فقط..استمع

لماذا عادة ما ينتهي أي نقاش بين أي زوجين, أو أب و ابن, أوحتى بين زميلين في العمل, الى مباراه في رفع الصوت, وتراشق الألفاظ ,وتبادل الاتهامات؟, لماذا نجد دائما تلك الشحنه المضاده, و المشاعر السلبيه تجاه كل من يسر الينا بضيقه, أو يشكو لنا من شئ ما؟…اذا أمعنت التفكير قليلا لن تجد سببا سوى أننا نستمع الى الآخرين غالبا ونحن في حالة (تحفز) و (تربص) للدفاع عن أنفسنا, نسمع ونحن في حالة تحين دائم لفرصة أن ننفي أي تهمه عن ذواتنا, نسمع و كلنا احساس بالغضب و الاستياء و عدم الأمان, خوفا من أن يكون العيب عندنا, أو أن تكون المشكله فينا.لهذا فان كل ماينقصنا حتى يكون بيننا حوارا سليما صحيا, نخرج منه بأي نتيجه أو فائده, هو أن نجنب ( الأنا) قليلا و نحن نستمع للآخرين, فقد يكون ضيق الآخرين وحزنهم و احباطهم ليس بسببنا, وليس هجوما علينا, أو شكوى من تقصيرنا, فلماذا الشعور الملح بالدفاع عن النفس؟.وحتى وان كان شكوى من تصرفاتنا أو أفعالنا, فليس علينا وقتها الا أن ننصت…فقط, فمن الممكن أن نثور و نغضب و نقلب الطاوله سريعا ثأرا لكرامتنا في ذلك الحين, ولكننا بذلك نكون قد خسرنا أن نفهم الاخر, وأن نستطيع أن نفتح قلوبنا لبعض, وهو الشئ الأهم و الأبقى على المدى البعيد.