المظهر الطبيعي .. اتجاه جديد يسود عالم الأرضيات

مع ازدياد صخب الحياة اليومية وكثرة أعباء العمل التي لا تنتهي، يجد المرء في منزله واحة للهدوء والاسترخاء توفر له فرصة لالتقاط الأنفاس وتجديد الحيوية والنشاط، لكي يواصل مسيرته في الحياة بنجاح.ولتحقيق هذا الهدف ينبغي أن تسود أجواء مريحة في المنزل، لكي ينعكس صدى ذلك على المرء نفسه ويشعر بالارتياح. وفي الوقت الحالي يسود عالم الديكورات الداخلية بالمنازل اتجاه جديد نحو الأرضيات الخشبية أو الأرضيات ذات مظهر الخشب الطبيعي، في حين انخفض الإقبال على سيراميك الأرضيات ذي اللون الأبيض، كما تراجع الاتجاه نحو فرش غرفة المعيشة بسجاد وثير.الخشبوتمتاز الأرضيات الخشبية بأنها تلبي احتياجات الإنسان؛ لأن هناك كثيرٌ من الأشخاص يعيشون في المدن الكبيرة الصاخبة، وتحيط بهم الأجهزة التكنولوجية على مدار الساعة، ولا توجد هناك فرصة للاستمتاع بالأجواء الطبيعية. وأوضحت غابرييلا كايزر، محللة اتجاهات الموضة بمدينة فايسدورف الألمانية :”لذلك من الطبيعي أن ينتاب المرء شعور بالارتياح عندما يكون محاطاً بالخامات الطبيعية في منزله”.وهذا ما ينطبق على الأرضيات، حيث تلتقط كاتارينا زيملنغ، خبيرة السكن بمدينة أولدنبورغ، طرف الحديث وتقول :”كلما كانت الخامات المستخدمة في المنزل طبيعية، تزداد الأجواء المريحة في الغرفة، وينعكس ذلك بالطبع على المرء”.ويزداد الإقبال حالياً على الأرضيات الخشبية التي تبدو أنها مستخدمة منذ فترة طويلة. وتعلل الخبيرة الألمانية زيملنغ هذا الاتجاه المعروف باسم «used-look» بقولها :”المظهر العتيق يثير لدى الكثيرين الشعور بالحنين إلى الماضي”.وبالتالي يأتي الخشب في أرضيات الباركيه بمظهر قديم عن عمد، فضلاً عن عدم معالجة التجزيعات والعقد الطبيعية. حتى أن الأرضيات الخشبية قد تظل محتفظة بآثار الأضرار السابقة التي تعرضت لها الألواح الخشبية. ووفقاً لتقديرات منظمي معرض دوموتكس العالمي للسجاد وأغطية الأرضيات بمدينة هانوفر الألمانية، فإن هذا الاتجاه الجديد يتضمن أرضيات متشققة وتشطيبات وإصلاحات خشنة القطع وغير مصقولة، فضلاً عن ظهور بعض البقع على الأرضيات.وتلاحظ الخبيرة الألمانية كايزر أن كثيرٌ من الأشخاص يحرصون على مراعاة البيئة أيضاً عند اختيار النوع المناسب من الأخشاب، لذلك يشهد خشب البلوط والزان في الوقت الراهن إقبالاً كبيراً من العملاء.وأوضح باستيان هيرتسغ، من رابطة صناعة الباركية الألمانية بمدينة باد هونيف، أنه بفضل طرق التصنيع والمعالجة الخاصة يمكن إضفاء درجات البني والأسود الداكن التي تمتاز بها الأخشاب الفاخرة باهظة التكلفة على هذه الأنواع من الأخشاب.ويحظى اللون البني الداكن المدخن بإقبال كبير حالياً. وللحصول على هذا اللون يتم معالجة خشب البلوط بغاز الأمونيا. وبفضل التقنيات المتطورة تشهد الأخشاب حالياً إعادة إحياء مرة أخرى.وأضافت الخبيرة الألمانية كايزر :”يتم استخدام الفلين بكثرة في الوقت الراهن؛ نظراً لما يبعثه في المنزل من أجواء دافئة ومريحة”. وتشترك إنكه فولر، من رابطة صناعة الفلين الألمانية بمدينة بيليفليد، في الحديث موضحة أن الاتجاه الجديد يميل نحو استخدام درجات الألوان المشرقة.السيراميك واللامينيتوتعول صناعة السيراميك واللامينيت أيضاً على الاتجاه نحو المظهر الطبيعي في المنزل، حيث يمكن أن تبدو الأرضيات كأنها مصنوعة من الأخشاب. وأوضحت كارين دولفيبر، من الرابطة الأوروبية لمنتجي أرضيات اللامينيت بمدينة بيليفليد، أنه يتم تصميم سطح الأرضيات بشكل يحاكي الأرضيات الخشبية تماماً.ولكي يستمتع المرء بأجواء مريحة في المنزل تنصح الخبيرة الألمانية بأرضيات اللامينيت ذات تصميم خشب البلوط والدردار والبتولا. كما تتضمن الموضة أيضاً الأرضيات ذات درجات اللون الرمادي.وإلى جانب التصميمات التي تحاكي مظهر الأخشاب تزخر صناعة السيراميك حالياً برسومات تقلد فيها الخامات الحجرية مثل الأردواز أو الرخام أو الجرانيت. وأوضحت رابطة صناعة السيراميك بالعاصمة الألمانية برلين، أن الألوان المستخدمة تميل إلى لون الأرض الحمراء في استراليا ودرجات اللون الأخضر لمياه الأمطار المتجمعة، ودرجات اللون البني المميزة للأخشاب. وأضافت الخبيرة الألمانية زيملنغ أنه حتى درجات اللون البني على الأرضية تبعث في المنزل أجواء الطمأنينة والارتياح.السجادوعندما يرغب المرء في تغطية هذه الأرضيات التي تحاكي الطبيعة بقطع السجاد، تؤكد الخبيرة الألمانية كايزر على ضرورة استخدام الخامات الطبيعية. وقد شهدت دورة معرض دوموتكس لهذا العام تسليط الأضواء على قطع سجاد منسوجة من أصواف هضبة التبت المرتفعة ومنسوجات القنب وليف النخيل.وعند استعمال السجاد على الأرضيات الخشبية أو السيراميك أو اللامينيت بمظهر الأخشاب، تنصح الخبيرة الألمانية بعدم اللجوء إلى اللون البني المميز للأخشاب، لكن يمكن لقطع السجاد أن تجمع بين العديد من الألوان، حيث يُقبل العملاء حالياً على استعمال اللون الأصفر الذهبي الدافئ أو البرتقالي الداكن أو الأخضر الزيتوني، حيث تمتاز هذه الألوان بأنها تحاكي الطبيعة.