعية للجسم)، ما يشير إلى أن التقدم في العمر قد يعطل قدرة الجسم على إيقاف الاستجابة الالتهابية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت المؤشرات الحيوية لشدة المرض، مثل إنترلوكين 6، هي الأكثر تطرفا لدى كبار السن من المرضى.
وواصل فان: "خلصت دراستنا إلى أن الشيخوخة ترتبط بضعف إزالة الفيروس، وخلل تنظيم الإشارات المناعية، والتنشيط المستمر وربما المرضي للجينات والبروتينات المسببة للالتهابات"، ما يشير إلى أن النتائج الجديدة، وقد تمهد الطريق لطرائق العلاج التي تستهدف الأشخاص في سن متقدمة على وجه التحديد.
وتثير هذه الاختلافات احتمالية أن يستجيب كبار السن المصابون بـ"كوفيد-19" بشكل مختلف، وربما أكثر إيجابية، للعلاجات المناعية الموجهة ضد بعض السيتوكينات الالتهابية".
نشرت الدراسة في مجلة Science Translational Medicine.
فيديو قد يعجبك: