إعلان

بدايتي جديدة في السنة الجديدة

04:57 ص الإثنين 09 يناير 2012

بدايتي جديدة في السنة الجديدة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث
بقلم: ثمينة شاهيمحان رأس السنة الجديدة ودقت ساعة عرض شريط الأحداث التي عشناها في خلال الأشهر المنصرمة.نسترجع كل ما مررنا به من أحداث فننظر الى بعضها بندم وبعضها الآخر يبعث فينا شعورا ً عظيما ً من السعادة. وبينما نقوم بهذه المغامرة الفكرية في ذاكرتنا نقطع وعودا مختلفة ومتنوعة على أنفسنا حيال التصرفات او الأحداث التي نرغب بتكرارها او تلك التي ترغب بمحيها ورميها في كتب التاريخ المنسية.لطالما يجلب العام الجديد معه كل أنواع الأمل والخيارات الجديدة فإننا نراه فرصة للقيام بتغييرات في حياتنا . وعندما نفكر بالاحتمالات الجديدة نرسم أنفسنا في وسط تلك اللوحة و نبدأ بتخيل نفس جديدة و مكتملة. و بذلك نعمل على تصميم “أنا” جديدة، وابتكار صورة مختلفة جدا ً عما نحن عليه الآن.بعض المواضيع التي نسعى للتعامل معها سنة بعد سنة هي الاختلافات في الشخصية والمظهر الخارجي ومستوى النشاطات وعلاقتنا مع الآخرين و كمية الوقت الذي نقضيه مع العائلة و الأصدقاء أو حتى الإقلاع عن بعض العادات مثل التدخين و/أو تناول الوجبات السريعة.فموسم الاعياد يصف علاجا ً سهلا ً مكوناً من تلك التخيلات والأمنيات في هذا الوقت من السنة ولكن لا تصل كلها الى أعماق الاقتناع الداخلي والدافع. وغالبا ً ما تتلاشى بعيدا ً مثل وجع الرأس. إذ أننا نتخذ قرارات متأرجحة تذهب طي  النسيان بعد اسبوع أو أسبوعين وتعدود لتطاردنا من جديد في شهر كانون الاول المقبل.ولكن بالنسبة لبعض منّا فإن النية لإحداث تغيير والالتزام يقرارات السنة الجديدة تنبع من اعماقنا فنستعين بالصفحة الاولى من الرزنامة الجديدة كعجلة تحرك نوايانا الحسنة. في بعض الاحيان توصلنا هذه العجلة مباشرة الى الوجهة التي نريدها ونحقق بذلك اهدافنا ولكن في احيان اخرى بدلا من ان توصلنا العجلة الى النادي فإنها تذهب الى اقرب محل كريسبي كريم ولا تتحرك مجدداً الى ان تتناول دزينة من قطع الدوناتس الشهية التي يضعف كل كائن امامها.واما الاخبار السيئة التي يجب التشديد عليها هي ان تلك القرارات الفاشلة قد تسبب ضربة موجعة ودائمة للنفس مما يؤدي الى اضعاف قدرتنا على تحديد الاهداف واحداث التغييرات في حياتنا. فبعد فشلنا في الاتزام بقرارات السنة الجديدة نبدأ بالشك في قوتنا وقدراتنا على القيام بتعديلات ايجابية.ويعود الاختلاف بين النوايا الحسنة والنوايا الفاشلة الى سبب واحد وهو الاعتراف بأن تغيير النفس من اصعب الاشياء التي يمكن للمرء القيام بها.وبحسب ما قالته مارانو في مجلة “Psychologies” فبين من نحن عليه الآن والصورة المثالية التي كوناها عن نفسنا يكمن الواقع العسير لعاداتنا المتأصلة.وتذهب بالقول بأن التغيير ليس مستحيلا ولكن ليس من المرجح ان يستمر إلا إذا دعمنا قراراتنا بخطط مدروسة لتحقيقها. لذلك علينا ان نفصل كل المراحل والخطوات التي سنتبعها لتحقيق هدفنا لكي نضع نوايانا تحت السيطرة.فمعظم القرارات التي نتخذها تصدر عن الحزن و اليأس و يمكن لهذه الطاقة ان تحرك عملية التغيير لاسابيع قليلة فقط. ولكن الطاقة الوحيدة التي تضمن النجاح هي الوقوع في حبّ المستقبل. فمثلا ًلدى بناء منزل نبدأ برسم مخطط للمنزل المكتمل وعندها فقط يمكننا البدء بالبناء. فالخطوة الاولى و الاساسية في العمل هي تكوين فكرة واضحة عن المستقبل الرائع و لكنها بالطبع ستثير حواجز نفسية. لذلك فإن خطوة العمل التالية هي تحديد المخاوف والشكوك حول النجاح ومن ثم النظر الى ما تخبئه تحتها لنكشف القناع عن الاعتقادات الجوهرية التي نحملها عن نفسنا و التي تخرب جهودنا للتغيير و عندها نكون جاهزين لرسم طريقنا وعلينا إذاً أن نحدد تسلسل جميع الخطوات الصغيرة التي تفصل ما نحن عليه الآن عما نريده.ووفق الدكتور  pychyl علينا ايضا ً ان نترك فسحة صغيرة في جهدنا الجديد للتنظيم الذاتي وعلينا توقع الفشل في ذلك احيانا ً. ولكن ما يجب الاحتراس منه هو تأثير عبارة “و من يكترث”.فمثلا ً اذا كان هدفك خسارة الوزن باتباع حمية والامتناع عن الحلويات ولكن في ليلة ما تشعرين بالحاجة إلى تناول كعكة وتعلمين أن هناك علبة من تلك التي تعشقينها في حجرة المؤن فتأكلين كعكتين وتنظرين إلى العلبة وتدركين أنك تناولت 367 سعرة حرارية فتقولين لنفسك “ومن يكترث” وتأكلين كل ما في العلبة.وبعدها تبدأين برسم كل الاستنتاجات المزعجة عن نفسك، فتحصيننها من ذلك بإسقاط هدفك وتقولين “الحمية ليست مهمة بالنسبة لي وبأي حال لن أنجح باتباعها” فتتخلين عن الهدف.فبدلاً من أن تأكلي العلبة بأكملها وتهزأي بالقرار الذي كان عزيزا عليك سابقاً وتذهبي إلى أقرب مصنع حلويات لتلتهمي كل المؤن الموجودة، توقعي الفشل من حين لآخر ولا تُدخلي نفسك في تدابير عقابية ولكن عودي إلى الطريق الصحيح. حظاً موفقاً وعاماً سعيداً.وتذكري أنه كلما توصلت إلى المزيد من النتائج كلما عاد ذلك بالنفع عليك.ثمينة شاهيم كاتبة وأستاذة مساعدة في علم النفس وفي الوقت الحالي تلقي محاضرات في دبي. كما أنها تعمل كمستشارة ثقافية لدى HRI. تلقت تعليمها وعملت في مختلف أنحاء العالم مثل الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وهولندا والإمارات العربية المتحدة. تقدم برنامجاً على الراديو ( Psyched Sundays) من الساعة 10 صباحا حتى الساعة 12 كل نهار أحد على إذاعة عين دبي Dubai Eye 103.8 FM لمناقشة أهم المواضيع السيكولوجية في مجتمعنا.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان