هل يمكنك أن تكون عبقريّاً كطفلك؟

كتب محمد الصفتي:الأطفال عباقرة، لا شكّ في ذلك، فمن من الكبار يستطيع إتقان لغات وسلوكيّات وعادات دون تدريب مكثّف وتعليم مباشر لسنوات وسنوات؟ الأطفال يفعلون ذلك وهم دون الخامسة من العمر والسرّ في ذلك مايسمّى الذاكرة التصويريّة أو Photographic Memory وهي تلك الهبة السرّيّة التي  يحملها كل إنسان على كتفيه ولا يدري عنها شيئاً.فالأطفال يبدأون رحلة التعلّم مبكّراً جدّاً ربّما قبل الولادة وهم في رحم الأمّ حتّى أنّ الخبراء ينصحون بأن تقرأ لطفلك حديث الولادة لتحفيز قدرات التعلّم لديه. والطفل منذ الولادة وحتى عمر عام واحد يكون في حاجة للتحفيز الدائم حتّى ترتقي قدراته على التعلّم باستخدام للذاكرة التصويريّة.وتستمرّ الذاكرة التصويريّة لدى البعض عقب تخطّيهم عمر الخامسة وتكون سبباً في عبقريتهم وقدراتهم الفائقة كهؤلاء الذين يحفظون القرآن الكريم كاملاً أو يحصلون على شهادات متقدّمة في علوم الحاسب الآلي وهم في السابعة أو الثامنة من العمر. ويبدأ الطفل في فقدان القدرة على استخدام الذاكرة التصويريّة مع الالتحاق بالمدرسة وبدء تعلّم القراءة والتعوّد على أسلوب (الصمّ) و (حشر) المعلومات بطريقة مباشرة وهي السبل التي تتعارض مع طريقة عمل الذاكرة التصويريّة حيث أنّ تلك الهبة هي وظيفة طبيعيّة للمخّ لا وظيفة مكتسبة كالقراءة، ولذا تجد دائماً من يحتفظون بقدراتهم في استخدام الذاكرة التصويريّة يعتبرون متمرّدين نوعاً على المدرسة.ولكن هل يمكن للكبار محاولة استعادة القدرة على استخدام تلك الهبة الخياليّة التي -على سبيل المثال- تمكّنك من قراءة 25000 كلمة في الدقيقة في حين انّ المعدّل العادي يبلغ 250 كلمة في الدقيقة فقط؟ يمكن هذا بتعلّم ما يسمّى بالتصوير العقلي Mental Photography وهي طريقة تساعدك على تحفيز عقلك لإعادة تشغيل تلك القدرة الفائقة التي توقّف تشغيلها بعد سن الخمس سنوات وتعلّم القراءة ولكّنها لا زالت هناك في انتظار من يحفّزها وتوجد في الغرب الآن كثير من المراكز التي تقدّم دورات وتعقد ورش عمل لتعلّم القراءة السريعة وتحفيز العقل لاستخدام الذاكرة التصويريّة باستخدام استراتيجيّات علم النفس والطرق التي يتبعها علماء مشهورين في مجال التدريب على التصوير العقلي مثل  د/ “ريتشارد ويلش” Richard Welch و د/ ” بول شيل” Paul R. Sheele وتهدف تلك الاستراتيجيّات لإعادة استخدام 98% من قدرات عقلك الخفيّة التي لم تعد تستخدمها بعد سن الخامسة حيث لا يستخدم الإنسان بعد ذلك سوى نحو 2% من قدرات عقله الظاهرة.