الشخصية المدخنة
03:00 ص
الإثنين 06 مايو 2013
تغيرت نظرتنا تجاه التدخين بشكل جذري خلال العقدين الماضيين. لم تكن هذه العادة تعتبر سيئة أو خطيرة بل بالعكس كانت راقية وممتازة وأما اليوم فنعرف أن لا امتياز في هذا العادة السيئة التي قد تقتلك وتؤثر على أحبائك.يتنوع المدخنون كما تتنوع تصنيفات الألوان. البعض يقول إنه مدمن على النيكوتين وآخرون يدخنون في السر ومنهم من يدعي أنهم قليلًا ما يدخنون مثلاً في رفقة الأصدقاء أو لدى الشعور بالاكتئاب.بغض النظر عن أي نوع من المدخنين تكون لا يمكن إنكار واقع أن الادمان على النيكوتين بقوة أي مادة تسبب الادمان وتضر بصحتنا وسلامتنا. هذا لأنها تسبب أعراضًا جسدية لدى الانقطاع عنها. بالاضافة إلى ذلك يبني الجسم تقبلًا لها لذا كلما دخننا كلما يجب زيادة الجرعة للحصول على نفس التأثيرات المطلوبة.بعض علماء النفس يظنون أن العامل المؤثر لإمكانية تحولنا إلى مدخنين لاحقًا في حياتنا مرتبط بالعمر الذي دخننا فيه أول سيجارة. كلما كانت اللذة و/أو ضغط الأصدقاء أعلى وكلما كانت العواقب السلبية أقل مثل كشف أمر الشخص/ العقاب أو الشعور بالمرض كلما كان من المرجح أن يمشي في طريق الادمان على التدخين وتبذير المال على الضرر المقصود للصحة. حسب أسعار اليوم إذا دخنت علبة من السجائر يوميًا على مدى 10 سنوات سينتهي بك الأمر بصرف 36.000$ وهو مبلغ كاف لشراء سيارة جديدة والحاجات الأساسية للعائلة أو التبرع لجمعية خيرية تستحق المال. ولا نذكر أيضًا أن التدخين يخفض متوسط العمر المتوقع بمعدل 7-8 سنوات. هذا يعني أن كل سيجارة تقصر حياة المدخن 8 دقائق.تتضمن متغيرات أخرى مرتبطة بالتدخين سمات الشخصية مثل الاندفاع (التصرف من دون التفكير بالعواقب) والعصابية (المشاعر السلبية والقلق معظم الوقت)، “تشير المعلومات إلى أن التدخين لدى الشباب البالغين هو اندفاعي” بحسب أندرو ليتلفيلد تلميذ دكتوراه في فرع علم النفس في كلية الفنون والعلوم. “هذا يعني أن من هم في عمر 18 يتصرفون من دون النظر إلى العواقب ويفضلون المكافآت السريعة على العواقب السلبية في المدى الطويل. قد يقولون “أعرف أن التدخين سيء ولكنني أقوم به في جميع الأحوال”. ولكن نرى أن بعض الأفراد الذين ينخفض لديهم الاندفاع بشكل كبير يميلون إلى الاقلاع عن التدخين. إذا استطعنا استهداف الجهود التي تقف ضد التدخين عند ذلك الاندفاع قد يساعد ذلك اليافعين في الاقلاع عن التدخين”.والسؤال المثير للاهتمام هو كيفية التحكم بالاندفاع المرتبط بالتدخين الذي يبدأ بتحول محدد يدور في دماغنا ويشير لنا بالتقاط سيجارة بينما يمنع تفعيل إشارة أخرى توقفنا أو تقدر على التحكم بالاندفاع الأساسي؟ ماذا يحصل للاشارة الموقفة الثانية وكيف نتطور ونقوي ذلك المنع؟الفشل في مقاومة تصرف أو سلوك اندفاعي يكون مضرًا لنفسنا أو للآخرين قد يكون دليلًا على مشكلة نفسية عميقة وبالتالي يجب التحكم بالاندفاع والسيطرة عليه لكي لا تتأثر جوانب أخرى من حياتنا من خلال الانغماس في رغبات خطيرة.إليك بضع خطوات يمكنك تجربتها لبدء عملية التحكم بالاندفاع:- أجل الاندفاع أو الرغبة- تفاوض مع الاندفاع من خلال تقييم التكاليف والفوائد بشكل منطقي- استبدل الرغبة في تدخين سيجارة ببديل آخر ممتع وصحي- اشغل نفسك بمهمة أخرى- كافىء نفسك لمحاربة تلك الدوافع- اشرب بضع كؤوس من المياه بدلًا من ذلك- أخبر الآخرين أنك أقلعت فهذا يجعلك مسؤولًا عن إعلانك- اطبع صورة صغيرة عن رئتي مدخن واحتفظ بها في محفظتك. انظر إليها في كل مرة تشعر بالحاجة للتدخين- تجنب العادات المكملة التي قد تحرك الدافع- لا تضحك على نفسك بالقول “سأدخن واحدة فقط”، هذا مستحيل يبدأ الأشخاص بالتدخين لأسباب عديدة ولكنهم يتابعون لسبب واحد ويصبحون مدمنين على النيكوتين. الخبر الجيد أنه بعد بضع ساعات فقط من الاقلاع سوف تشعر بتغييرات جسدية وبتجديد يمكن أن يساعد على شفاء كل ما قد تضرر نتيجة الانصياع لاندفاعنا. المثير للاهتمام أن الدوافع تشبه عضلة نامية بشكل جيد ولكن ما إن تتوقف عن استخدام العضلة عبر محاربة رغبتك حتى تخسر قوتها وتتلاشى.بالتالي لا تعتبر الاقلاع عن التدخين لتحسين حالتك الجسدية فقط بل أيضًا لتقوية شخصيتك لتكون سيدًا على عقلك ورغباتك وليس العكس.
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى:
قالوا عن الصداقة عبر العصور