لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تعرف على عدد الخطوات التي يجب أن تمشيها يوميا: هذا الرقم السحري

09:00 ص الجمعة 02 أغسطس 2019

تعرف على عدد الخطوات التي يجب أن تمشيها يوميا هذا

مصراوي -

أُجريت دراسات قارنت بين فوائد المشي خمسة آلاف خطوة والمشي لعشرة آلاف، ولم يكن مفاجئا بطبيعة الحال، أن تفضي هذه الدراسات إلى أفضلية الخيار الثاني، فيما يتعلق بمنافعه الصحية. لكن حتى وقت قريب، لم تُجر دراسات للتعرف على الفوارق التي يُحدثها السير لأعداد مختلفة من الخطوات تقع بين مستوييْ خمسة آلاف وعشرة آلاف خطوة. بل إن مثل هذه الدراسات لم تُجر حتى الآن بشكل شامل على البالغين بشكل عام في المجتمع، بحسب ما جاء في موقع "بي بي سي" عربية.

وفي الآونة الأخيرة، أجرت آي-مين لي، أستاذة في كلية طب هارفارد، دراسة ركزت فيها مع فريقها على مجموعة تضم أكثر من 16 ألف امرأة في السبعينيات من أعمارهن. وقارنت الدراسة بين عدد الخطوات التي تسيرها كل منهن يوميا مع فرص وفاتها جراء الإصابة بأي عارض صحي. وفي إطار الدراسة، قضت كل من هؤلاء النسوة أسبوعا وهي ترتدي جهازا لإحصاء عدد خطواتها خلال ساعات اليقظة.

وبعد نحو أربع سنوات وثلاثة أشهر، عاد الباحثون لاستقصاء أحوال عينة البحث، ليجدوا أن 504 من بين السيدات المشمولات فيه قد فارقن الحياة. فكم عدد الخطوات التي تعتقد أن الباقيات على قيد الحياة كن يمشينها خلال فترة الدراسة؟ هل كانت تتمثل في الرقم السحري: 10 آلاف خطوة يوميا؟

في الواقع كان العدد المتوسط لخطوات هؤلاء يبلغ 5500 لا أكثر. وكانت الفوارق الناجمة عن الاختلاف في عدد الخطوات بين أفراد عينة البحث، مؤثرة في فرص بقائهن على قيد الحياة، عند مستوى معين. فقد زادت هذه الفرص بشكل كبير وملموس بين النسوة اللواتي كن يسرن أكثر من أربعة آلاف خطوة، مقارنة بأولئك اللواتي كن يمشين 2700 خطوة فحسب. وكان من المفاجئ أن يكون لهذا الفارق البسيط في عدد الخطوات بين هاتين الفئتين، تَبِعات على أمر حيوي بالنسبة للبشر، مثل الطول المتوقع للعمر.

وقد يحسب المرء بداهة أن الدراسة كشفت عن أنه كلما سارت النسوة أكثر تحسنت فرص بقائهن على قيد الحياة. لكن الحقيقة أن هذا الافتراض يصح حتى مستوى معين من عدد الخطوات، تحديدا حتى الوصول إلى عتبة الـ 7500 خطوة يوميا. فبعد ذلك لم تزد الفوائد بشكل مؤثر مهما زاد عدد الخطوات. كما أن أي زيادة عن هذا المعدل، لم تؤثر على طول العمر.

بطبيعة الحال، من بين عيوب هذه الدراسة، أنه لم يكن بوسعنا التأكد من أن المشي كان له تأثير إيجابي عليهن، بشكل يكفي لتعويض ما تلحقه بهن الأمراض التي أودت بحياتهن. فلم يضم الباحثون إلى أفراد العينة سوى النسوة القادرات على السير خارج المنزل، وطلبوا منهن أن يُقيمّن حالتهن الصحية. لكن ربما كان من بينهن من هن قادرات على السير وعاجزات في الوقت نفسه - من الناحية الصحية - عن المشي لمسافات طويلة. بعبارة أخرى، من الممكن أن هؤلاء النسوة قد سرن خطوات أقل لأنهن كن من الأصل لا يتمتعن بصحة جيدة، ولذلك لم يُحدِث المشي لهن أي تأثير.

على أي حال، أشارت الدراسة إلى أن السير 7500 خطوة يوميا، يمكن أن يكون كافيا لهذه الشريحة العمرية تحديدا، بالرغم من أن المشي لمزيد من الخطوات قد يوفر حماية إضافية ضد الإصابة بأمراض بعينها. بجانب ذلك، ربما يشكل السير لخطوات أكثر مؤشرا يوضح أياً من هؤلاء النسوة كانت أكثر نشاطا بوجه عام خلال مراحل حياتها المختلفة، وأن ذلك هو ما ساعدها على أن تبقى على قيد الحياة لفترة أطول. لهذا السبب، من الصعب تحديد الفوائد الصحية التي تعود على المرء جراء سيره لمثل هذه الخطوات الإضافية وحدها.

من جهة أخرى، هناك مسألة ترتبط بتحديد عدد الخطوات الأمثل - من الوجهة النفسية - للمرء. فقد يبدو المشي 10 آلاف خطوة يوميا هدفا عسير التحقيق، ما قد يغري المرء بألا يزعج نفسه بمحاولة السير من الأصل على الإطلاق. فالفشل أو العجز عن تحقيق مثل هذا الهدف يوميا، أمر مثبط للهمة.

ويبدو ذلك جليا من خلال دراسة أُجريت على مراهقين بريطانيين، كشفت عن أن من كانوا يبلغون من العمر 13 أو 14 عاما منهم، شعروا في البداية بالإثارة والحماسة والمتعة لتحديد هدف مثل هذا لهم لتحقيقه، لكنهم سرعان ما أدركوا مدى صعوبة إنجاز ذلك بشكل مستمر وثابت، وجأروا بالشكوى مُعتبرين أن ما يُطلب منهم ينطوي على إجحاف.

وقد حرصتُ على أن أجري هذه التجربة النفسية عليّ، عبر تغيير الهدف الافتراضي المثبت على التطبيق الموجود على هاتفي، إلى 9000 خطوة بدلا من 10 آلاف، وأوهمت نفسي بأنني أسير الألف خطوة الباقية في مختلف أنحاء منزلي، عندما لا يكون هاتفي المحمول بحوزتي.

لكنني في الحقيقة كنت أحاول تشجيع نفسي، عبر زيادة عدد المرات التي أنجح فيها في الوصول إلى الهدف اليومي المحدد لي في المشي. وهكذا فمن أجل زيادة عدد الخطوات التي يمشيها من هم كثيرو الجلوس، قد يكون من الأفضل من الناحية النفسية تحديد عدد أقل منها لمشيها.

لكن حتى مع ذلك، يمكن القول إن إحصاء عدد الخطوات التي يمشيها المرء، تسلبه السعادة الحقيقية التي تنتابه بفضل المشي في حد ذاته. وقد وجد جوردان إتكين، عالم نفس في إحدى الجامعات الأمريكية، أنه بالرغم من أن من يحصون عدد خطواتهم يسيرون لمسافات أطول، فإنهم يستمتعون بذلك بقدر أقل، قائلين إنهم يشعرون أن المشي في هذه الحالة أشبه بعمل مفروض عليهم.

وعندما تم تقييم حالة هؤلاء في نهاية اليوم، تبين أن مستويات السعادة التي يشعرون بها أقل من أولئك الذين انخرطوا في المشي دون عد للخطوات.

ويمكن أن تعود مسألة العد بآثار عكسية على من هم يتمتعون باللياقة البدنية من الأصل. فوضع هدف افتراضي في هذا الشأن، يوحي لهؤلاء الأشخاص بأنه يتعين عليهم التوقف بمجرد الوصول إلى هدف الـ 10 آلاف خطوة، بدلا من اكتساب لياقة أكبر بمواصلة السير لمسافات أطول مثلا.

الخلاصة أنه يمكن لك أن تحصي خطواتك إذا وجدت أن ذلك يحفزك على السير، لكن عليك أن تتذكر أنه لا قيمة خاصة أو أهمية متفردة للمشي 10 آلاف خطوة كما يُقال. إذن فلتحدد الهدف الملائم بالنسبة لك على صعيد المشي. فربما يكون أكثر من 10 آلاف خطوة أو أقل، بل إنه قد يصبح من الأفضل أن تتخلى عن جهازك لعد الخطوات بشكل كامل وإلى الأبد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان