لماذا لا ينسى مريض فقدان الذاكرة لغته؟

كتبت- ميرا ماهر:

من الغريب في مرضى فقدان الذاكرة، أنهم وعلى الرغم من نسيانهم تفاصيل حياتهم بأكملها وهويتهم الحقيقية، إلا أنهم قادرون على التحدث بلغتهم الأم، ولا تُمحَ تفاصيل وحروف اللغة من ذاكرتهم.

ووفقاً لموقع "scienceabc" المعني بالعلوم والأمور التعليمية، تمكن الأطباء من التوصل إلى إجابة لتلك التساؤلات، فمريض فقدان الذاكرة لا ينسى بعض التفاصيل من حياته مثل: القراءة، الكتابة، قيادة السيارة، لغته الأم. إذ قسم العلماء ذاكرة الإنسان إلى نوعين: ذاكرة تقريرية، وذاكرة مهارية.

النوع الأول هو الذي يخزن معلومات وحقائق عن الإنسان وحياته، ومسؤول عنها الفص الصدغي في الدماغ.

أما النوع الثاني فهو الذي يخزن المهارات التي يكتسبها الإنسان مع الحياة، مثل القراءة والكتابة والكلام والقيادة، وتعتمد هذه الذاكرة على عدة مراكز في الدماغ مثل المخيخ واللوزة الدماغية.

لذلك، فإن الإصابات التي تتعلق بالذاكرة التقريرية، لا تؤثِّر على المهارات التي يكتسبها الإنسان خلال حياته، من ضمنها الكلام واللغة التي تعلمها خلال حياته، بمعنى أن مريض فقدان ذاكرة يعلم جيداً طريقة ربط الحذاء، في حين أنه لا يعلم بالضبط ما هو الحذاء.

إلا أن المهارة التي اكتسبها خلال حياته جعلت طريقة ربط الحذاء مُخزنة في ذاكرته المهارية ولم تتعرض للزوال.

لكن لكل قاعدة شواذ، إذ ظهرت حالات نادرة لأشخاص فقدوا ذاكرتهم التقريرية والمهارية معًا، فقد فيها المريض عديد من المهارات مثل القراءة والكتابة.