سورية تساعد اللاجئات في ألمانيا بشكل غير تقليدي
في مدينة بون يقدم صالون لتصفيف الشعر فرصا لتدريب القادمات الجدد، ممن يرغبن في تعلم هذه المهنة، رغم صعوبة إيجاد مكان للتدريب. حيث أن هناك إقبال كبير على هذه المهنة في ألمانيا. فماهي الشروط المطلوبة للعمل في هذا المجال؟.
في تمام الساعة التاسعة صباحا تبدأ جميلة (تمّ تغير الاسم) عملها. فقبل ثلاثة أسابيع بدأت العمل كمتدربة في صالون “جويل” للحلاقة والتجميل وتصفيف الشعر للسيدات في مدينة بون غربي ألمانيا. وصلت جميلة مع عائلتها إلى ألمانيا منذ سنتين ونصف قادمة من العراق. ورغم أنها كانت تعمل كمحاسبة في بلدها، لكن أن تعمل اللاجئة العراقية في هذه المهنة في ألمانيا، ليس سهلا، إذ يتوجب عليها أولا وقبل كل شيء إتقان اللغة الألمانية بشكل ممتاز.
لم يقف عائق اللغة أمام إصرار جميلة على العمل في ألمانيا. فرغم انشغالها بدورات تعلم اللغة، فإنها استمرت في البحث عن عمل يساعدها على دخول سوق العمل والاحتكاك بالألمان. لكنها وجدت فرصة للتدريب المهني، في مجال ربما هو بعيد عن اختصاصها ولكنها تهواه، حسب ما تؤكد في حديثها لموقع “مهاجر نيوز” وتقول الشابة العراقية “كنت أهوى العمل في مجال تصفيف الشعر في العراق، لكنني لم أتمكن من ذلك وأنا سعيدة بحصولي على فرصة للتدريب في هذا المجال هنا في ألمانيا”.
محاولات باءت بالفشل ولكن!
تعد مهنة تصفيف الشعر من بين أكثر المهنة المطلوبة في ألمانيا، ما يجعل فرص إيجاد مكان للتدريب المهني في هذا المجال محدودة جدا، وهو ما تؤكده جميلة أيضا “بحثت في عدة صالونات ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل”.
تعرف ناريمان وهي صاحبة صالون جويل، صعوبة إيجاد مكان للتدريب المهني في مجال تصفيف الشعر وخاصة بالنسبة للاجئين، الأمر الذي دفعها لمساعدة القادمات الجدد، إذ خصصت شهريا مكانين لمتدربتين من اللاجئات في صالونها. وناريمان تعيش في ألمانيا منذ عام2004 ورغم خبرتها الواسعة في تصفيف الشعر التي حملتها معها من بلدها سوريا، إلا أن العمل في هذا المجال في ألمانيا في البداية لم يكن سهلا.
استغرقت ناريمان سبع سنوات حتى استطاعت فتح صالونها الخاص، وتتذكر المهاجرة السورية الصعوبات التي واجهتها في البداية “أنا أعمل في مهنة تصفيف الشعر منذ عام 1987، لكن عدم إتقاني للغة في البداية كان السبب في رفض الكثير من الصالونات لقبولي حتى كمتدربة”.
الخبرة وحدها لا تكفي
وفي حديثها لموقع “مهاجر نيوز” تقول ناريمان: إن فترة التدريب لديها تترواح بين أربع وست أسابيع. وفي نهاية هذه الفترة تحصل المتدربة على شهادة تؤكد ما إذا كانت المتدربة قادرة على العمل في هذا المجال.
وتشير ناريمان إلى أن الموهبة وحدها لا تكفي للعمل في هذ المجال وتضيف “هناك فرق شاسع بين بلادنا وألمانيا بدءا من المواد المستخدمة وانتهاءا بأسلوب التعامل مع الزبائن والدقة في المواعيد” وتتابع “يعتبر تصفيف الشعر في ألمانيا علما بحد ذاته ويتطلب إلماما واسعا في التعامل مع المواد وتأثيراستخدام المواد المستعملة على صحة الزبون؛ وهذه أمور ربما لا يتم مراعاتها كثيرا في بلادنا”.
لا تطلب ناريمان من المتدربات لديها مستوى لغويا عاليا، ويكفيها أن تعرف المتدربة المصطلحات الأساسية المستخدمة في هذا المجال مثل “تنظيف الحواجب وقص الشعر بشكل متدرج أومستوي وغيرها”. صحيح أن ناريمان تحاول من خلال فكرتها مساعدة اللاجئات في التعرف على أجواء العمل في ألمانيا والاحتكاك بالألمان، لكن النصيحة الأهم التي ترغب بتوجيهها لجميع القادمات الجدد هي أن “إتقان اللغة هو المفتاح الأساسي للعمل في ألمانيا”.
فيديو قد يعجبك: