إعلان

كيف تؤثر الوحدة على صحتنا؟

12:30 م السبت 23 ديسمبر 2017

كيف تؤثر الوحدة على صحتنا؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الآثار الضارة المحتملة للوحدة والعزلة الاجتماعية على الصحة وطول العمر، خاصة بين كبار السن، معروفة جيدا. وعلى سبيل المثال، وجدت نتائج أبحاث في عام ٢٠١٣ أن الشعور بالوحدة قد يضر الصحة، بزيادة هرمونات التوتر والالتهاب، والتي قد تؤدي بدورها إلى زيادة خطر الاصابة بأمراض القلب، والتهاب المفاصل، والاصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والخرف، والاقدام على محاولات الانتحار.

ووجدت نتائج الأبحاث أن كبار السن الذين شعروا بأنهم مستبعدين، أو معزولين، أو لا يجدون الرفقة المناسبة، انخفضت قدراتهم على الاستحمام والاعتناء بأجسادهم، وإعداد الوجبات، وزادت نسبة الوفيات خلال فترة الدراسة، التي وصلت إلى ستة أعوام، بين الأشخاص الذين لم يتسطيعوا التخلص من تلك المشاعر، بحسب ما ورد في الصحيفة. 

وقال الدكتو دروف خولار، الطبيب والباحث في كلية طب وايل كورنيل بنيويورك، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر، إن هناك أدلة قاطعة على وجود علاقة بين معاناة الأشخاص من اضطرابات النوم، وحدوث شذوذ في الاستجابات المناعية، والتدهور المعرفي والإفراد المعزولين اجتماعيا، وهذا ما قال عنه "وباء متزايد".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل استمرار الأبحاث المتعلقة بهذه المسائل، يصبح العلماء أكثر دقة في فهم آثار الشعور بالوحدة والعزلة على الصحة، كما أنهم يمعنون النظر في عوامل أخرى، مثل من هم المرجح أن يكونوا أكثر تأثرا، وما هي أنواع التدخلات التي قد تقلل من المخاطر المرتبطة بالشعور بالوحدة. 

وهناك بعض النتائج المفاجئة، فأشارت جوليان هولت- لونستاد وتيموثي بي. سميث، علماء النفس والباحثين في جامعة بريجهام يونج، إلى أنه رغم أن خطورتهما واحدة، إلا أنه ليس من الضروري أن يشعر الشخص بالوحدة والعزلة الاجتماعية.

وكتبا في مجلة "هيرت" العام الماضي أن العزلة الاجتماعية قد تحدث رغم وجود القليل من الروابط الاجتماعية أو التفاعلات، في حين أن الوحدة تتضمن الإدراك الذاتي للعزلة- التناقض بين شعور الشخص بأنه مرغوب، والمستوى الفعلي لاتصاله الجماعي-.

وبعبارة أخرى، فإن الناس قد يشعرون بالعزلة الاجتماعية ولكنهم لا يشعرون بالوحدة، ولكنهم ببساطة يفضلون أن ألا يكونوا متواجدين بكثافة، وبالمثل، قد يشعر البعض بالوحدة حتى إذا كانوا محاطين بأناس كثر، خاصة إذا كانت العلاقات ليست مُجدية عاطفيًا.

وفي الواقع، ذكرت الدكتور كارلا بيريسينوتو وزملاؤها في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو عام 2012، أن معظم الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة متزوجون، ويعيشون مع آخرين ولكنهم ليس مصابين بالاكتئاب.

وقالت الدكتورة هولت لونستاد "إن عدم الزواج خطر كبير، ولكن ليست كل الزيجات سعيدة، وعلينا أن ننظر في نوعية العلاقات، وألا يتوقف الأمر فقط على وجودها أو كميتها".

وقالت الدكتور نانسي جيه. دونوفان، طبيبة نفسية متخصصة في الشيخوخة وباحثة في علم الأعصاب في مستشفى بريجهام ومستشفى النساء في بوسطن، في مقابلة:" هناك علاقة بين الشعور بالوحدة والتفاعل الاجتماعي، ولكن ليس على الجميع، وقد يكون من الأبسط أن نقترح على الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أن يتفاعلوا أكثر مع الآخرين".

ولا يتقصر الشعور بالوحدة بين كبار السن فقط، بالرغم من أن معظم الدراسات ركزت على آثار الشعور بالوحدة على كبار السن، إلا أن الدكتورة هولت- لونستاد، التي حللت هي وزملائها 70 دراسة شملت 3.4 مليون شخص، وجدت أن ذروة الشعور بالوحدة تكون لدى المراهقين والشباب، ثم تعود مرة أخرى للكبار السن.

ووفقا للوكيس هوكلي، عالمة الأبحاث الكبيرة في المركز الوطني لبحوث الرأي العام في جامعة شيكاغو، فإن الشعور بالوحدة ينخفض من سن البلوغ إلى منتصف العمر، ولا يصبح بنفس القوة مرة أخرى حتى سن الشيخوخة. ويشعر 30 بالمئة فقط من كبار السن بالوحدة في أغلب الأحيان، وفقا لبيانات من المشروع الوطني للحياة الاجتماعية والصحة والشيخوخة.

وتضيف هولت- لونستاد "وجدنا محاطر أكبر على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، مقارنة بهؤلاء الذين تجاوزا الـ65 عامًا، ولا يجب أن يكون كبار السن هم موضع التركيز الوحيد لآثار الوحدة والعزلة الاجتماعية، ولكننا نحتاج إلى التركيز على الأعمار الأخرى".

وعلاوة على ذلك، قالت إنه بالرغم من أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان الشعور بالوحدة أو العزلة الاجتماعية له تأثيرا أقوى على الصحة وطول العمر، إذا وضعنا في عين الاعتبار أن التواصل الاجتماعي من بين الاحتياجات الانسانية الأساسية، فلا يمكن تجاهل مخاطر العزلة الاجتماعية، حتى إذا لم يشعر الشخص بالوحدة.

ومن المثير للاهتمام، أن نتائج دراسات حديثة أشارت إلى أن الشعور بالوحدة قد يكون من العلامات الإصابة بمرض الزهايمر، وبالنظر إلى نتائج الدراسات التي أجريت في جامعة هارفارد على 79 شخصًا طبيعي الادراك يعيشون في المجتمع. ووجد الدكتور دونوفان وزملاؤه علاقة مشتركة بين إجابة المشاركين على الاسئلة الثلاثة المتعلقة بالوحدة ومقدار الأميلويد في أدمغتهم، ويعتبر تراك الاميلويد مؤشرا رئيسيا للاصابة بالزهايمر.

وفي دراسته، لم يربط دونوفان بين الوحدة ومقدر العلاقات الاجتماعية للأشخاص أو نشاطهم أو حتى وضعهم الاجتماعي أو الاقتصادي، ومع ذلك في دراسة أخرى على أشخاص في الخمسين من عمرهم وأكبر، نُشرت في وقت سابق هذا العام في المجلة الدولية للطب النفسي الشيخوخي، قال الدكتور دونوفان وزملاؤه غن الوحدة ترتبط بتدهور الوظائف المعرفية على مدى 12 عامًا، بينما لم تتسبب الوظائف المعرفية السيئة في زيادة الشعور بالوحدة.

وعندما اختبر الباحثون نتائج عن كثب، وجدوا أن الاكتئاب، حتى لو كان معتدلا نسبيا، له تأثير أكثر من الشعور بالوحدة على خط التدهور المعرفي.

ووجد الدكتور دونوفان وزملاؤه، إن هناك أدلة قاطعة على العلاقة بين تفاقم الأعراض الاكتئابية وتدور الادراك من الحالة الطبيعية إلى الضعف الادراكي، ومن ضعف الادراك إلى الخرف. وأشار إلى أن النتائج التي توصلوا إليها وإلى نتائج الآخرين، واقترحوا أن الشعور بالوحدة وكذلك درجة الاكتئاب يكون لهم تأثير مرضي مماثل على الدماغ.

وهي كلها مسائل تُثير السؤال التالي" كيف يمكن مواجهة الوحدة والعزلة الاجتماعية للمساعدة على منع التدهور المعرفي وغيره من الآثار الصحية الضارة على الانسان".

وتضمنت الاقتراحات المتعلقة بالبالغين الذين يشعرون بالوحدة أو العزلة الاجتماعية الالتحاق بصفوف، أو الحصول على كلب، أو القيام بأعمال تطوعية، والانضمام إلى مراكز كبرى. وهناك برنامج بريطاني يُدعى " Befriending" يقوم على تواصل شخص مع آخر من قبل متطوع يجتمع بانتظام مع الشخص الذي يشعر بالوحدة.

وبينما أظهرت الأبحاث أن هذه البرامج قد تُحدث تحسنا ملحوظا في الشعور بالاكتئاب والقلق، إلا أن نتائجها طويلة المدى غير معلومة. وفي دراسة قامت على 14 جلسة للبرنامج البريطاني، لم يتم العثور على أي فوائد كبيرة تعود من البرنامج على شعور الأشخاص بالاكتئاب، أو تغير نوعية حياتهم، أو تؤثر على درجة شعورهم بالوحدة، أو احترام الذات.

وهناك برنامج أخر يُدعى "Listen"، أعدته لوري ثيكة في كلية التمريض في جامعة فرجينيا الغربية، وهو شكل من أشكال العلاج السلوكي لمواجهة الشعور بالوحدة، يعتمد على خمس جلسات لمدة ساعتين بين مجموعات صغيرة من الناس الذين يشعرون بالوحدة، لمساعدتهم على اكتشاف ماذا يريدون من العلاقات، واحتياجتاهم، وأنماط السلوك والتفكير.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان