هل يعالج دواء الحموضة مرضى كورونا؟.. دراسة تكشف

كتب – سيد متولي

يبحث العلماء في جميع أنحاء العالم، عن طريقة بسيطة تتمثل في علاج أو لقاح، للتأثير على فيروس كورونا المستجد، وتقليل أعداد الوفيات والمصابين بالوباء.

يبدو أن العلماء توصلوا إلى عقار جديد، قد يعالج مرضى فيروس كورونا، ويقلل الوفيات، وهو ما يستعرضه "مصراوي"، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

كشفت دراسة جديدة أن المرضى المصابين بكورونا، والذين يتناولون عقار الحموضة "Pepcid AC"، هم أقل عرضة للوفاة بسبب العدوى.

وسبب "فاموتيدين"، المكون النشط في دواء الحموضة المعوية الشائع، جدلا كبيرا، في الولايات المتحدة بعدما عرضت إدارة ترامب مبلغ 21 مليون دولار لتجربته لعلاج كورونا.

لكن الآن، وجدت مستشفى هارتفورد في ولاية كونيتيكت الأمريكية، أن "فاموتيدين" قد يساعد مرضى كورونا على تحسين احتمالات بقائهم على قيد الحياة وتجنب الوفاة، في دراسة شملت 878 مريضًا، حيث تلقى 10 في المائة فقط من هؤلاء المرضى- 83 مريضا، على وجه التحديد- العلاج الذي يحتوي على فاموتيدين.

بشكل عام، كان المرضى الذين حصلوا على فاموتيدين أقل عرضة لدخول مرحلة الخطر بنسبة 31 في المائة، كما أنهم واجهوا خطرًا أقل للوفاة أثناء دخولهم المستشفى، بنسبة احتمال 0.366، ولم يتم إعطاء الدواء لثلثي المجموعة التي حصلت على فاموتيدين إلا عند دخولها المستشفى، بينما كان 29 بالمائة يتناولونها بانتظام قبل نقلهم إلى المستشفى بسبب كورونا.

في وقت مبكر من الوباء، لاحظ الأطباء في الصين أن المرضى المسنين ذوي المستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفض يموتون بمعدل أقل، هذا ما أكده الدكتور إيرا شميلكين، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "Baystate Health" في ماساتشوستس، حيث أشار إلى أن هؤلاء المرضى كانوا يتناولون عقار فاموتيدين الأقل تكلفة من مثبطات مضخة البروتون الأكثر تكلفة.

مثبطات مضخة البروتون تشبه عقار الحموضة، من حيث أنها تعالج حرقة المعدة، ولكنها تعمل بآلية مختلفة.

في الواقع، وجدت دراسة أجراها مركز "Cedars-Sinai" الطبي في وقت سابق من هذا العام، أن الأشخاص الذين تناولوا مثبطات مضخة البروتون بانتظام مثل "Prilosec" كانوا أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا بمقدار 2.15 مرة.

افترض الباحثون هناك أنه نظرًا لأن الفيروس التاجي يمكن العثور عليه في اللعاب، والذي يمكن ابتلاعه ونقله إلى الجهاز الهضمي، فإن الأدوية التي تؤثر على المعدة قد تغير كيفية تفاعل الفيروس مع العضو، على وجه التحديد، يمكن لحمض المعدة قتل مسببات الأمراض مثل البكتيريا أو الفيروسات غير المرغوب فيها.

لكن فاموتيدين (كما هو الحال مع زانتاك)، يعتقد بعض العلماء أنه قد يصيب إنزيمات تسمى "البروتياز الفيروسي"، والتي تعتبر أساسية لقدرة الفيروس التاجي على نسخ نفسه وانتشاره في الجسم.

وقد أدى ذلك إلى قيام خبراء آخرين، بما في ذلك دكتور برايت ، بتجميع أدوية مثل "Pepcid AC nito" في فئة تحتوي على هيدروكسي كلوروكوين، لقد رأى الأطباء علاقة مثيرة للاهتمام بين الأدوية ونتائج أفضل للمرضى.

قال الدكتور ستيفن نيسن ، طبيب القلب في كليفلاند كلينك: "الأدلة المستخدمة لدعم تجربة عقار الحموضة فاموتيدين ضعيفة للغاية، لقد كنت شديد الانتقاد لهذا الأسلوب تجاه وباء كورونا، أنا أعتبر مثل هذه التجربة مضيعة للوقت والمال إلى حد كبير".

والجدير بالذكر أن الدراسة الجديدة لمستشفى هارتفورد، كانت قائمة على الملاحظة، مما يعني أنها نظرت إلى الوراء في بيانات عدد من المرضى الذين تصادف أنهم أخذوا أو حصلوا على وصفة طبية من فاموتيدين أثناء دخولهم المستشفى بسبب فيروس كورونا، بدلاً من إعطاء نصفهم عشوائياً الدواء والآخرين دواءً وهمياً.

لكن الباحثين وجدوا أن المرضى المقيمين في المستشفى، والذين تناولوا عقار الحموضة، تحسنت حالتهم بشكل خاص، وتقلصت مخاطر الوفاة لديهم،بالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين يتناولون الدواء لديهم أيضًا مستويات أقل من المؤشرات الحيوية في الدم التي تشير إلى مستويات خطيرة من الالتهاب.

تبيع شركة "Pepcid AC" بسعر ما بين 10 إلى 15 دولارًا أمريكيًا، لذلك من المغري بالتأكيد الاعتقاد بأن مثل هذا الدواء الرخيص الذي لا يحتاج إلى وصفة طبية، يمكن أن يكافح فيروس كورونا، لكن من السابق لأوانه القول على وجه اليقين أنه قادر على ذلك.