محمد هلال: عطوري مزيجٌ من إحساسي وشغفي

حوار: واحة كمالقصة إبداع واستكشاف هي تجربة الإماراتي محمد هلال في تصميم العطور، تجربة مليئة بالإحساس والعاطفة جعلت هلال ينتقل من مهنة الطيران متبعاً شغفه وحبه للمغامرة إلى عالم الروائح العطرة ليخرج للعالم بعد سنوات من البحث والدراسة بعطور ذات نكهات عربية أصيلة تحاكي أحاسيسه وشغفه. رحلة مليئة بالعطور الفواحة يأخذنا بها هلال الذي التقيت به في ساكس فيفث أفينيو Saks Fifth avenue  لإطلاق أحدث عطوره “خلطات وليحدثنا عن تجربته الغنية.حدثنا  في البداية كيف قررت أن تدخل عالم صناعة العطور؟في الحقيقة الإنسان دائما يبحث عن اللحظة التي يجد بها نفسه، فقبل البدء بالعطور كنت طياراً في طيران الإمارات ولم أكن مستمتعاً بذلك ولهذا بدأت التغيير وجائتني فكر البدء بمشروع مطعم وكان ذلك قبل 11 عاماً ولكن عدة عراقيل وقفت حيال الأمر، وكان أمامي خيارين إما المطعم أو العطور.في البداية لم يكن لدي أدنى فكرة عن هذه الصناعة فبدأت البحث والاكتشاف فسافرت للعديد من الاماكن للتعلم وأخذت الكثير من الدورات التدريبية، والدافع كان حبي للرائحة والعطور، وبهذه الرحلة وصلت اليوم إلى ثلاث ماركات عطور منافسة كل واحدة منها أفضل من الأخرى وهي هند العود وأنفاسك دخون وخلطات.ما هو الأمر الذي دفعك للمخاطرة للقيام بأمر لا خبرة لك به؟أساس دخولي بأي عمل لا يعتمد أبداً على المردود المادي بل على المردود المعنويولهذا فإن المخاطرة لا أقيسها بالمادة بل بإرضاء رغباتي وشغفي لما أقوم به. فمن البداية لم يكن دافعي مادياً ولهذا أنا اليوم راضٍ عما حققته وأنجزته في مجال العطور معنوياً. وما جعلني راضياً بأنني قدرت على أنقل أسلوب حياتنا من خلال عطوري. فالعطر له مكان بالذاكرة تنقل الإحساس بالمكان ويحفظ الذكريات.حدثنا عن مدى رضاك عن العطور التي أطلقتها من البداية للآن؟الحمدالله فجميع عطوري قدرت عالمياً وقد أخذت جوائز، فعطر خلطات ورغم حداثة إطلاقه أخذ جائزة (فيفي-FIFI) وهي بمثابة الأوسكار للعطور.هل كان لديك توقع لهكذا نجاح في البداية؟قد تقولين عني مغرور، ولكن كنت متوقعاً لهذا النجاح. لأنني لا أدخل بأمر إلا ولدي طموح كبير للنجاح والتميز. محمد هلالأنا لم أبدء بخبرة لكن لدي الكثير من الأفكار، كما أنني منخرط في عملية تصميم شكل العطر الخارجي. فإنني دوماً عندما أريد البدء بتصميم عطر جديد أحب أن أشبعه بأحساس أن يكون مليء بالحياة فأريد من يستخدم عطوري أن تبقى متفاعلة ومليئة بالحياة معه وأن لا ينساها وأن تشكل جزء من ذاكرته.كلمنا عن ماركة العطر الجديدة التي أطلقتها “خلطات”؟تمحورت الفكرة في البداية في أن ننقل حضارة العرب والذي تشكل صناعة العطور جزء كبير منها إلى الغرب، حيث أننا اعتدنا دوماً أن نأتي بما هو عند الغرب فقط. ولهذا جاء العطر بهدف جعل الآخرين يستمتعون بعيش ثقافتنا وتاريخنا الذي نفتخر به من خلال هذه العطور وهذا ما تحقق ولقت عطورنا إقبالاً في الغرب. كما أن هذا العطر يحمل مفهوم الحب، الحب بكل مفاهيمه، حب المرأة والرجل حب العائلة، حب الوطن والكثير من مفاهيم الحب الواسعة، والهدف منها خلق أحاسيس تعدل مزاجك للأفضل (بعاطفة وحنان).لكن العطور الغربية بالمقارنة مع عطورنا خفيفة فكيف تقبلهم لها؟عطورنا للآن لم تكتشف، فالعطور التي يقال عنها عربية هي بالأصل هندية، حيث أن وجودنا كعطور عربية ليس قديماً وقبل ذلك كان من يشم العطور والتي يعتقد بأنها عربية يرونها قوية جداً ومعقدة، فالعطور الهندي ما هي بعطور في الواقع بل عبارة عن زويت وخلطات غريبة من هنا وهناك.هل لك أن تصف بثلاث كلمات ما يجعل العطر جيداً؟العطر ينبعث من عاطفة والعاطفة تكون مستوحاة من مواقف وهذه المواقف تعبر عن إحساس، فهي عبارة عن عاطفة ومواقف وإحساس والعطر بمجمله بالنسبة لي عبارة عن فن.ما هي أكثر المكونات التي تحب استخدامها في عطورك؟المكونات دائماَ متغيرة حسب المزاج والعاطفة والإحساس الذي أريد أن أوصله. ولكن المكون الوحيد الذي دائماً يتواجد في كافة عطورنا هو إحساسنا والذي يميز كل صانع عطور عن غيره فالأشخاص الذين يحبون ويهتمون جداً بالعطور سيشعرون بأن لهذا العطر إحساس مميز عن غيره.بعد هذا النجاح والجوائز التي حصدتها عطورك إلى أين تريد أن تكمل مشوارك؟نحن أنتجنا ماركات عطور ولدينا مصنع فالعطور نحن نصنعها بشكل كامل من مرحلة تصنيع العطر إلى تصميم الزجاجة والتغليف والتوزيع، وبدأنا بالمطاعم للنشر أسلوب حياة معين، وماركات جلديات من أفخر الماركات منها برادا. كما لدي أفكار ومشاريع ضخمة عن إقامة مدينة متكاملة صناعية فيها كل شيء من مصانع العطور والجلود والعديد من الصناعات الأخرى وسنطرح على المسؤولين هذه الأفكار ونشرح لهم مدى فعاليتها وكلي ثقة بأننا سنلقى الدعم. وفيما يخص العطور أعمل على إنتاج عطرين هما روز روزا و هلال.في النهاية أين لمحبي عطورك ولمحبي استكشافها أن يجدوها؟بإمكانهم أن يجدوها في ساكس فيفث أفينيو ،دبي مول، مارينا مول، العين مول، البوادي مول، وقريباً سننتشر في باقي دول الخليج.