لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد غزو التكنولوجيا لها.. السيارات في مرمى نيران القراصنة أيضًا

01:02 م الأحد 03 فبراير 2019

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين - (د ب أ):

لا تعد الهجمات الإلكترونية قاصرة على الحواسيب والهواتف الذكية فحسب؛ حيث أصبحت السيارات هي الأخرى في مرمى نيران القراصنة بعد غزو الأنظمة التكنولوجية لعالم السيارات.

ويسود عالم السيارات حاليا بعض التصورات المخيفة بشأن قدرة القراصنة على اختراق أنظمة السيارة والتحكم فيها عن بعد، وبذلك بعدما تمكن الباحثان ميلر وكريس فالاسيك من السيطرة على إحدى سيارات جيب في الولايات المتحدة الأمريكية، وفرضا على السائق مناورات لم يتمكن من التحكم فيها.

وقام الباحثان بالتحكم في سيارة جيب عن طريق الإشارات اللاسلكية مع تشغيل مكيف الهواء وفتح النوافذ الكهربائية، وانحرفت السيارة عن الطريق؛ نظرا لتوقف وظيفة دواسة الوقود، وهنا ظهرت حالة من الرغب لدى الكثيرين بشأن تمكن القراصنة من السيطرة على السيارات آلية القيادة والتدخل في عمليات القيادة والكبح.

بوابة الاختراق

وأوضح ألكسندر ريمكس، مفوض الشرطة الألمانية، قائلا: "تعتبر شبكات الاتصالات في السيارة بمثابة بوابة الاختراق". وإذا رغب القراصنة في إحداث ضرر بالسيارة، فإنه يتعين عليهم البحث عن ثغرة أمنية في النظام.

ومن جانبه أشار شتيفان روميل، رئيس قسم الاستراتيجية وتطوير الأمان بشركة كونتينينتال المغذية لصناعة السيارات، إلى أن عمليات اختراق السيارة تتطلب المزيد من الجهد والمعرفة والتكاليف الباهظة، غير أن ريمكس أكد أن المنظمات الإجرامية يمكنها توفير المكونات اللازمة للجريمة الإلكترونية.

وأضاف مفوض الشرطة الألمانية أن عمليات الابتزاز وطلب الفدية تعتبر من الأهداف التقليدية للقراصنة ومجرمي الإنترنت، وأظهرت التحقيقات، التي قام بها، أن الثغرات الأمنية، التي تظهر في الأنظمة البرمجية لأساطيل السيارات، تنطوي على إمكانيات كبيرة للابتزاز، علاوة على أنه من المتوقع حدوث هجمات إرهابية على السيارات أو الأهداف الأخرى مثل مراكز مراقبة حركة المرور.

ومع ذلك لا تتوفر حاليا حلول كاملة للتصدي لمثل هذه الهجمات، ولذلك تسعى شركات السيارات العالمية إلى تطوير وتحسين هذا القطاع في صناعة السيارات باستمرار من أجل التصدي لهجمات القرصنة الإلكترونية.

وأوضح بيتر شيفر، المسؤول عن قطاع السيارات بشركة أشباه الموصلات إنفينون بمدينة ميونخ الألمانية، قائلا: "عندما أراجع السنوات القليلة الماضية، اكتشف أن الوعى قد ازداد بموضوع أمان تكنولوجيا المعلومات بدرجة كبيرة وخاصة في قطاع السيارات". وينصب اهتمام شركة إنفينون على توفير تكنولوجيا الأمان لأنظمة الإلكترونية في السيارات.

وأوضح روميل الخبير بشركة كونتينينتال طبيعة المخاطر المحتملة؛ حيث أكد على تزايد أعداد السيارات، التي تعتمد على الأنظمة الشبكية؛ حيث من المتوقع حتى 2025 أن تتضمن كل سيارة جديدة خدمة الوصول إلى شبكة الإنترنت، ويعني مفهوم الشبكية الكاملة أن السيارات يمكنها الاتصال مع بعضها البعض أو مع التجهيزات البينية التحتية مثل إشارات المرور.

وأضاف شيفر قائلا: " كل سيارة يتم التصريح بها في أوروبا حاليا تتوفر بها وظيفة اتصال بنظام الطوارئ E-Call، وبالتالي يتوفر اتصال بالشبكة". ووفقا لتقديرات الخبير الألماني فإنه من المتوقع خلال الخمس سنوات القادمة وجود أكثر من 100 مليون سيارة شبكية على الطرقات.

وأوضح روميل أن جميع الواجهات البنية في السيارة تعتبر بمثابة بوابات محتملة لهجمات القرصنة الإلكترونية؛ حيث يتم عبر هذه الواجهات تبادل البيانات مع أجهزة التحكم، ومن أمثلة ذلك واجهة التشخيص أو أجهزة التحكم في قفل مانع الحركة، وتعتمد مفاهيم تصميم السيارات المستقبلية على عدد قليل من أجهزة التحكم القوية، ولكن يتوجب أن يكون كل جهاز تحكم آمن ضد هجمات القرصنة الإلكترونية طوال العمر الافتراضي للسيارة.

وأضاف الخبير الألماني روميل أن شركات السيارات العالمية تقوم باتخاذ إجراءات لمنع حدوث السيناريو المرعب، والذي يتمثل في شلل جميع أسطول السيارات بالكامل. وبالنسبة لعملاق صناعة السيارات الأوروبية فولكس فاجن، فإن هذا السباق لا ينتهي أبدا؛ حيث أوضح رولف زولر، مدير قسم التطوير والإلكتروني بالشركة الألمانية، قائلا: "يتم اتخاذ إجراءات مضادة للقرصنة التقنية على أعلى مستوى تقني". وأضاف أن شركة فولكس فاجن تنظر للموضوع بأنه "خطير للغاية"، ولكن اعترف بأن الخطر يزداد؛ نظرا لتزايد أعداد السيارات الشبكية مستقبلا.

العمر الافتراضي للتقنيات

ويتعين على الشركات المنتجة للسيارات والشركات المغذية لصناعة السيارات مراعاة العمر الافتراضي للتقنيات، التي يتم تركيبها في السيارات؛ حيث أوضح توماس روستك، رئيس قطاع أمان تكنولوجيا المعلومات بشركة إنفينون، قائلا: "ستختلف قدرة القراصنة ومجرمي الإنترنت في غضون خمس سنوات عن قدرتهم الحالية بدرجة كبيرة". ولذلك يتعين على الشركات التفكير مسبقا في كيفية التعامل مع خبرات القراصنة المستقبلية، وكيف يمكن مواءمة تقنيات الأمان في هذا القطاع. كما أن تقنيات الأمان المركبة في السيارات يجب أن تتصدى لهجمات القرصنة في المستقبل أيضا.

وأشارت شركة تريند مايكرو، المتخصصة في أمان تكنولوجيا المعلومات، إلى اكتشاف الكثير من الثغرات الأمنية في تقنيات الحوسبة السحابية، ويفترض الخبراء أن القراصنة يعتمدون على تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، وأكد الخبير بشركة كونتينينتال أن مستوى الأمان للاتصال بخدمات الحوسبة السحابية في نفس مستوى المعاملات المصرفية عبر الإنترنت، ويتم مراقبة جميع الوظائف في السيارة باستمرار.

وبالإضافة إلى ذلك، يتم الاعتماد على التحديثات اللاسلكية في تتابع سريع، وعادة ما يكون العمر الافتراضي لمفتاح البرمجيات قصير للغاية، حتى لا يمكن اختراقه أثناء هذه الفترة، علاوة على أن كل سيارة تتضمن المفتاح الرقمي الخاص بها.

وإذا تعرضت إحدى السيارات المزودة بنظام القيادة الآلية لإساءة الاستعمال من الخارج، فإن النظام يتعرف على هذا الاختراق ويقوم بإطلاق إنذار مع تعطيل بعض الوظائف المعنية. وأكد الخبير الألماني روميل أنه لم يعد بإمكان القراصنة اختراق السيارات الحديثة، مثلما حدث مع سيارة جيب 2015، بفضل تقنيات الأمان الحديثة.

فيديو قد يعجبك: