عوامل محفزة للإصابة بالهربس الفموي
د ب أ-
قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الجلدية إن الهربس الفموي هو أحد الأمراض الجلدية الفيروسية المزعجة للغاية؛ حيث تنتشر البثور والتقرحات حول الفم وتشوه المظهر الجمالي للوجه.
وأوضحت الرابطة أن أغلب حالات الهربس الفموي تنتج عن الإصابة بفيروسات الهربس البسيط من النوع الأول، بينما تنتج حالات نادرة للغاية عن الإصابة بفيروسات الهربس من النوع الثاني.
ويحمل الكثير من الأشخاص الفيروسات المسببة لهذا المرض دون أن يشعروا إلى أن تنشط لديهم للمرة الأولى وتتسبب في الإصابة بالمرض. وغالبا ما تحدث الإصابة بعدوى هذه الفيروسات لأول مرة في مرحلة الطفولة المبكرة.
وغالبا ما تكمن الفيروسات داخل الجسم؛ حيث يدخل الفيروس عند الإصابة بالعدوى الأولى إلى النهايات العصبية وينتقل عبر المسارات العصبية إلى أن يصل إلى الخلايا العقدية الحسية التابعة لها؛ حيث تتحول العدوى هناك إلى عدوى كامنة.
عوامل محفزة
وأشارت الرابطة إلى أن العوامل المؤدية إلى نشاط هذه الفيروسات لم يتم تحديدها بشكل علمي واضح حتى الآن، غير أن الأطباء يرجحون أن بعض العوامل تحفز نشاط الفيروسات من جديد، منها مثلا التعرض لأشعة الشمس بشكل مكثف وكذلك حدوث تغيّرات هرمونية بالجسم.
كما يمكن أن يتسبب ضعف المناعة الموضعية كالناتج مثلا عن الإصابة بارتفاع درجة الحرارة أو غيرها من الأمراض وكذلك الوقوع تحت ضغط عصبي في نشاط هذه الفيروسات مرة ثانية؛ حيث يتسبب التوتر العصبي في زيادة إفراز الأدرينالين بالجسم، مما يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة.
وتعود هذه الفيروسات الناشطة مرة أخرى من العقد العصبية عبر المسارات العصبية لتستقر في مناطق خارجية من الجسم، لا سيما على حافة الأغشية المخاطية؛ حيث تكون الناحية الخارجية من الشفاه العليا أقرب موضع لظهور هذه الفيروسات. ويقوم الفيروس بتسريب السائل الوراثي الخاص به في خلايا الجلد السليمة الموجودة هناك، ومن ثمّ يتم إفراز فيروسات هربس جديدة تبحث عن خلايا أخرى تستوطن بداخلها.
حرقة وضغط
وقبل ساعات من ظهور الأعراض الأولى المميزة للإصابة بالهربس الفموي يشعر الكثير من المرضى بحرقة وكذلك ضغط أو شد على شفاههم، ثم يبدأ بعد ذلك ظهور احمرار بالموضع المصاب، ثم تتكوّن عليه التقرحات.
وفي أفضل المسارات المرضية تجف هذه التقرحات وتتصلب من تلقاء نفسها، إلا أنها غالبا ما تنفتح وتسيل منها المواد الموجودة بداخلها، وغالبا ما تبدأ بعد ذلك الإصابة بالالتهابات الحارقة.
مضادات الفيروسات
ولا يوجد للأسف علاج حتى الآن للفيروسات المسببة للهربس الفموي. وحتى الآن يتم استخدام العلاج بالمراهم المحتوية على مضادات الفيروسات على الحد من انتشار التقرحات من خلال التحكم في عملية تكاثر الفيروس.
ونظرا لسهولة انتقال هذه الفيروسات إلى أماكن أخرى من الجسم عن طريق الرذاذ أو ملامسة المواضع المصابة أو ملامسة الجلد بشكل مباشر؛ لذا شددت الرابطة الألمانية على ضرورة اتباع اشتراطات النظافة والرعاية الصحية عند استخدام هذه المراهم؛ حيث يُمكن أن تنتقل إلى جميع المناطق المحتمل إصابتها من جسم المريض نفسه أو الأشخاص الآخرين، مع العلم بأنه عادة ما يسهل استيطان البكتيريا للمواضع المصابة بجروح.
فيديو قد يعجبك: