إصابة مدير حميات دمنهور بكورونا للمرة الثانية.. ما السبب وكيف يعمل الجهاز المناعي؟

كتبت- نور إبراهيم:

أعلن الدكتور أحمد هواش مدير مستشفى حميات دمنهور، إصابته بـ"كورونا" للمرة الثانية، وظهور الأعراض عليه بدرجة أشد قسوة من أعراض الإصابة الأولى التي شفي منها قبل أسابيع.

وحذر "هواش" المتعافين من فيروس كورونا، من إمكانية إصابتهم به مرة ثانية بعد فترة وجيزة لا تتجاوز شهرين، وكتب عبر حسابه الشخصي على فيسبوك: "كورونا تعطي مناعة من ٤٥ يومًا إلى ٦٠ يومًا فقط، وممكن أقل كما أنها تنتقل بالهواء والرذاذ".

وفي هذا الصدد، نوضح طريقة تعامل الجهاز المناعي لجسم الإنسان مع الفيروس، إذ ما زالت الأبحاث جارية على كيفية عمل الجهاز المناعي ضد كورونا؛ لأن فهمه سيؤدي إلى الوصول إلى علاجات ولقاحات فعالة.

والجهاز المناعي عبارة عن شبكة من الخلايا المتصلة بشكل معقد لحماية الجسم من الفيروسات والبكتيريا، سواء الداخلية أو الخارجية، وتنقسم إلى فرعين، الأول فطري والثاني مكتسب، والفرق بينهما يكون في ردود الفعل تجاه الفيروس.

والنظام الفطري هو خط الدفاع الأول القادر على اكتشاف العديد من العوامل المعدية الشائعة، مثل الفيروسات والبكتيريا بمجرد أن يجد طريقه إلى الجسم، وعلى الرغم من أنه قد يستجيب بسرعة، إلا أنه لا يستطيع القضاء على الكائنات المعدية ولا يتعرف على جميع مسببات الأمراض.

ويوفر أيضا الجهاز الفطري إشارات كيميائية تسمى "السيتوكينات" لتنشيط الجهاز المناعي في عملية تعرف باسم "عرض المستضد" ودون هذه الإشارات لا يمكن تنشيط جهاز المناعة.

وكشفت الأبحاث في الآونة الأخيرة أن هناك نوعين مهمين من الخلايا في جهاز المناعة، وهما "البائية" و"التائية".

ويستغرق جهاز المناعة أيام عدّة، حتى تعمل الخلايا التائية ضد الفيروس، وهي تساعد في نشاط الخلايا المناعية الأخرى عن طريق إطلاق السيتوكينات التي تعمل على تحسين نضوج الخلايا البائية التي تعرف بالبلازما وتنتج أجسام مضادة للفيروس، وتعمل الخلايا التائية عل قتل الخلايا المصابة فورًا.

وبمجرد أن يتم القضاء على الفيروس يتم تكوين مجموعة من خلايا الذاكرة التائية والبائية، وإذا واجهت نفس المرض مرة أخرى تنتج رد فعل مناعي أسرع وأقوى بكثير.

الخلايا التائية والبائية في مواجهة كورونا:

وذكر موقع the conversation، أن الأشخاص الذين لم يتعرضوا لفيروس كورونا ليس لديهم ذاكرة لتلك الخلايا، وبالتالي لا يوجد لديهم حماية من العدوى، حيث يجب أن يولد كورونا استجابة مناعية لانتشار الخلايا المضادة.

وأظهرت دراسة أمريكية حديثة، أن الأشخاص المصابين قادرون على توليد الخلايا البائية والتائية الخاصة بـ COVID-19.

كما أظهرت بحث حديث من معهد كارولينسكا في السويد أن العديد من مرضى كورونا الذين يعانون من أعراض خفيفة أو دون أعراض قد ولدت خلايا تائية ضد الفيروس.

ووجد الباحثون أيضًا أدلة على وجود خلايا تائية في الذاكرة لدى المرضى المتعافين، والتي يمكن أن تمنع حدوث عدوى متكررة من COVID.

اختفاء الأجسام المضادة

وتختلف المدة التي تعيش بها الأجسام المضادة من شخص إلى آخر، حيث إن الاجسام المضادة للفيروسات التاجية تتناقص بمرور الوقت وتبقي من 12 إلى 52 أسبوع فقط من وقت الإصابة.

وتشير بعض الدراسات إلى أنه يمكن الكشف عن الأجسام المضادة لـ COVID-19 لمدة سبعة أسابيع فقط لدى المتعافين. وبالنظر إلى التباين في الأعراض والاستجابات المناعية بين المرضى، فإن الجدول الزمني الدقيق غير واضح.