رؤوف غبور "إمبراطور السيارات" الطبيب الذي بدأ حياته بـ15 قرشًا.. وسجنه مبارك (بروفايل)
كتب - محمد الروبي:
ولد رؤوف غبور لعائلة شامية مصرية تسكن في منشية البكري عام 1953، وهي عائلة تجارية بالفطرة دخلت مجال السيارات بشراء تاكسي واحد يعمل بالعاصمة اشتراه كمال والد رؤوف.
بدأ رؤوف دراسته في مدرسة الجيزويت في الرابعة من عمره، وكان شقي ولكن والدته رأت فيه ذكاء غير عادي، وكانت قراءة الكتب والمطبوعات الفرنسية هي هوايته المفضلة في طفولته.
بدأ التجارة في السابعة
في سن السابعة قرر والده إعطاءه مصروف أسبوعي 15 قرش خوفًا عليه من الانحراف، هنا ظهر عقل غبور التجاري لأول مرة، إذ قام بالاقتراض من مربيته 15 قرش على أن يعيدهم لها 20 قرش، وتوجه إلى محل حلويات شرقية بميدان روكسي واشتري نصف صينية بسبوسة بـ 30 قرش، ثم قطع البسبوسة إلى 12 قطعة وتوجه إلى نادي هيليوبليس وباعها جميعها لقاء 60 قرش، ثم عاد إلى محل الحلويات واشتري بسبوبة كاملة وباعها في النادي.
ادخر رؤوف 10 آلاف جنيه من تجارته الخاصة عند اقترابه من سن المراهقة، وعلم من أحد أقاربه عن مزاد لأجهزة كهربائية أغلبها مكيفات هواء تمتلكها وحدة البحوث الطبية للبحرية الأمريكية NMRU بالقاهرة من قريب له، فقام بالمشاركة بالمزاد ورسى عليه المزاد لقاء 3 آلاف جنيه، ثم توجه إلى والده وطلب منه تخزين الأجهزة في جراج المنزل، ثم أقنع أحد ملاك محلات الأجهزة الكهربائية بشارع رمسيس ببيع الأجهزة لديه لقاء مناصفة المكسب، وربح في هذه الصفقة 10 آلاف جنيه، ثم شارك في مزاد NMRU عدة مرات.
في بداية المرحلة الثانوية توسط رؤوف بين أبيه وشركات السياحة في تجارة الدولارات، وكانت عمولته قرش صاغ عن كل دولار، ووصل ربحه إلى 30 ألف جنيه شهريًا، وبنهاية دراسته الجامعية وصلت ثروة رؤوف الشخصية إلى نصف مليون جنيه من وساطة تجارة الدولارات.
طبيب بالشهادة وتاجر بالفطرة
درس رؤرف في كلية الطب البشري جامعة عين شمس، وتطوع أثناء دراسته بمستشفى الدمرداش لمعالجة أبطال حرب 1973، وأثناء مساعدته لأحد الأطباء الكبار في تضميد جروح أحد أبطالنا وقع على الأرض مغشيًا عليه متأثرًا بإصابات وجروح أبطالنا.
قرر رؤروف آنذاك أنه لن يصبح طبيب يومًا ما من الأيام، ولكنه أكمل دراسته للحصول على شهادة عليا كمكانة في المجتمع وإرضاءً لأهله.
ملك الإطارات في إخوان غبور
توجه رؤوف للعمل بشركة إخوان غبور المملكة لوالده كمال وعمه صادق بعد انتهاء دراسته الجامعية، وقام ببيع أولى صفقاته وهي سيارات نقل لمصاحب مصنع يوناني ينتج المياه الغازية، ثم طلب من عمه صادق إدارة قسم الإطارات، وكانت إخوان غبور آنذاك وكيل إطارات بريديجستون في مصر.
نجح رؤوف في زيادة مبيعات قسم الإطارات من 50 ألف دولار شهريًا إلى 5 ملايين دولا شهريًا، وسرعان ما لقبه السوق بـ"ملك الإطارات".
واجه غبور أزمة كبيرة كادت أن تتسبب بإفلاس إخوان غبور في أكتوبر 1981 آثر انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، وسرعان ما تدخلت بريديجستون الأم من اليابان وقدمت لرؤوف خصم بقيمة 20% على البضائع وتسهيل للموردين لمدة 6 أشهر.
تولى رؤوف إدارة عدد من الأقسام والقطاعات الأخرى إلى أن تولى منصب المدير التجاري لشركة إخوان غبور في عام 1984، ثم أدار الشركة بالكامل في أواخر عام 1985 بعد مرض عمه صادق.
ترك رؤروف شركة العائلة "إخوان غبور" في عام 1990 بسبب عدد من القرارات الخاطئة التي رأي أنها تؤخر مسيرة الشركة، وبدأ بالتركيز على استثماراته الشخصية.
6 أشهر بالسجن
تسببت صفقة لشراء أرض زراعية مساحتها 60 فدان بالبحيرة من موظف حكومي بالزج برؤوف في السجن بأكتوبر 1991 وذلك لمدة 6 أشهر، بعد تبرئته من القضية وقرر داخل السجن تخصيص وقت أكثر لأبنائه وقضاء العطلة الأسبوعية في منزله.
خلال سجنه تقرب رؤوف من الشيخ إسماعيل أمير الجماعة التكفيرية داخل السجن، وجمعتها علاقة ود، وتنبأ له الشيخ بموعد خروجه من السجن، ونصحه بأنه سيخرج عند الرضا، وقامت الجماعة بوداعه عند تبرئته.
خرج رؤوف من السجن في ربيع عام 1992 وتوفى والده، ثم اشترى 50% من إخوان غبور ووصلت حصته بالشركة إلى 62.5% بعد حصوله على ميراثه الشرعي، وبدأ رؤوف استيراد سيارات هيونداي الكورية وتصنيع بعض طرازاتها محليًا.
بداية عصر هيونداي
واجه رؤوف مخاطر الإفلاس مجددًا في منتصف عام 1999 ولكنه أقنع البنوك بجدولة ديونه، ثم توجه إلى السوق العراقية في عام 2000 وقام ببيع شاحنات فولفو ونافس عدي ابن صدام حسين، بالتعاون مع ابن زوجة صدام حسين.
بدأ رؤوف تصنيع هيونداي فيرنا محليًا في عام 2003، بعد إقناع هيونداي العالمية بتصنيع معدات التصنيع محليًا لتخفيض تكلفة الإنتاج.
ساهمت فيرنا في حل أزمة رؤوف إذ قام بتسعير السيارة بـ 69.5 ألف جنيه فيما كانت تكلفة إنتاجها 69 ألف جنيه، وذلك مقابل أن يدفع التجار ثمن طلبيات 3 أشهر، وأن يدفع العملاء 50% من إجمالي ثمن السيارة ثم يتسلموا السيارة بعد 4 أشهر، وبذلك سدد رؤوف مديونيات البنوك وبدأ في حصاد مكاسب فيرنا.
تخلص رؤوف من غالبية ديونه في عام 2007 وطرح 30% من أسهم شركته في البورصة بقيمة 1200 مليون جنيه، ثم عاد إلى التفكير بالتجارة مجددًا وأسس شركات جي بي للتأجير التمويلي ومشروعي وتساهيل ودرايف.
قرر رؤوف تسليم الراية لابنه نادر في عام 2018، وتقدم باستقالته الرسمية في مارس 2021، وتولى نادر إدارة الإمبراطورية.
فيديو قد يعجبك: