إعلان

"ذكي ويجيد الكر والفر".. ما خطورة ظهور متحور جديد لكورونا كل فترة؟

04:31 م الأربعاء 05 يناير 2022

صورة تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سيد متولي

أعلن علماء من معهد الأمراض المعدية في مرسيليا بفرنسا، عن اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا كوفيد-19 في جنوب البلاد، وأطلقت عليها اسم IHU .

وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن عدد المتحورات يزداد بشكل يومي، لكن المتحورات سريعة الانتشار هي التي تشغل العلماء، وقالت الشبكة الإخبارية، إن المتحور الجديد الذي تم تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة به لدى مسافر عائد من الكاميرون إلى فرنسا قبل نحو شهر لا يزال قيد الدراسة.

ومع ظهور السلالة الجديدة بالتزامن مع تفشي متغير أوميكرون في عدة دول حول العالم، يكشف دكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، خطورة ظهور متحور جديد لكورونا كل فترة.

يقول بدران لـ"مصراوي": "ليس غريباً أو مستبعداً ظهور سلالات جديدة لفيروس الكورونا، حتى كل أسبوعين، فالحرب مع الفيروس غير نمطية ".

ويضيف: "الفيروس ذكي جداً، قهر دولاً عظمى، وحير أكاديميات علمية عالمية كبرى، يجيد استراتيجيات الكر والفر، ومولع بالطفرات اليومية".

خطورة ظهور المتحورات

"بعض الطفرات أوجدت نسخاً جديدة تستطيع التغلب على مناعة البشر، أو تصيب أعداداً مهولة بالعدوى، حتى لو غابت الأعراض، وبعض الطفرات زادت من قدرة شوكة الفيروس على الارتباط بمستقبلات الخلايا البشرية، فيروس كورونا يستميت في التجديد ويفاجئنا بنسخ جديدة، بعضها قادر على شن موجات تلو الموجات، تتصاعد لتصل للذروة ثم تهبط فى صورة خادعة و تعود للازدهار من جديد، حتى أصبحت الحالات الجديدة حالياً مع العام الجديد تتعدى المليون إصابة يوميا وفى سبيلها لتصل لمليونين"، وفقا لما أكده خبير المناعة.

ويشرح بدران: "الفيروس متميز في الابتكار، واستغلال ثغرات المواطنين في تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، كما أن المتحورات الجديدة تتفنن في الإيقاع بفئات عمرية جديدة كالأطفال والمراهقين والرضع، كما أن المتحورات الجديدة تتبارى في زيادة سرعة العدوى والانتشار أكثر وأكثر".

سبب الانتشار

وعن سبب الانتشار يكمل بدران: "فيروس كورونا أصبح يميل للتحالف بين متحوارته فنجد متحور دلتا ومتحور أوميكرون منتشرين معاً في الكثير من الدول، أو التحالف مع فيروسات أخرى مثل فيروس الإنفلونزا مثل مرض فلورونا الذى نشأ من العدوى الدوبل، وهى مزيج من الكورونا والإنفلونزا، حيث فوجئنا بإصابة سيدة مسنة بلجيكية لم يتم تطعيمها ضد كوفيد-١٩، بعدوى متزامنة بواسطة فيروس كورونا المتحور ألفا الذى تم تحديده لأول مرة في المملكة المتحدة، ومتحور فيروس كورونا بيتا الذى تم تحديده لأول مرة في جنوب إفريقيا ".

الأعراض

"تغيرت وتعددت الأعراض بعدما كان الفيروس فى بدايته تنفسى فى الأساس، أصبح الآن يستطيع أن يصيب كافة أعضاء الجسم وأجهزته حتى الجهاز العصبى والجلد والعين والمخ والحواس كالشم والتذوق والسمع، بات يشبه نزلات البرد الشديدة فى شكل جديد يثير الشكوك والتعقيد، وحتى المتعافين قد تتطور فيهم الأعراض لتدوم عدة شهور فى متلازمة كوفيد طويل الأمد ، فالمتحورات الجديدة تتحدى الجميع، فتعاود إصابة المتعافين والمطعمين بكوفيد مرة أخرى بعد ستة شهور، طالما غابت التدابير الوقائية، فالمعركة مستمرة، والجائحة مازالت مندلعة فى السنة الثالثة، فالفيروس أصاب 295,180,936 ، بعضهم أصيب مرتين أو ثلاث مرات، وقتل 5,472,241 من البشر"، وفقا لما ذكره بدران.

مخاطر ظهور متحور كل فترة

لا يختلف التعامل مع كل متحورات كورونا، طرق الوقاية كما هي التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة وتلقي اللقاح، لكن المخاطر تتمثل في ظهور سلالة أخطر وأشرس لكوفيد-19 وأكثر قتلا للبشر، لكننا نأمل في أن تكون المتحورات الجديدة أقل خطورة.

لماذا كل هذا؟

"الأسباب البيئية التي كانت وراء نشأة فيروس كورونا ما زالت موجودة، مثل تغير المناخ وتلوث الهواء، إضافة لوجود خزانات من الفيروسات في القوارض والخفافيش تهددنا بفيروسات جديدة، كما أن مناعة الإنسان المستهدف بفيروس الكورونا تعتريها عيوب كثيرة نتجت من تغيرات مستجدة ضارة فى الأنماط الحياتية للبشر مثل قلة ساعات النوم وقلة جودته، وقلة الحركة، وغياب الرياضة، وتناول أغذية مصنعة غريبة، وغياب أو قلة تناول الأغذية الطبيعية الصحية، واختراق الجسد البشرى بترسانة من الأدوية العشوائية بدون رقابة طبية، حتى أن المضادات الحيوية التي يفترض أن تعالج البكتيريا أصبحت تستخدم بصور خاطئة مع الإنفلونزا، وللأسف وصلت المضادات الحيوية للأسماك والألبان والحيوانات التى يعتمد عليها فى التغذية"، كما يقول خبير المناعة.

وينصح بدران: "لا أمان لفيروس كورونا، ولا نعرف طبيعة السلالات القادمة ومدى شراستها أو ضراوتها، وحتى لو انحسر الوباء عالمياً سيظل مستوطناً، يهب علينا كل عام مرة أو أكثر موسمياً".

الوقاية

وعن الوقاية يختتم بدران: "التطعيم ضد كورونا مهم مما يقلل من نشأة السلالات الجديدة، وتطبيق كافة التدابير الوقائية وأبسطها استخدام الكمامة عند التعامل مع الآخرين، وغسل الأيدي بالماء والصابون خاصة قبل لمس الأنف والفم والعين، والتباعد الجسدى وعدم التواجد فى أماكن مزدحمة أو سيئة التهوية، وعلاج الأمراض المزمنة، والاهتمام بالمناعة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان