لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السلطان قابوس يفتتح مكتبة قصره أمام طلاب المعرفة

02:08 م الخميس 27 سبتمبر 2012

السلطان قابوس يفتتح مكتبة قصره أمام طلاب المعرفة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث
صار بإمكان عشرات الآلاف من العمانيين والمقيمين في سلطنة عمان دخول “حصن الشموخ” وهو أحد أحدث قصور السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والمشي في أحد ردهاته الجميلة الموصلة إلى مكتبة القصر ليستمتع بأجواء القصور، ورؤية أجمل ملامح المعمار العماني الذي شيد به القصر. وتفاجأ الكثيرون عندما أُعلن أن السلطان قابوس قرر أن يفتح مكتبة القصر أمام طلاب العلم والمعرفة والباحثين.“وحصن الشموخ” قصر شخصي للسلطان يطيب له المقام فيه نظرا لبعده عن العاصمة مسقط حيث يقع في ولاية منح بمحافظة الداخلية   على بعد حوالي 250 كم  عن مسقط نظرا لتمتع المنطقة بالهدوء ونقاء الجو. وتغيب عن عمان أي مكتبة وطنية أو عامة، او حتى متاجر لبيع الكتب رغم المطالبات الملحة والمتكررة.واعتبر بيان صحفي صادر عن المكتبة أنها “تتويجا للمشهد الثقافي العماني الذي تشهده السلطنة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد”.. وأنها تحمل “رسالة ثقافية ومعرفية شاملة للمجتمع بما تحويه في جنباتها من معارف وما تقدمه من خدمات”.وبدا أن السلطان يريد أن يحول القصر من خلال المكتبة إلى منبر من منابر العلم ومركز للإشعاع الحضاري نظرا لضخامة المكتبة وتقنياتها الحديثة في مجال الفهرسة والكتب الإلكترونية. وتوفر المكتبة حسب القائمين عليها أمهات الكتب والمراجع والدوريات العلمية المختلفة في مختلف مجالات المعرفة وصنوفها. إلا أن أحد أهداف المكتبة هو سد الفراغ المعرفي الحاصل في ظل غياب مكتبة وطنية كبرى يستفيد منها الباحثون من العمانيين والعرب أو من المستشرقين وهي بذلك توفر معلومات تغطي مجالات العلوم والمعرفة الإنسانية وتقدم خدمات مرجعية وبيئة إيجابية للدراسة والبحث من خلال توفر تسهيلات مكتبية مناسبة لروادها من المشتغلين بالبحث العلمي من طلاب الجامعات وأعضاء الهيئات العلمية والأكاديمية والأطباء والعاملين بمركز البحث.ويصف الدكتور خليفة الجهوري المكتبة بأنها “منارة من منارات الثقافة، ومرحلة من مراحل الاهتمام الحقيقي بالعلم والمعرفة”، لكنه في المقابل تمنى لو كانت هذه المكتبة في محافظة مسقط”. وللسلطان قابوس قصر شخصي آخر في محافظة مسقط شيد في مرحلة الثمانينيات، إضافة إلى قصر الحكم الحكومي والمسمى”بقصر العلَم”.وواكبت مكتبة “الشموخ” التطوير الحديث الذي يشهده قطاع المكتبات من خلال توفير المواد المرئية والمسموعة وتقديم التسهيلات المختلفة للحصول على المعرفة، الأمر الذي اعتبر انتصارا للتوجهات الحديثة نحو الكتاب الرقمي والتطبيقات الإلكترونية الحديثة التي دخلت الحياة من كل أبوابها.ولاقت مبادرة السلطان قابوس الكثير من الترحاب في الأوساط الثقافية والأكاديمية حيث اعتبر الأديب أحمد بن عبدالله الفلاحي افتتاح المكتبة السلطانية أمام طلاب العلم حدث ثقافي مهم، لكنه ليس غريبا على السلطان قابوس المحب للعلم والعلماء والمثقفين وأحد رعاة الفنون في العالم.وشبه الصحفي بجريدة عمان الرسمية محمد الحضرمي مكتبة حصن الشموخ ببيت الحكمة في عصر الدولة العباسية، إلا أنه بدا منزعجا من بوابات التفتيش قبيل دخول المكتبة.وتتمتع المكتبة بنظام فهرسة إلكتروني يسهل على الباحثين الوصول المباشر إلى المادة العلمية التي يبحثون عنها.وتبلغ المساحة الداخلية لمبنى المكتبة حوالي 3000 متر مربع. ويتكون مبناها من دورين، وقد تمت تهيئة مكان في الدور الأول للاستقبال، إضافةً إلى ما يحويه من مجموعات تتمثل في المجموعة العمانية ومجموعة المراجع وخدمات المعلومات ومجموعة الدوريات وقاعة الحاسب الآلي والإنترنت.أما الدور الأرضي فقد توزعت بين جنباته المجموعات العامة، إضافة إلى قاعة المطالعة الرئيسية وغرفة المطالعة الفردية وقاعة المحاضرات، كما تم تخصيص قاعة أخرى في هذا الدور للكتب التي وصلت حديثاً، بهدف إطلاع القراء والباحثين على جديد المكتبة من الكتب والمراجع وغيرها من أوعية الثقافة والعلم.ورأى الباحث في العلوم الإنسانية مستهيل بن ناصر المعشني أن المكتبة تعد إضافة مهمة للمشهد الثقافي العماني، وهو في الوقت نفسه خطوة قوية لدعم الثقافة من السلطان قابوس الذي حول قصره إلى منبر للعلم والعلماء، حيث سيتم تسهيل الحصول على المعرفة والمراجع والدوريات النادرة والتي مضى عليها عشرات السنوات.إلا أن نظام الإعارة العادي غير موجود في المكتبة حتى الآن، إلا أن المكتبة تعتمد نظام إلكتروني للإعارة حيث يستطيع الراغب في استعارة الكتاب تحميله إلكترونيا وفق شروط حقوق الملكية الفكرية لمدة أسبوعين وفق نظام إلكتروني شديد الدقة. ويتواجد الكتاب العماني الحديث والقديم في المكتبة بشكل جيد حيث خص له مجموعة خاصة.وتضم المكتبة بين جنباتها ست مجموعات مختلفة، حملت المجموعة الأولى اسم “مجموعة عمان”، وهي تُعنى بمصادر المعلومات ذات السمة العمانية والمكتوبة عن السلطنة من قِبل الباحثين العمانيين وغيرهم في كافة الموضوعات باللغتين العربية والانجليزية، إلى جانب مؤلفات الباحثين العمانيين ودراساتهم في أي مجال.وتضم المجموعة الثاني المراجع، وتحتوي على مصادر المعلومات المرجعية (كالموسوعات والقواميس وكتب الحقائق وغيرها) في كافة فروع المعرفة التي يحتاج الباحثون إليها في استخراج البيانات والمعلومات، بينما المجموعة الثالثة للدوريات المختلفة الشهرية منها والفصلية، أما المجموعة الرابعة التي تضمها المكتبة فهي مجموعة الكتب العامة بحسب تسميتها، وتحتوي على جميع المصادر العلمية في شتى فروع المعرفة.ويضاف  إلى ذلك  وسائل المعرفة الجديدة المتمثلة في المواد السمعية والبصرية، حيث أفردت لها مجموعة خاصة باسم مجموعة المواد السمعبصرية، وهي في مجملها برامج علمية ووثائقية متوفرة على أقراص مليزرة، وحرصت المكتبة على توفير الأجهزة المناسبة التي تمكن الباحث والدارس من الاطلاع على هذا النوع من الأقراص.أما المجموعة السادسة فهي مجموعة المصادر الإلكترونية، وهي عبارة عن اشتراكات في مصادر معلومات إلكترونية كاملة النص باللغتين العربية والانجليزية كالكتب والدوريات والمصادر المرجعية المتنوعة في مجالات الاقتصاد والإدارة والتربية ومختلف التخصصات الأخرى والتي بدأت منذ فترة زمنية طويلة يعود بعضها إلى عام 1940، حيث تتوفر في الفترة الحالية أكثر من 1257 دورية وأكثر من  824  مؤتمراً، جميعها باللغة العربية، أما بالنسبة للغة الإنجليزية فتتوفر مليون وأربعمئة ألف رسالة أكاديمية وأكثر من  31 ألف دورية وأكثر من  75 ألف كتاب.وتستخدم المكتبة في فهرستها نظام سيمفونيSymphony في إدارة أعمال المكتبة ومجموعاتها، وهو يتيح لمرتادي المكتبة البحث بسهولة ويسر للوصول للكتب التي يريدها. كما أن للمكتبة موقع إلكتروني يمكن للباحث الدخول إليها عبره. ويتوقع ان يكون عدد زوار المكتبة كبير جدا بسبب وجودها داخل القصر السلطاني ليكون دخول القصر أحد دوافع زيارة المكتبة وإن كانت في مكان بعيد عن العاصمة مسقط. وهو ما يشكل رمزيا على الأقل جسرا بين الحاكم والمحكوم حتى لو كان ذلك الجسر يمر عبر مكتبة ثقافية وعلمية.

فيديو قد يعجبك: