النوم مفتاح الجمال”
03:00 ص
السبت 29 سبتمبر 2012
“النوم مفتاح الجمال” … كثيراً ما تتردد هذه العبارة بين النساء والفتيات اللائي يحلمن بأن يتمتعن بوجه مشرق وبشرة تشع حيوية ونضارة، غير أن الكثير منهن لا يؤمن بصحة هذه المقولة ويعتبرنها واحدة من أكثر أساطير الجمال شيوعاً. ولكن الأطباء والعلماء يؤكدون أن هذه المقولة حقيقة وليست أسطورة، مشترطين لذلك أن يكون النوم صحياً وهانئاً.تجدد البشرةوأوضح ريتشارد روهرر، طبيب الأعصاب بمركز طب النوم التابع لمستشفى زاربروكين الألمانية :”بالطبع يلعب النوم دوراً هاماً للغاية في حصول الجسم على الراحة والاستشفاء المطلوبين”. وعن الأضرار الجمالية لنقص النوم يقول روهرر :”مَن لا يأخذ قسطاً كافياً من النوم ليلاً، يعاني من شحوب البشرة وجفافها صباحاً، فضلاً عن ظهور هالات سوداء أسفل العينين”.ويلتقط البروفيسور يورغن تسوللي، الباحث في دراسات النوم بجامعة ريغنسبورغ الألمانية طرف الحديث ويقول :”أثناء النوم يتم إفراز أحد هرمونات النمو الذي تتمثل وظيفته في تجدد البشرة واستعادتها لنضارتها وحيويتها”. ويتابع تسوللي :”إذا حدث خلل بمرحلة النوم العميق التي تعد أهم مقومات إفراز هذا الهرمون، فسوف يصبح الجلد أكثر نحافة، ومن ثم تظهر به التجاعيد”.وأكدت خبيرة التجميل الألمانية على ضرورة تنظيف البشرة جيداً قبل الخلود إلى النوم، موضحة أهمية ذلك بقولها :”إذا لم يتم تخليص البشرة من بقايا الماكياج قبل النوم، فسوف تتعرض المسام للانسداد، مما يحول دون تدفق الشحوم التي تعمل على ترطيب البشرة. وستكون النتيجة حينئذ بشرة غير نقية تعاني من البثور”.وأشار البروفيسور تسوللي إلى أن نقص النوم يعزز أيضاً من فرص زيادة الوزن، مما يشوه بطبيعة الحال الشكل الجمالي للجسم، أما النوم الهانىء فيحول دون ذلك، قائلاً :”أثناء النوم يتم إفراز هرمون تتمثل وظيفته في عدم الشعور بالجوع، الأمر الذي يتيح البقاء دون تناول الطعام لمدة تصل إلى عشر ساعات”.ساعات النوموعن المدة المثالية للنوم الهانىء يقول تسوللي إن ساعات النوم التي يحتاجها الجسم تختلف من شخص إلى آخر، مشيراً إلى أن متوسط ساعات النوم المثالي يتراوح بين سبع إلى ثمان ساعات. ويؤكد البروفيسور الألماني أن هناك أشخاص يكتفون بخمس أو ست ساعات نوم، كي يتجدد جسمهم ويستعيد نشاطه وحيويته، في حين يحتاج آخرون إلى مدة أطول تصل إلى عشرة ساعات، كي يستفيد جسمهم من الآثار الإيجابية للنوم الهانىء.ويلفت البروفيسور الألماني إلى أن الإنسان يمكنه اختبار ما إذا كان قد تمتع بنوم هانئ ليلاً أم لا بطريقة بسيطة للغاية تتمثل في مدى شعوره باللياقة الذهنية والقدرة على بذل المجهود خلال النهار. ويؤكد تسوللي أنه من الطبيعي أن تنخفض معدلات الأداء في منتصف النهار، حتى مع التمتع ليلاً بنوم هانىء، لذا فهو يوصي بأخذ قيلولة في منتصف اليوم، كي يتسنى للجسم إعاده شحن طاقته ومواصلة بقية اليوم بنشاط وحيوية.البيئة المثاليةوللتمتع بنوم صحي وهانىء يجدد البشرة ويعيد إليها نضارتها وحيويتها يحتاج الإنسان إلى النوم في بيئة مثالية. ويحدد طبيب الأعصاب الألماني روهرر مواصفات بيئة النوم المثالية بقوله :”ينبغي أن تتسم غرفة النوم بالهدوء وتخلو من المثيرات العصبية التي تعكر صفو النوم، مثل الساعات التي تكون في مرمى العين أو التي تصدر عقاربها صوتاً”.ويتابع روهرر :”من المهم أيضاً أن تسود الغرفة درجة حرارة لطيفة، وليست باردة جداً، كما ينبغي أن تكون الغرفة معتمة بشكل جيد. وبالطبع ينبغي النوم بعيداً عن الشخير المزعج لشريك الحياة”.ويؤكد طبيب الأعصاب الألماني روهرر على أهمية تهيئة الجسم للنوم، وذلك من خلال تصفية الذهن وعدم التفكير في المشاكل قدر المستطاع وممارسة بعض الأنشطة التي تبعث على الراحة والاسترخاء، مثل قراءة كتاب أو مشاهدة التلفاز.وأضاف روهرر أن ممارسة الرياضة مساءً تسهم أيضاً في التمتع بنوم صحي وهانىء، شريطة أن يتم ممارستها على نحو خفيف وليس في وقت متأخر للغاية، وإلا فقد تؤدي إلى نتيجة عكسية وتصعب من الخلود إلى النوم.ويستطرد الطبيب الألماني ويقول إن الطعام يلعب هو الآخر دوراً هاماً في الحصول على نوم مريح. لذا فهو ينصح بتناول العشاء مبكراً؛ لأن تناول الطعام في وقت متأخر ليلاً يُبقي الجهاز الهضمي في حالة عمل، مما يصعب بالطبع من عملية الخلود إلى النوم. كما ينصح روهرر بتجنب احتساء المشروبات المحتوية على الكافيين المعروفة بتأثيرها المنبه بعد الساعة الخامسة مساءً قدر الإمكان.
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى:
التهاب المسالك البولية لدي الأطفال.. أعراضه وسُبل علاجه