ابحث عن الحكمة في فنّ معاملة الآخرين

 كتب محمد الصفتي: باستعراض حياة المفكّرين والأدباء والشعراء والزعماء وغيرهم ممّن أثروا حياتنا على مرّ القرون بما غيّر وجهها إلى الأفضل تجد انّهم خير من يجيد فنّ قراءة شخصيات الآخرين والتأثير فيهم، وعندما تبحث عن الكيفية الأفضل التي تتعامل بها مع الآخرين سيفيدك كثيراً أن ترجع إلى الأقوال المأثورة التي تحمل عصارة خبرات هؤلاء العباقرة فيما يخصّ المعاملة بين البشر.فعلى سبيل المثال يصف الشاعر الألماني الأشهر “يوهان جوته” مدى تأثير معاملتك على الآخر فيقول: “إذا قبلتك على ما أنت عليه فسأدفعك لأن تصبح أسوأ، أمّا إذا تعاملت معك على ما باستطاعتك أن تكونه فانا بهذا أعينك أن تصبح ذلك الشخص.”ويقول الأديب الانجليزي “كوينتن كريسب” بصدد التعامل مع مع مشاكل العلاقات: “المعادلة بسيطة للحصول على علاقة ناجحة: ينبغي عليك أن تتعامل مع المصائب وكأنّها أمور بسيطة، ولكن لاتتعامل أبداً مع الأمور البسيطة على أنّها مصائب.”ويقول الطبيب النفسي والكاتب الكندي الشهير “ناتانيال براندن” عن أثر نظرتك لنفسك على علاقاتك: “إنّ هناك دلائل قاطعة على أنّه كلما ازداد تقدير الإنسان لنفسه، كلّما كانت معاملته للآخرين تتّسم بالاحترام واللطف والكرم.”بينما يؤكّد الدلاي لاما الزعيم الروحي للتبت على أهمّية التعاطف بين الناس فيقول : “إذا أردت أن تشعر الأخرين بالسعادة فتعاطف معهم، وإذا كنت تريد أن تشعر بالسعادة فأيضاً تعاطف مع الآخرين.”وبالعودة لثقافتنا العربيّة تجد الإمام “الشافعي” يقرض شعراً عن قيمة الصداقة فيقول: ” سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها .. صديقٌ صدوقُ صادقُ الوعد منصفا.”ويحذّرك الشاعر العبّاسي “أبو العتاهية” من توقّع الكمال من الآخرين فيقول: ” أتطلب صاحباً لاعيب فيه.. وأيّ الناس ليس له عيوب؟”أما الرسول “محمد” صلى الله عليه وسلّم فينبّه الناس لمدى أثر الصديق البيّن على سلوك صديقه فيقول: ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” كما يقول: “إنّما مثل الجليس الصالح و الجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير ، فحامل المسك اما ان يُحذيك ، و اما ان تبتاع منه ، و اما ان تجد منه ريحا طيبة ، و نافخ الكير اما ان يحرق ثيابك ، و إمّا ان تجد منه ريحا خبيثة.”