إعلان

جسم مضاد للمناعة.. تحديد سبب جديد لجلطات الدم الناتجة عن كورونا

07:00 م الأربعاء 04 نوفمبر 2020

تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سيد متولي

تستمر جلطات الدم في إحداث فوضى في المرضى الذين يعانون من عدوى كورونا الشديدة، وتشرح دراسة جديدة ما قد يؤدي إلى حدوثها فيما يصل إلى نصف المرضى.

وفقا لموقع "medicalxpress"، فإن المتسبب في ذلك الأمر هو جسم مضاد للمناعة الذاتية يدور في الدم ويهاجم الخلايا ويؤدي إلى حدوث جلطات في الشرايين والأوردة والأوعية المجهرية.

ويمكن أن تسبب جلطات الدم أمورا تهدد الحياة مثل السكتات الدماغية، وفي حالة كوفيد-19، قد تؤدي الجلطات إلى تقييد تدفق الدم في الرئتين، مما يضعف تبادل الأكسجين.

وبعيدًا عن عدوى فيروس كورونا، تُرى هذه الأجسام المضادة المسببة للجلطات عادةً في المرضى الذين يعانون من متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية (عندما يقوم الجهاز المناعي على سبيل الخطأ بتكوين أجسام مضادة تزيد من نسب تكون جلطات في الدم) من أمراض المناعة الذاتية.

وكانت العلاقة بين الأجسام المضادة الذاتية وفيروس كورونا غير متوقعة، كما يقول المؤلف المشارك في الدراسة يوجين كانثي، والأستاذ المساعد في مركز ميشيجان ميديسن فرانكل لأمراض القلب والأوعية الدموية ومحقق لاسكير في المعهد الوطني للقلب والرئة والدم التابع للمعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول كانثي: "في المرضى المصابين بـ كوفيد19، نستمر في رؤية دورة لا تتوقف ومزايدة من الالتهاب والتخثر في الجسم، رأينا أن الأجسام المضادة الذاتية يمكن أن تكون السبب في حلقة التخثر والالتهاب هذه التي تضرب الأشخاص الذين كانوا يعانون بالفعل من كورونا شديد الأعراض".

بعض أسوأ التخثرات التي رأيناها على الإطلاق

المؤلف المشارك جيسون نايت، أخصائي أمراض الروماتيزم في ميشيجان ميديسين بالولايات المتحدة، كان يدرس الأجسام المضادة لمتلازمة الفوسفوليبيد في عموم السكان لسنوات.

يقول نايت، وهو أيضًا أستاذ مشارك في الطب الباطني وخبير بارز في الأمراض التي تسببها الأجسام المضادة الذاتية: "كان نصف المرضى الذين تم نقلهم إلى المستشفى مصابين بـ كوفيد-19 إيجابيين لواحد على الأقل من الأجسام المضادة الذاتية، وهو ما كان مفاجئًا للغاية".

وفقا لمجلة Science Translational Medicine، وجد الباحثون أن حوالي نصف المرضى الذين كانوا يعانون من كوفيد الشديد، أظهروا مزيجًا من مستويات عالية من الأجسام المضادة الخطرة والعدلات فائقة التنشيط، وهي خلايا دم بيضاء مدمرة ومتفجرة، وفي أبريل، كان الفريق البحثي أول من أبلغ أن المرضى الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب كوفيد الحاد لديهم مستويات أعلى من هذه العدلات خارج الخلية في دمائهم".

لمعرفة المزيد، درسوا العدلات المتفجرة والأجسام المضادة لـ كوفيد-19 معًا في نماذج الفئران لمعرفة ما إذا كان هذا هو المزيج الخطير وراء الجلطات.

يقول كانثي: "خلقت الأجسام المضادة من المرضى الذين يعانون من عدوى كوفيد النشطة قدرًا مذهلاً من التخثر في الحيوانات - وهي بعض أسوأ التخثرات التي رأيناها على الإطلاق، لقد اكتشفنا آلية جديدة يمكن من خلالها لمرضى كورونا أن يصابوا بجلطات دموية."

مهاجمة جلطات الدم الناتجة عن كورونا

يقول الباحثون إن هذه النتائج ليست جاهزة بعد للاختبار السريري، لكنهم يضيفون منظورًا جديدًا لأبحاث الخثار والالتهابات القوية في مرضى كورونا.

يريد كانثي، وزملاؤه الآن معرفة ما إذا كان المرضى المصابين بكورونا الشديد والذين لديهم مستويات عالية من هذه الأجسام المضادة، سيكونوا بحالة أفضل إذا تم حجب أو إزالة الأجسام المضادة، وإذا كان الأمر كذلك، فقد يستدعي ذلك علاجًا قويًا مثل فصادة البلازما، والتي تستخدم بشكل شائع في أمراض المناعة الذاتية الشديدة.

ويقول زيو، الأستاذ المساعد في الطب الباطني وأخصائي الروماتيزم في طب ميتشيجان: "نعلم أن الأشخاص الذين لديهم أعلى مستويات الأجسام المضادة الذاتية كان أداءهم أسوأ من حيث وظائف الجهاز التنفسي، وتسببت الأجسام المضادة في حدوث التهاب حتى في الخلايا السليمة، لا نعرف حتى الآن ما الذي يحفز الجسم على إنتاج هذه الأجسام المضادة، لذا فإن الخطوة التالية ستكون بحثًا إضافيًا لتحديد محفزات وأهداف الأجسام المضادة".

بالإضافة إلى ذلك، تثير هذه النتائج أسئلة جديدة تتعلق باستخدام بلازما المتعافين كعلاج محتمل لـ كورونا، لكن الفريق يقول إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفحص هذا الأمر المقلق.

من جانبه يقول نايت: "نحن نحقق الآن في المدة التي تظل فيها هذه الأجسام المضادة في الدورة الدموية بعد الشفاء من فيروس كورونا".

ويقوم الباحثون حاليًا بإجراء تجربة سريرية عشوائية تسمى DICER ، والتي تختبر عاملًا معروفًا مضادًا للتخثر، وهو ديبيريدامول ، في مرضى كورونا لتحديد ما إذا كان أكثر فعالية من العلاج الوهمي في الحد من الجلطات الدموية المفرطة.

يقول كانثي: "ديبيريدامول دواء قديم آمن وغير مكلف وقابل للتطوير، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عليه قبل 20 عامًا لمنع التجلط، لكننا اكتشفنا مؤخرًا فقط قدرته على منع هذا النوع المحدد من الالتهاب الذي يحدث في كوفيد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان